*علي الشرقاوي
خاص- ( ثقافات ) بالاتفاق مع مجلة الفجيرة الثقافية
هو
عينٌ تلتهم الضوء
كنبض يرتكب القلب وراء حدود الصدر
تعيد صياغة شهوته
وهجاً
وهجا
وتُصدّرها نحو اللا مرئي
هناك وراء الشيء وما قبل الشيء
هناك
هناك
الساحل حضن البحر
موسيقاه الأولى
بين يديه تعلمت الأسماك مداعبة الطين
وسحر القفز على عطر شعور الطيران
“الساحل”
حتى لو كان قصير القامة
في هامته
تتراقص كل نوارس أهل الأرض
وتحذف فوق الرملة ريش الألحان
*****
“الساحل”
قلبي حين يرى الصوت
يشمّ الألوان وأبناء عمومتها
يرافقني في كل مجاهيل الغبطة
نجري فوق حصير الماء معاً
نتذوق عطر بياض الملح
على صحوته
نبدأ هز البحر من الجذر السري
فتأتي الأمواج يقود سنابلها الطفل النورس
يدفع رغوتها فوق فنار الصيف
نحاصرها
نرفع في شغفٍ جسد الأفق
فيرقص كاللحظة في اللحظة
الساحل يحضن آلاف السفن الكسلى
لا يعنيه تفاخرها بشواهين الماضي
لا تعنيه شكاوى المجداف
ولا الصخر المتلعثم في لحم الأطراف
هو الساحل
لا وقت لديه لعتاب شقاوة أطفال الموج
ولا وقت لديه لعقاب الموج الخارج من لحيته
*****
الساحل حضنك
يا البحر الممتد من القطرات الأولى
في منبع كل الأنوار إلى يقظة يومي
كيف تكون له وبه واليه
كيف تواصل عزف محبته
حين تناديك الريح
إلى رحلتها بين غبارٍ يحمل داخله بحر غبار
يا البحر
تغيب كثيراً في لجج الأسفار
وأحياناً تنساه
وأحياناً تلعنه
تلعن ليل رطوبته
وبخار حرارته
*****
أحيانا
الساحل لا ينسى أحداً
لا ينسى
من جاء إليه يتيما كان له المأوى
من جاء إليه كسيراً تصعده الشكوى
عانقه وسقاه زلال الحب الخالص
الساحل
ابيضت عيناه على الغائب
ما زال يراه على الأرض
يراه على هيئة ريح
أو هيئة طيرٍ يبدأ هجرته الأولى