*خلود الفلاح
خاص- ( ثقافات )
ضمن منشورات الجمل صدرت الترجمة العربية لكتاب” الروائي الحساس والساذج” للروائي التركي أورهان باموك، ترجمة العراقية ميادة خليل التي قالت: “بكل بساطة، اعجبني الكتاب جداً. وبدأت في ترجمته. لغة الكتاب بسيطة وغير متكلفة، وتقدم معلومات كثيرة جداً عن الرواية بطريقة مختلفة وبسهولة. لم تكن مغامرة. كانت متعة”.
وأضافت: “الكتاب موجه لقارئ وكاتب الرواية (محاضرات نورتون، جامعة هارفرد 2009) من خلال تجربة الكاتب الشخصية كقارئ وروائي، يضيء على تجارب الروائيين الذين تأثر بهم مثل تولستوي، وستاندل، وبروست، ومان، وديستوفسكي وغيرهم.
اعتمد الكتاب على فكرة مقال شيلر الشهير (عن الشعر الساذج والحساس) الذي تناول فيه الفرق بين الشاعر الساذج والحساس أو العاطفي، الذي تأثر به باموك في شبابه.
يطرح الكتاب أسئلة ذهنية ويجيب عنها بالإضافة إلى قصص وتجارب شخصية مر بها الروائي باموك”.
وهل لميادة خليل معايير محددة لاختيار موضوع ما للترجمة؟ فكان ردها: المعيار الوحيد بالنسبة لي هو أن أحب المادة كقارئة. وأوضحت: “الترجمة محاورة بين الكاتب (المتحدث بلغته) والمترجم (المصغي بلغته) هي فك رموز اللغة. نقل النص من لغة الى لغة، وصياغة الجملة بشكل مفهوم. وبهذا ــ برأيي ــ المترجم لا يتحول بترجمة النص إلى “المتحدث” أو الكاتب. لذلك أنا “لا اتفلسف” كثيراً في لغة الترجمة، أو أقرأ النص وأفهم معناه فأصيغ جمله “بأسلوبي” الشخصي لأخرج بنص آخر تماماً. أحاول قدر استطاعتي الحفاظ على شخصية وثقافة وروح الكاتب وأسلوبه، وهذا صعب جداً”.
أنا آسف
يقول الشاعر قاسم حداد الترجمة خيانة ذهبية وتعتبر المترجمة ميادة خليل الترجمة ليست خيانة للنص الأصلي. الترجمة الجيدة على الأقل. الترجمة عمل شاق جداً، والمترجم يقرأ الجملة الواحدة بأشكال مختلفة ومن زوايا مختلفة ليصل إلى جملة ترضيه ويقتنع أنها البديل عن الجملة الأصلية.
اختتم ردي بكلام المترجم هوارد غولدبلات مترجم كتب الروائي الصيني مو يان: أنت لا تخون الملحن عندما تعزف معزوفته مرة أخرى بآلة أخرى. عندما تترجم نصاً أنت تأخذ هذه اللغة وتغيّرها إلى لغتك. ليست سرقة، لكنني آخذها وأفعل شيئاً رهيباً لها. هذه هي الطريقة الوحيدة التي أتمكن فيها من جعل النص متاحاً للآخرين. المترجمون دائماً يعتذرون. نحن نقضي حياتنا في قول: أنا آسف.
وتضيف: “المترجم لا ينافس المؤلف؛ سيخسر المنافسة بالتأكيد. المترجم يتحقق هدفه عند ترجمة الكتاب مع شرط الأمانة للنص الأصلي، والكاتب الأصلي، وبالتالي “النجم” سيظل هو المؤلف”.
“من حق المترجم طبعاً أن يُذكر اسمه مع الترجمة، ويفتخر بمجهوده. وهنا ملاحظة أود أن أذكرها: في الكتب المترجمة للغات أجنبية، لا يُكتب اسم المترجم على غلاف الكتاب، اسم المترجم يوضع مع معلومات الكتاب في الصفحة الأولى أو الثانية”.