توفّيت وكيلة وعراّبة أكبر الكتّاب بالقشتالية في القسط الجنوبي من القارة الأميركية، كارمن بالسييس، علماً انها تولّت في حياتها اكتشاف أسماء أدبية مرجعية من قبيل غابرييل غارثيا ماركيز وماريو فارغاس يوسا.
وتُسمّى بالسييس في إسبانيا “سيدةُ الفائزين بنوبل” وهي رحلت عن سن الخامسة والثمانين، وفق أحد المتحدثين بإسم وكالتها الأدبية. ويعود لبالسييس الفضل في اكتشاف موهبة غابرييل غارثيا ماركيز بعدما إطّلعت على مجموعة قصصه القصيرة “جنازة الجدّة الكبيرة” ليطلق عليها بعدذاك لقب “ماما غراندي”.
وولدت بالسييس في ريف كاتالونيا الإسبانية وهي لم تلتحق بأي جامعة غير أنها شغفت بعالم الآداب خلال عملها في وكالة كان يملكها الكاتب الروماني فينتيلا أوريا واستمرت في التعاون معه إلى 1960 حين أنشأت وكالتها الخاصة. وأقرّت بالسييس في 2012 “لا يسعني أن أتصوّر حياتي من دون “غارثيا ماركيز” لتضيف أيضا في مناسبة سواها “بين ليلة وضحاها أدركت أني محاطة بعباقرة” في الإشارة إلى كتّاب عدة راق لها أن تمثّلهم، والحال ان مجموعة كبيرة من هؤلاء إستقروا في برشلونة، في إسبانيا. وتعدّ بالسييس من بين المسؤولين عن “الفورة” الأدبية لكتّاب أميركا اللاتينية (“بوم”) في نهاية ستينات القرن المنصرم ومطلع السبعينات منه.
والحال انها تحصي ومن ضمن الهويات التي جعلتها تتقدم المشهد الأدبي وإلى ماركيز وفارغاس يوسا، الأرجنتيني خوليو كورتاثار والتشيليانية إيزابيل الليندي وابن الأورغواي خوان كارلوس أونيتي. ونجد في حلقة الكُتّاب الذين تعاملت معهم أسماء من بين الظافرين بجائزة “ثرفنتس” وبتاج الإمتيازات “نوبل”، كمثل الإسباني كاميلو خوسيه ثيلا فضلا عن الكاتبين ميغيل أنخيل استورياس من غواتيمالا والتشيلياني بابلو نيرودا.
وعلّق ماريو فارغاس يوسا في صحيفة “إيل باييس” الإسبانية على خبر رحيل بالسييس معتبرا انه وبفضلها استطاع الكتّاب أن يحصلوا أخيرا على عقود مناسبة يمكن من طريقها أن يدافعوا عن حقوقهم.
النهار