فؤاد قنديل.. في عيونهم




*آمال الديب

خاص- ( ثقافات )

المكان: المجلس الأعلى للثقافة. ساحة الأوبرا.. القاهرة.. قاعة المجلس الأعلى للثقافة..
الزمان: السابعة مساء الثلاثاء الموافق 9 يونيو 2015.

وسط جمهور حاشد من المثقفين وبحضور وزير الثقافة وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة بدأت مراسم تأبين الكاتب الراحل/ الحاضر بأفكاره وإبداعاته.. “فؤاد قنديل”.. برئاسة مقرر لجنة القصة بالمجلس يوسف القعيد، ومن بين الحضور: هالة البدري، سعيد الكفراوي، أنور مغيث، إقبال بركة، عزة بدر، محمد قطب، ربيع مفتاح، أماني فؤاد، يوسف الشاروني، جمال الشاعر.. وغيرهم، وعن أسرة الراحل الإعلامية الشابة دينا قنديل (ابنة الراحل).
وعد الدكتور محمد عفيفي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة في كلمته أن تُهدَى الندوة التي كان الراحل مشرفًا على تنظيمها عن الناقد محمد مندور مُهداة إلى روح فؤاد قنديل لأنه من كان راعيها الأول.

وصرَّحت دينا فؤاد قنديل أن من الصعب الحديث عن الأستاذ فؤاد كأب، فحين بدأت العمل بالإعلام كان هو جمهوري الأول، وكنت أعتبر أنه من أخاطبه طول الوقت. وحكت عن أبيها أنه حين قرر الزواج سأل العروس المرشحة ماذا تقرأ، واكتشف أنها تقرأ له. عاش قنديل في حالة سلام نفسي مستمرة، وكان محباً للجميع، وكان له من اسمه نصيب. لم يكن مجرد أب، وإنما كان قدوتي.. علاقتنا كانت خاصة جداً وبيننا لغة عيون. من مأثوراته أنه كان دائماً يقول “في أحسن حالاتي”. وأهم ما تركه لي السيرة الطيبة.
وقال الكاتب والروائي سعيد الكفراوي: “الكلام عن رحيل قنديل كلام عن موت فادح.. في السنوات الأخيرة يجتاح جيلاً من الكتَّاب قدَّموا للثقافة والإبداع إبداعا وفناً ودفاعاً عن شرف البلد، وكانوا جميعاَ موتهم فادحاً وقريباً. قنديل كاتب أحب مصر وعمل مخلصاً للدفاع عن شرفها وخيالها بالكلمة والرواية والسيرة الذاتية والقصة القصيرة.
مثله مثل كثيرين من أبناء القرى الذين تركوا قراهم وجاءوا إلى المدينة محملين بخيالها وتراثها ليكتبوا ويقدموا شيئاً لهذا الوطن عبر الحوادث الجسام في 60 سنة.
كتب فؤاد قنديل روايات كثيرة ومجموعات قصصية وكتباً نقدية، وكتب كتاباً عن ثورة يوليو اسمه “المفتون”، كما كتب عن الانفتاح الاقتصادي في نص إبداعي جميل. وقد كان بالنسبة لي رفيق سفر، ورفيق بيت، ورفيق ندوة وسفريات في الثقافة الجماهيرية. كما كان ابن حكاية، فرئيس استوديو مصر كان شخصية عسكرية أوصله بحسين الشافعي، والتقى بعض أقطاب ثورة يوليو، واستفاد منهم في كتابه عن الثورة.

ثم تحدث الدكتور خلف الميري رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية، مبيناً أنه التقى فؤاد قنديل عبر رأيه في كتاب قبل أن يلتقيه في الواقع، ذاكراً جملة مأثورة للراحل “خير لك أن يتحدث عنك عملك لا أن تتحدث عن نفسك”.
أما الكاتب الليبي المقيم بمصر أحمد إبراهيم الفقيه فقد قال: “فقدت واحداً من أقرب وأعز الأصدقاء بعد علاقة عمرها 45 عاماً. النبل والصفاء والالتزام والنقاء.. براءة الطفولة على علم رجل تعب على نفسه تكويناً، وأصر أن يكتب المقالة الاجتماعية والسياسية وكان في حالة اشتباك مع الواقع والتواصل مع الحياة”.
الإعلامي جمال الشاعر قال: “نستعيد جلال الموت في تأبين قنديل.. وقد قال جوته “أعظم إنجاز حققته في حياتي هو صناعة شخصيتي”.. يصدق هذا القول على فؤاد قنديل، فهو أحد أهم حراس الهوية المصرية..
وأضافت الكاتبة الصحفية إقبال بركة أنه كان مهموماً بالقضايا المصرية وقضايا الوطن العربي، ولم يترك نشاطاً ثقافياً إلا وطرقه لخدمة الأدب والثقافة. 
وقالت الدكتورة هالة البدري: “كلنا نعرف فؤاد قنديل الكاتب، والإداري أيضاً. عرفناه كلنا من خلال الثقافة الجماهيرية.. السلام الداخلي لديه كان ينعكس على الأصدقاء أيضاً، فقد كان يقرأ بقلبه.. الكاتب لا يموت.. العزاء لنا جميعاً”.
وأضافت بعدها الدكتورة أماني فؤاد: “كان الراحل يتحدث عن مجتمع شديد الاشتباك لكنه يستخلص ويجدد نفسه في كتاباته عدداً من المرات، استطاع أن يلتقط بحيادية صوراً كثيرة من الواقع المصري. استطاع التنبؤ بأحداث مما مرت به مصر في أحداث الثورة الأخيرة، كما استطاع الانتصار للقيمة فقط، فهو روح معطاءة وساكب الحياة في الآخرين.
واختتمت الجلسة بكلمة الدكتور عبد الواحد النبوي (وزير الثقافة): “ما تركه لنا أهم وأكبر مما يفعله الكثيرون.. ترك لنا ميراثاً من الأدب والفكر، مما يجعل الكثيرين يفتخرون بهذا الرجل.
قال لي حين توليت مهام الوزارة “لا تنظر إلى من يقف على الحافة أو من يحاول أن يعوقك عن أهدافك.. جئت في زمان صعب يحتاج إلى رجال أصعب.. مصرنا تستحق الكثير.. وأنت شاب.. مصر تحتاج الشباب”.
كان لديه من القوة والمساندة ما يجعلني أؤكد أن هذا البلد ما زال بخير.. تراث تركه قنديل لنا لنتعلم ونقرأ ونتذكر ما يجب علينا فعله في الظروف الصعبة. وأعلن أن وزارة الثقافة تتعهد أن تنشر كل أعماله بعد إذن أسرته، كما أن دورة مسابقة النشر في الهيئة العامة لقصور الثقافة ستكون باسم الراحل فؤاد قنديل”.
ثبت بأعماله الأدبية والبحثية:

رواياته:
الســـقـف.
الناب الأزرق.
أشجــان
عشق الأخرس.
شفيقة وسرها الباتع.
موسم العنف الجميل.
عصر واوا.
بذور الغواية.
روح محبات.
حكمة العائلة المجنونة.
الحمامة البرية.
رتق الشراع.
قبلة الحياة.
أبقى الباب مفتوحاً.
كسبان حتة.
المفتون (ســيرة ذاتية ـ الجزء الأول).
العقرب
مجموعاته القصصية:
عقدة النساء.
كلام الليل.
العجز.
عسل الشمي.
شدو البلابل والكبرياء.
الغندورة.
زهرة البستان.
قناديل.
رائحة الوداع.
سوق الجمعة.
كلب بنى غامق (مترجمة).
دراساته:
شيخ النقاد محمد مندور.
عاشق الحرية إحسان عبد القدوس.
كاتب العربية الأول نجيب محفوظ.
أدب الرحلة في التراث العربي.
رؤية تمهيدية لرعاية الموهوبين.
كيف تختار زوجتك؟
صناعة التقدم في مصر.
فن كتابة القصة.
ثقافة المصريين.
للأطفال:
مغامرة في الهرم.
مدينة الدخان.
التوأم الرائع.
الساحرة والملك.
الولد الذهبي (مجموعة).
المناصب التي شغلها:
عضو المجالس القومية المتخصصة.
عضو مجلس إدارة نادى القلم الدولي.
عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب.
عضو مجلس إدارة نادى القصة.
رئيس تحــريـر سلسلة “إبداعات”.
رئيس تحـريـر سلسلة “كتابات جديدة”.
رئيس تحرير جريدة “أخبار الكتاب”.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *