“القُبْلَة ليست جريمة”



علي عبيدات


خاص ( ثقافات )

حملة “القُبْلَة ليست جريمة” تتحدى 400 جلدة في إيران

إيرانيات غاضبات يبادرن بإطلاق حملة “القبلة ليست جريمة” ويطلبن مساعدة الشباب الإيراني ليصل صوتهن إلى كل مكان، وليعرف العالم أن الشباب الإيراني مُكبل ولا تصان حرياته، خصوصاً بعد القرار القضائي الذي صدر مؤخراً بحق شاعر وشاعرة من الشباب وهزّ الرأي العام الإيراني وكل التيارات العلمانية والليبرالية في البلاد.

وجاءت مطالبات وتصريحات منظمي الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي أسوةً بالشباب العربي الذي أسقط أكبر الأنظمة السياسية بأيام قليلة بنفس الطريقة، لكنهم لم يجرؤوا على رفع سقف مطالبهم ودارت المطالب في محيط الحريات العامة – فقط- كحق الانتخاب والحرية الشخصية وتمثيل الشباب في نظام الحكم، الذي لم يعد عصرياً، على حد تصريحاتهم.

وبدأت الحملة بشكل رسمي بعد أيام من إصدار “محكمة الثورة في الجمهورية الإسلامية في إيران”، الثلاثاء 13 أكتوبر 2015، أحكاماً قاسية ضد نشطاء إصلاحيين متهمين بالإساءة لرموز النظام، ومن أبرز الأسماء الشاعرة فاطمة اختصاري التي حكم عليها بالسجن 11 عاماً ونصف و99 جلدة وزوجها الشاعر مهدي موسوي الذي حكم عليه بالسجن 9 أعوام و99 جلدة، بعد أن كتبا وسجلا قصائد انتقدا فيها نظام الحكم وسياسة تكميم الأفواه، كما حكمت على الناشط الليبرالي كيوان كريمي بالسجن 6 سنوات بالإضافة إلى 223 جلدة، وهي أحكام نهائية غير قابلة للاستئناف.

وازداد انتشار الحملة في الأيام الأخيرة بعد نشر مئات الصور على مواقع التواصل الاجتماعي التي تظهر فيها الفتيات الإيرانيات وهنَّ يقبِّلن خدود الشبان ويحملن صورة مكتوب عليها شعار الحملة “القبلة ليست جريمة”، وحاول المتعاطفون مع الحملة من ملتقطي الصور أن لا تخدش صورهم الحياء العام، وأن تكون قبلة عادية تقبل فيها الفتاة صديقها أو زميلها أو أخاها على خده، استهجاناً لقمع الحريات الشخصية في الشوارع الإيرانية ومنع المصافحة العلنيَّة، وسائر القرارات التي اتخذها النظام السياسي الإيراني منذ انقلاب 1979 وأهمها الحجاب الإجباري.

كانت شرارة الحملة بعد الذي حلّ بالشاعرة وزوجها الشاعر، وتحولت السياط التي يجلدان بها إلى قُبَلٍ ورسائل نثرها الشباب الإيراني في كل مكان بلغات مختلفة ليصل صوتهم إلى كل مكان، أملاً بالتغيير.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *