بوعلام صنصال ينفي «تهمة» واسيني الأعرج


*مايا الحاج

بعدما اتسع السجال الذي استهله الروائي الجزائري واسيني الأعرج عبر فايسبوك متهماً مواطنه الروائي الفرنكوفوني بوعلام صنصال بـ «سرقة» فكرة روايته التي ستصدر قريباً عن دار الآداب بعنوان «2084: العربي الأخير»، وتضمنها روايته «2084: نهاية العالم» التي اعلنت دار غاليمار عن صدورها في الموسم الفرنسي الأدبي المقبل. وفي هذا السياق قرّر صنصال، بعد صمت دام أياماً، أن يردّ على اتهامات الأعرج عبر جريدة «الحياة» التي نشرت قبل يومين تحقيقاً اشتمل حواراً مع واسيني الأعرج عنوانه «رواية واحدة لواسيني الأعرج وبوعلام صنصال: 2084 صدفة أم سرقة؟»، في 16 حزيران (يونيو) 2015. فجاء ردّه ليكشف عن دهشته ازاء اتهام «عبثي» لا يرتكز الى اي اسس.
وفي رده على هذا الاتهام يقول بو علام صنصال: «يؤسفني أن يتوصّل واسيني الأعرج، الكاتب الذي أعرفه وأقدره على المستوى الإنساني، إلى مثل هذا الاتهام، والأصحّ قولاً إلى مثل هذه الفرضية، قبل أن يتمكّن من قراءة روايتي التي لم تصدر بعد. وإذا كان يحقّ لأحدٍ أن يتهمني بالسرقة الأدبية في ما يخصّ روايتي الجديدة فهو الكاتب الراحل جورج أورويل. هو يعرف جيداً رائعته ولن يخفى عليه التطابق أو التشابه في نقاط كثيرة بين روايته وروايتي، ومنها العنوان: «2084» بدلاً من «1984»، و»العين الكبيرة» مكان «الأخ الكبير» (بيغ براذر). البطل في روايتي «آتي» يقترب في ملامحه من بطل أورويل «ويلسون». أما الفكرة العامة فهي أيضاً واحدة، محورها بطل يتمرّد على نظام شمولي يفرضه الديكتاتور (الأخ الكبير/ العين الكبيرة)، وكلاهما يذهب في بحثٍ عن الحقيقة والحرية.
لقد أوجد أورويل عالماً تتقاسمه ثلاث دول (أوسيانا، استازيا، أوراسيا) في حالة حرب دائمة، بينما اخترعت مكاناً هو «آبيستان»، يُغطي الكوكب بأكمله، ما عدا بعض «غيتوات» صغيرة متمردة، على شاكلة قرية أستيريكس في الغال الرومانية، يحكمها نبي يُدعى «آبي»، يتسبّب بحياة الشقاء التي يعيشها شعبه، ويُقحمهم في حرب شعواء لكنه يُسميها حرباً مقدسة ضد عدو لا نعرف عنه شيئاً، بل إنّ لا وجود له في الواقع.
في «1984»، الإيديولوجيا السائدة هي الاشتراكية بينما في روايتي «2084» ترتبط الإيديولوجيا بدين يُعرف بـ «القبول»، والتسمية هنا آتية من معنى الموافقة والرضوخ. لكنّ روايتي لا علاقة لها بالعرب ولا بالإسلام ولا حتى بكوكب الأرض. وأضفت الى العنوان الرئيس «2084» عنواناً فرعياً هو «الرابط ناس أو نهاية العالم»، إلاّ أنّ الناشر «غاليمار» وجده طويلاً من ناحية الحجم، وتوصلنا معاً إلى الاتفاق على أن يكون «نهاية العالم» هو العنوان الفرعي فقط.
ولكي أطمئن واسيني الأعرج أكثر، أريد أن أذكّره أنني اعتدتُ استخدام العناوين الفرعية في رواياتي، على خلاف ما ذكر في صحيفتكم، ومنها روايتي «قرية الألمان» وكان العنوان الفرعي فيها «يوميات الأخوة شيلير». وفي رواية «الحكم باسم الله»، اخترت عنواناً فرعياً هو «الأسلمة والتعطش الى السلطة في العالم العربي». أما إذا كان السؤال عن فرضية أن يكون واسيني الأعرج هو من سرقني، فأنا أجيب بالنفي. فكيف يُمكن أحداً أن يسرق كتاباً لم يُنشر بعد؟ يستحيل أن تتوارد مثل هذه الفكرة إلى ذهني لمجرّد أنّ ثمة تطابقاً بين عنواني الروايتين. ولا أظنّ أنّ الهدف من وراء هذا السجال الذي فتحه واسيني الأعرج هو إحداث ضجة إعلامية لأنّ كلينا لا تنقصة شهرة».
_____
*الحياة

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *