تستعد تونس لاستعادة رفات القائد العسكري التاريخي حنبعل والمدفون في منطقة بورصا التركية في خطوة رمزية يراد من خلالها الإعلان عن انتهاء الحروب البونية بعد أكثر من 2200 سنة من هزيمة قرطاج. ويأتي هذا المشروع ببادرة من لجنة الثقافة ببلدية قرطاج بالعاصمة تونس.وصرّح نائب رئيس بلدية قرطاج زياد الهاني لـ”العربي الجديد” أن استعادة رفات القائد حنيبعل بعد 2200 عام هو بمثابة الإعلان عن انتهاء الحروب البونية، وأن قرطاج لم تنهزم فالشعب التونسي له سيادته وها هو اليوم يعيد للتاريخ مجده ويبين للعالم أن قرطاج لم تنته رغم تخريب الرومان لها وإحراقها ورشها بالملح حتى لا يقع إعمارها من جديد.
وبين الهاني أن لجنة الثقافة في بلدية قرطاج تسعى إلى استعادة رفات القائد العسكري التاريخي حنيبعل، معتبراً أن هذا المقترح جاء بمبادرة محلية من بلدية قرطاج. وأشار إلى أن أبعاد هذا المشروع تتجاوز النطاق المحلي إلى المستوى الدولي، مبيناً أنه سيتم التنسيق مع رئاسة الجمهورية لتبني هذا المشروع ورعايته.
وقال الهاني إن فكرة المشروع قديمة وتعود إلى ما قبل الثورة التونسية، ولكن سيتم إخراجها من سياق “الشخصنة” (لأنها كانت ستخدم شخص بن علي) الذي عمل على المشروع لتلميع صورته لتأخذ بعداً تاريخياً أشمل.وذكر نائب رئيس بلدية قرطاج أنّ هناك عدة مراسلات تمت وستتم بين تونس وتركيا، وقال إنهم لمسوا تعاوناً إيجابياً واستعداداً تركياً لإرجاع رفات حنيبعل إلى تونس.
واعتبر أن هذا المشروع الهام سيكون مشروع الألفية وليس حدث القرن فحسب، مؤكداً أن القائد حنيبعل صاحب بطولات وله نظريات تدرس في المعاهد العسكرية، وبالتالي فهو شرف للعسكريين، مشيراً إلى أن العودة برفاته إلى بلاده سيكون لها دفع معنوي ورسالة هامة للعسكريين.
وكشف الهاني عن ترتيبات استعادة رفات حنبعل، قائلاً: مراسم جلب رفات حنيبعل ستكون ضخمة وتليق بالقائد العظيم لقرطاج، مبيناً توجه بارجة عسكرية تونسية إلى بورصا (تركيا) لاستلام رفات حنيبعل في موكب جنائزي رسمي، وقال إنه يتم العمل على أن تتولى بوارج تركية في البحر الأسود استقبالها، وبعد استلام الرفات تكون في انتظار البارجة التونسية بوارج حربية لمرافقة “موكب حنيبعل” إلى ميناء حلق الوادي حيث ستكون الخيّالة في انتظاره ومن ثم مرافقته إلى قبره في تونس.
وأفاد الهاني أن استعادة رفات القائد العظيم لن تكبد تونس أي خسائر مادية تذكر، بل إن الحدث سيخدم صورة تونس وسيكون ذا رمزية كبيرة.
_________
العربي الجديد