صدر حديثا..”يهود العراق والمواطنة المنتزعة” لكاظم حبيب


خاص- ( ثقافات )


يستعرض كتاب «يهود العراق والمواطنة المنتزعة» تاريخ وجود اليهود في العراق منذ السبي الأول وإلى حين صدور قانون إسقاط الجنسية عنهم في العام 1950/1951 الذي أسفر عن هجرة ما يزيد عن 120 ألف مواطن ومواطنة من أتباع الدين اليهودي خلال فترة قصيرة.

كما يبحث في حياتهم الاجتماعية ودورهم المتميز في مجالات الاقتصاد والمال والأدب والفن، وبشكل خاص في مجالات الموسيقى والغناء، والسياسة وعموم الحياة الثقافية العراقية.

ويتطرق الكتاب إلى المعاناة التي واجهتهم في فترات مختلفة بسبب التمييز الديني الذي شهده العراق على امتداد تاريخه الطويل ومنذ وصول اليهود إلى بلاد ما بين النهرين (ميزوبوتاميا).

كما يبرّز معاناتهم الاستثنائية في فترة تصاعد الفكر القومي النازي المناهض للسامية بألمانيا وتأثيره الفعلي على الفكر القومي اليميني العربي وأحداث فاجعة ومجزرة «الفرهود ضد اليهود» في العام 1941 ببغداد والبصرة ومواقف القوى السياسية العراقية من ذلك. ثم يتطرق الكتاب بالتفصيل إلى العوامل الكامنة وراء تلك الهجرة الجماعية ومن يقف خلفها.

أخيراً يحذر الكتاب من احتمال تكرار ما حصل لليهود بالعراق في الفترة التي أعقبت إسقاط الدكتاتورية الفاشية في العام 2003 ونهوض نظام سياسي طائفي مقيت في أعتابه بالنسبة إلى أتباع الديانات المسيحية والصابئة المندائية والإيزيدية وغيرها بسبب تفاقم التمييز الديني والمذهبي والتهميش والإرهاب وسيادة الطائفية السياسية في الدولة والحكم والمجتمع.

من أجواء الكتاب
لقد عارضوا الحركة الصهيونية ولم ينتسب إليها غير القليل منهم. بيد أن الاضطهاد الفاشي الذي شنه القوميون والإسلاميون عليهم لم يترك للبعض منهم خيارا غير قبول فكرة الصهيونية. غير إن الأكثرية بقيت ملتزمة بهويتها وجنسيتها العراقية حتى أثارت المخابرات الإسرائيلية مخاوفهم بفضيحة القنابل وإثارة الرعب بينهم. وهكذا تعرضوا للاضطهاد الفاشي من ناحية والضغط الصهيوني من الناحية الأخرى…

الحقيقة إن الرأي العام العراقي كان مسبقا يتجاوب مع النازية وهتلر لأسباب كثيرة منها أن ألمانيا كانت حليفة لتركيا المسلمة في الحرب العظمى وهناك البغض الوطني لإنكلترا كدولة استعمارية احتلت العراق وأصدرت وعد بلفور. وعدو عدوي صديقي. ولعبت الدعاية النازية على هذه الأوتار، ومنها إذكاء النزعة اللاسامية ضد اليهود…..

تعددت الآراء في تحليل هذا القانون ومن تسبب به. ولكن ما حدث هو أن الاضطهاد المرير الذي تعرض اليهود له، حمل الكثير منهم إلى الهروب من العراق سرا. واجهت الشرطة مصاعب كثيرة في منعهم ومطاردتهم وانتشرت الرشوات والسرقات بسبب ذلك. ويظهر أن الحكومة تعبت من ذلك فاستجابت للضغوط الخارجية في حسم الموضوع بإعطائهم حق الخروج الشرعي. يقال إن بعض وزراء العراق قبضوا عمولة عن إصدار القانون. لم يتقدم لطلب الخروج في الشهور الأولى غير عدد قليل فارتاعت إسرائيل من هذا التردد فبعثت بوكلاء الموساد لإثارة مخاوف اليهود بعدد من التفجيرات والحملة الإعلامية. نجحت العملية فتعاظم عدد من قرروا الهجرة. ولا شك أن الاضطهاد الشوفيني كان السبب الأول للهجرة.


المؤلف في سطور:
ولد في 16/4/1935 بمدينة كربلاء – العراق.
 درس الاقتصاد في كلية الاقتصاد ببرلين – ألمانيا الديمقراطية وحاز على البكالوريوس ومن ثم الماجستير في العام 1965.
حاز على شهادة الدكتوراه فلسفة PH.D. في الاقتصاد من الكلية ذاتها في العام 1968. ثم حاز على شهادة دكتوراه هابيل أو درجة كتوراه علوم Doctor of Science (DSc) Degree في العام 1973 من الكلية ذاتها.

عضو في نقابة الصحفيين العراقية وعضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان والأمين العام للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية ومؤسس وأمين عام هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق لعدة سنوات بعد تأسيسها في العام 2004.

منذ العام 1968 حتى 2015 صدر له أكثر من 30 كتاباً وكراساً في الفكر والاقتصاد والسياسة والمجتمع والكثير من الدراسات والمقالات المتنوعة. ومن كتبه: العولمة من منظور مختلف (في جزئين) – الاستبداد والقسوة في العراق – الفاشية التابعة في العراق – لمحات من عراق القرن العشرين، في 11 مجلدا.

إصدار: 2015
القطع: الكبير
عدد الصفحات: 800

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *