تونس – صدر لأستاذة الأدب الفرنسي في الجامعة التونسية نجيبة الرقيق كتاب عن الكاتبة الجزائرية الراحلة آسيا جبار بعنوان “آسيا جبار”.
وجاء في الكتاب الذي صيغ باللغة الفرنسية، أن آسيا جبار التي وُلدت في أواخر الثّلاثينات كتبت نصّها الأوّل “العطش” وعمرها ثماني عشرة سنة، وقد أحدث ذلك النص الذي يروي قصّة غراميّة ضجّة في الأوساط الأدبيّة التي اتّهمتها بانعدام الشعور الوطنيّ.
وتتبّعت الباحثة المسيرة الأدبية لجبار، موضحة أن كتاباتها بدأت تتّخذ صبغة نضاليّة منذ نشر كتابها الثّاني “نافدو الصّبر” سنة 1958، ثم “أطفال العالم الجديد” سنة 1962، ثم “القبّرات السّاذجة” سنة 1967.
وأوضحت نجيبة الرقيق أن الكاتبة تصوّر، بداية من هذه الكتب التي ذكرتها، نضال الشّباب الجزائري انطلاقا من الحدود التّونسيّة، والمكانة التي تحتلّها المرأة الجزائريّة في مجتمعها آنذاك.
ووفقا للباحثة، فإن آسيا جبار بعد نشرها لمجموعتها القصصية “نساء الجزائر في بيوتهنّ” سنة 1980 -وهو كتاب مستوحى من لوحة دولاكروا الشّهيرة- بدأت انطلاقتها الفعليّة في الأدب مع كتابها الشّهير “الحبّ والفانتازيا” سنة 1985. إذ حاولت جبار في هذا الكتاب تدوين سيرتها الذّاتيّة، لكنها أخفقت في ذلك، ليتحوّل مشروع السيرة الذّاتيّة إلى قصص عديدة بأصوات نساء جزائريّات مناضلات، وجاء تعدّد الأصوات ضمن هذا الكتاب في تناغم، كما لو كان المتحدثون مجموعة صوتيّة تغنّي أغاني وطنية.
ورأت الباحثة أن مشروع السيرة الذّاتيّة كان مهدَّدا منذ انطلاقه من قِبَل فصول عديدة تروي السّنوات الأولى لغزو الجزائر، وتستغلّ فيها الكاتبة معرفتها بعلم التّاريخ لتفضح ممارسات المستعمِر عن طريق النّبش في مذكّرات ورسائل الجنود الفرنسيّين لذويهم.
كما تتحدّث عن قبائل أبيدت بأكملها خنقا في عقر الكهوف التي هربت إليها متحصنة، بعد أن أضرم الجنود الفرنسيون النار في مداخل هذه الكهوف. وواصلت الباحثة جولتها في الآثار الأدبية التي ارتفعت باسم آسيا جبار عاليا، ومنها كتاب “ظلّ وسلطانة” (1987)، و”بعيدا عن المدينة المنوّرة” (1991)، و”شاسعة هي الزّنزانة” (1995)، و”ليالي ستراسبورغ” (1997)، و”المرأة التي لم تُدفن” (2002)، و”غياب اللّغة الفرنسيّة” (2003).
________
*العرب