الأشياء كما هي


* نزار حسين راشد


سأتدفّق في الماء
وأترك لخيالي 
مَهمّة الجريان
سأرفع بصري قليلاً
فقط لأطمئنّ أنّي
محاصرٌ بالنجوم
الكون حولي
يشعرني بالطمأنينة!
بدون هذه النجوم اللامعة
وخوذة الأفق الواسعة
فوق رأسي
أدخلُ في غُربة معذّبة
لذا تراني
أهرولُ إلى البحر
كلّما اشتقتُ
لعناق الأشيياء
وعاقداً الأمل
على أنّها هناك
العالم مألوفٌ
كما هو
من غير أن يُسلبَ 
منه شيء
هكذا إذن 
تتكامل الأشياء
وتذوبُ أناي
في الوعاء!
لنتخطّ إذن
حاجز المعرفة
ومحاولة تفسير الاشياء
لندِع النجوم
معتصمةً بأوجارها
لتكون هناك بانتظارنا
كلّما ألحت علينا
رغبة المكاشفة
هكذا نتبادل أسرارنا
في صمت
وحتّى الهمس 
نفرُّ من مراوداته
في خجلٍ عُذري!
هذه هي لحظات
التخلّي الجميلة
التي يتناسى فيها القلبُ
أحبّائه بجرأة
تتخطّى حاجز الإعتذار!
ألقِ قلبك
في هذا الصحن
الممدود في 
سخاء أزلي
خذ وقتك 
في الاستلقاء
فما من أحدٍ
ينتظرُ خروجك!
هكذا تتلاشى الرغبة
وتُولدُ اللغة 
من رحم 
الأشياء الجوفاء
ويصبح العبد سيّداً
والسيّدُ عبداً
والمخالفة مرآة
تنطق بالأسماء
ويكونُ اسمك 
على كل لسان
وتعرفُ أنّ لك 
في هذا العالم
شُركاء!
ستتعرّفُ إليهم
في كُلّ مرّةٍ
تذهبُ وحدكَ
إلى البحر

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *