أحمد مجدي همام
في الشمال اللبناني، وتحديداً في إهدن (شمال لبنان) عند أعلى نقطة عن سطح البحر، عقدت ورشة “آفاق” لكتابة الرواية لقاءها الأول أخيراً ضمن ثلاث جلسات تمتد على مسافة زمنية تصل إلى عشرة أشهر. اختار محترف الكتابة المقام بدعم من “الصندوق العربي للثقافة والفنون ــ آفاق” الروائي اللبناني جبور الدويهي (الصورة) ليشرف على الورشة، ويوجّه عشرة مشاريع روائية، لعشرة من الكتاب العرب الشباب اختيروا من بين 152 مشروعاً تم تقديمها لورشة “آفاق”.
وينتمي منسق اللجنة جبور الدويهي والفائزون العشرة إلى سبعة بلدان مختلفة، جاء توزيعهم على النحو التالي: محمد بنميلود ومحسن الوكيلي من المغرب، ورانيا المأمون من السودان، وجاكو أوانج من جنوب السودان، وأريج جمال وكاتب هذه السطور من مصر، وسليم البيك من فلسطين، وسمير يوسف من لبنان، وبسام شمس الدين من اليمن، وسمير قسيمي من الجزائر. اختار الدويهي طريقة العصف الذهني والنقاش الجماعي، بحيث قرأ كل كاتب من المشاركين ما قام بإنجازه ضمن مشروعه الروائي. ومن ثم تلقّى 10 آراء مختلفة حول منجزه. الرأي الأول من مشرف اللجنة، والتسعة الأخرى من باقي الكتّاب المشاركين في الورشة، بحيث تكون تلك الآراء بمثابة انطباع أولي للقرّاء عن الرواية المزمع إنجازها. عقبت ذلك جلسة انفرادية جمعت صاحب كل مشروع بالدويهي، فرز فيه الأخير سلبيات وإيجابيات النص، وقدم النصح الذي يحق للروائيين الشباب الأخذ به أو رفضه. وعن المحترف، يقول الدويهي لـ “لأخبار”: “المعارضون والمنتقدون للورش يقولون كلاماً من دون اطلاع. هم يزعمون أن الورش تشبه صفاً تعليمياً، يعطي فيها منسق الورشة ما يشبه دروساً في تقنيات السرد ودروساً تطبيقية. أما أنا، فأفهم ورشات الكتابة بشكل آخر. هي ملاقاة مع الكاتب على درب الكتابة، وإيقاظ لنزعات داخله، وتسليط الإضاءة على بعض المواضع في النص، أو تصحيح بعض مواضع الضعف، وتجاوز للأسلوب الكلاسيكي الموروث.
يحدث كل ذلك عن طريق الإشارة إلى تلك الهنات أو مواضع الضعف، من دون أن نمسك بيد الكاتب ونجبره على شيء، الورشة تساعد الكاتب على أن يسأل نفسه، وتعمل على إكسابه رؤية نقدية، فالعصف الذهني الجماعي أو الفردي يسهم في إخراج أفضل ما عند الكاتب”. الكاتب اللبناني سمير يوسف الذي اختير للمشاركة في الورشة عن مشروع روايته “وشع”، يقول: “قدّمت سابقاً مع “آفاق” وواجهت مصاعب في بناء الرواية الأولى، لذلك قدّمت لحضور الورشة، بخاصة في ظل وجود جبور الدويهي كمنسق للورشة. هو يدخلنا إلى مطبخ صنعة الرواية من واقع خبرته الكبيرة. أنا هنا أقدم مفتتح النص الذي شرعت في كتابته لجبور الدويهي الذي يقوم بمراجعته معي ومن ثم يكشف نقاط الضعف والقوة فيه، وكل هذا لصالح مشروع الرواية”. أما الشاعر والكاتب المغربي محمد بنميلود، فيقول: “مشروع روايتي يسكنني منذ مدة طويلة، وكنت أحتاج إلى حافز لأنجزه. بالنسبة إلي، الورشة هي هذا الحافز، فهي تنعقد مع كتّاب من مختلف أنحاء العالم العربي، وربما تكون هذه النقطة هي جوهر الورشة. هنا، ألتقي مع عشرة كتّاب مختلفين يحمل كل منهم زاوية رؤية مغايرة إلى الأدب والرواية، والنقاش الذي يدور خلال الورشة هو الذي يساعد في تقدم النص، كما أنه يدخلك في جو الكتابة وجو الرواية نفسها، وجبور الدويهي يمرر لنا خبراته من دون “أستاذية””.
الأخبار اللبنانية