قصيدتان.. أطفال يمشّطون شَعر الشّمس


*هدى الدغاري

صحراء… صحراء

كلّما لمَستُ مرْجَ سنابلٍ في الشّمال
تكدّر سِدْرُ الجنوب
وتملْملتْ غُدْرانُه:
تُرابٌ يفرُقُ عن ترابٍ…
*
الشّمسُ تُرسل دفئا للشّمال؛
لكنها تصْلي الجنوب،
تعذّب نخْلةً مهزوزةَ الجذْع
*
كلّما لامستُ حبّةَ قمْح
في هذا الشّمال
جاءتني تمْرةٌ من الجنوب،
تكظم صمتاً للصحراء
وتهمس لي:
صحراء…
صحراء…
أطفال يمشّطون شَعر الشّمس
موجة حرٍّ،
سوف تليها موجات أخرى،
أجسادٌ متعثّرة،
على حافّة العيْش،
وارتياب دائم بأعناق طويلة،
وعيون عمياء،
شتاتٌ لاهثٌ
وفوضى تسكن ركام الوقتِ
المساء يترك باب السماء موارباً،
لطلّةِ صباحٍ مفاجئة…
الصّباح في أوطاننا
أطفال يمشّطون شَعر الشّمس
فتبتلعهم طائراتهم الورقيّة،
فيما الجدّات يروين حكايات ” الغول” و” بنت السلطان”…
ذاكرتنا مقبرة،
خرافاتنا هاوية بلا قرار،
لا أحد يسرق حدائقنا السرية
إلا خيباتنا المتتالية،
لا أحد يشوّه وجوهنا،
إلا ما نحفره بأيدينا،
من برَكٍ آسنة.
هي ذي العلامات على جلودنا: جراحنا العميقة!
______
*ملحق عكاظ الثقافي

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *