طلاق


*لطيفة المقبلي

( ثقافات )

لم تطلب الطلاق يوماً لم تفكر فيه كخيار لم يخطر ببالها ربما. 
لم ترى نفسها خارج أسوار ذلك السجن، كان خيالها ضيقاً لدرجة أنها لم تفكر أنها يمكن أن يكون لها نافذة خلاص لعذابها. لقد طابت لها كل تلك العذابات.
حتى أصبحت كمرضى السكري ولم يعد جسدها يرتاح لوخز الحقن، وحدها تلك الكدمات الزرقاء في كامل جسدها المترهل. كانت تواجهها بالحقيقة عندما ينظر لها باحتقار وقرف عندما تضع يدها على جبينه سهواً وهو في نوم خفيف يبعدها بتأفف منزعجاً كأنه يهرب من مرض معدٍ. 

وفي كل مرة يوجه لها لكمة في الروح فيزرق جسدها حزنا وتتشوه ذاتها أكثر. 
في كل مرة كان يجرحها كان يريد منها أن تنتفض وتعود إلى ذاتها ان تنتفض وتعود الى جموحها الى عنفوانها القديم .

لكنها فضلت الموت الرحيم. لقد ظن انه يساعدها بتلك الحقن لتستيقظ. لكنها اعتقدت انه لم يعد يحبها.

أما هي كما وعدته دائما ستحبه أكثر. دائما كان حبهما سوء تفاهم حتى وهما تحت سقف واحد .

يبدو أن سوء الفهم بينهما فقد حلاوته ليتحول الى أمر خطير بعد هذه السنين.

وقع خطوات على الدرج صوت فرقعة الباب مدوية في أركان البيت تهز جدرانه المتآكلة… . 

ويسقط قلبها المتربص خوفاً متمتمة بعبرات مختنقة: يا إلهي ماذا سيحدث… يا إلهي كن معي ولا تجعله يؤذي نفسه…

يتقدم بخطوات مترنحة إلى غرفة النوم وبكلمات مثقلة يقول مزمجراً: تنامين كالعادة لا تعرفين إلا النوم هيا انهضي لدي ما اقوله لك.

تتنفس بعمق تتظاهر بالنوم ولا تجيبه…

ينزع عنها الغطاء بقوة صائحا أعرف أنك لست نائمة .. انهضي ..

ماذا الآن؟ تنتفض متسائلة الا تمل من إعادة نفس السيناريو متى ستقتنع انك مخرج فاشل .

لقد خنتك الليلة ايضا لقد كانت فتاة جميلة وسمينة لم تتجاوز الثانية والعشرين، فتاة طازجة وجامحة ليست مثلك بشحمك المترهل. تريد دورا في فيلمي الجديد.

لم ينتبه الا لطنين أذنيه بعد ان صفعته عندما قفزت من السرير كالمجنونة قبل ان يُتِمَّ وصفه لليلته الحمراء مع فتاته الصغيرة . 

صاحت فيه: ماذا تريد مني لماذا تفعل بي كل هذا الى متى سنبقى في هذه الدوامة.

ينهار يبكي تنهمر دموعه شلالات يجثو على ركبتيه متوسلا: سامحيني ارجوك يقبل ساقيها ويصعد الى اعلى رجليها الى كل جسدها يوشحها بالقبلات المجنونة حتى تستسلم وتنهار.

يلفها بذراعيه ويسقطان على الارض يتصارعان في الغرام حتى مطلع الفجر.

وعندما يذهب في سبات عميق من الثمالة والحب … تنسحب في هدوء تضع له وسادة على الارض وملاءة وتغطيه بحنان وتعود لسريرها وتنام في هدوء . 

في الصباح يستيقظ يجد نفسه على الارض يحاول ان يتذكر … تتلاشى أمامه صور البارحة, يفرك عينيه بقوة راسما على وجهه ملامح العبوس وعبثا يحاول أن يتهرب من سعادة النشوة بلقاء البارحة المحنون يتفادى كل هذه المشاعر ويهرب إلى الحمام.

في طريقه ينظر اليها تغط في نوم عميق يرمقها بنظرات يحاول عبثا ان تكون حاقدة لكن نشوة الحب تفضحه .. يتمتم .. ويعرف أنها تسمعه.. نامي ايتها الحقيرة نامي ارجو ان لا تستيقظي .. ويبتسم ابتسامة خفيفة وهو يسترق النظر إليها خوفا من أن تراه متمسكا بجريمة العشق .

تبكي في صمت… تستيقظ على صوت الباب من جديد يعلن عن مغادرته المنزل .
تقفز من السرير تتحسس وجهها في المرأة تتذكر ما حدث البارحة ..تبتسم نشوة ثم تتوجه راقصة لتستحم وتنزع عنها رائحة الحب. 

ترتدي ثيابها وتستعد للخروج للعمل. تقف للحظة أمام المرأة وتقول: إلى متى ستستمر هذه الحكاية القذرة؟ إلى متى سأظل أسرق جسده وحبه في لحظات ثمالة عابرة كأنني مومس عجوز؟ 

سأطلب الطلاق سأنهي هذه المهزلة اليوم سأفعل ذلك. يجب أن يراني في وضح النهار يجب ان ينظر في عيني. يجب ان أكسر جبل الجليد يجب أن أحسم الأمر إلى الأبد . 

لم يغفر لها ابدا انها خيبته التي لم يستطع ان يتخلص منها. هي أيضا هزمته كما فعلت جميع النساء اللاتي عرفهن في باريس . لم يغفر لها ابدا انها اقنعته بالسينما في بلاد الكبت لم يغفر لها أنها اضاعت عليه فرصة عرض عمل مغر في فرنسا التي درس فيها السينما في سنوات شبابه الأول .

كان لزاما عليه ان يحصل على ابنة عمه الجامعية الوحيدة التي ارتادت العاصمة واصبحت محامية .

كان عليه ان يتزوجها ولا يفوت الفرصة. كان دائما يلومها وحملها مسؤولية هذا القرار الذي كان سببا في فشل مهنته وسببا منعه من استمرار حبه لها.

كان مقتنعا أن فشله في تحقيق أحلامه مربوط بقرار زواجه منها وتخليه عن حلم الهجرة هكذا كان يفكر منذ أن أصبحت البلاد سجنا كبيرا, بعد أن باع كل مبادئه للنظام الذي جعل منه رجلا فاحش الثراء وإنسانا خاوي الأفكار يقدم فنا حسب الطلب والمطلوب. كلما أراد أن يريح ضميره يكفي أن يشبعها بوابل من الشتائم بسبب أو بدونه ليكفر عن ذنوب اقترفها في حق شرف مهنته.

اقنعته انه سيغير البلاد بالسينما. اقنعته ان البلاد ستحرر بالسينما والحب والنضال. 
لكن ذلك لم يحصل أبدا لقد ورط نفسه مع النظام .

وصنع من نفسه مسخا لم يعد حتى قادرا على جس ملامحه في لحظة يقظة ضمير عابرة .

لقد حرق الخمر ذاته كما حرق عمره. وكلما أراد أن ينسى احترق أكثر وذكره بطنه المترهل كل يوم أكثر بمقدار ذنبه وتعذيب ضميره.

وكلما تذكر أكثر مأساته. تذكر انها سبب مأساته تذكر أنها منعرح أحلامه.

تذكر انها محطمة أحلامه. تذكر, أنها سبب كل فشله… كرهها في صحوته وعشقها في خمرته .

وكأنها خمرته التي يطلب منها الغفران في كل مرة يلاقيها في الغرام في غمرة ثملته. عالم مجنون يلتقيان فيه يهربان منه من واقع مرير لم يستوعبهما ولم يفهمها. واقع أحدث شرخا وسوء فهم بينهما. 

رجل شرقي لا يمكن ان يستعمر الا امرأة شرقية. تسمح له بذلك عن طيب خاطر فيصبح ديكتاتورا مريضا …

الصمت كان يتمادي فيهما كل يوم. هو يحملها الذنب وهي تعتقد انها صابرة على ظلمه . لقد كانت هزائمه كبيرة حتى تحول كل حقده على الحياة عليها. أرادها أن تذهب معه أن تحلم معه أن تطير معه أحبها لدرجة أن كسر جناحيه ونام في حضنها لا يبحث عن نهاية فلقد كانت هي البداية. اعتقد أن براءة عينيها ستعوضه عن كل تلك الشموس الذي أراد قطفها عن كل تلك النجوم الذي أراد ركلها .

لكنها لم تكن إلا إمرأة وفية ومطيعة، ظن أنها تمردت على القبيلة يوما، جعلته يحبها ويغير رأيه عن بنات القبيلة ويعود إلى أرض الأجداد لأجلها .

ظن أنه يقوم بمغمارته الأخيرة ويحسم معركته الاخيرة وانتصاره الوحيد. فكل تلك الحكايا التي صنعها عن نفسه لم يكن موجودا فيها لم تكن الا اوهامه عن نفسه. ظن أنه سيجد فيها نفسه . 

انتظر كثيرا ولم يجد شيئا لم يجد شيئا. رفع راية الهزيمة وتركها للإهمال هكذا لعقود طويلة اصبح سفينة وحيدة في بحر برودها. هي انتظرته في صمت، أحبته في صمت، اشتاقته في صمت…كان الصمت بينهما كون بكامله … لم تدرك ذنبها ولم تحتج … لكنها ادركت دائما ان ما حدث كان يجب ان يحدث … لم يجدا هروباً من الصمت الذي بينهما الا بالنوم …. وحده النوم الذي كان يجمعهما على نفس السؤال … ما الذي يحدث ؟!

كأي رجل عربي ديكتاتور لم يصدق أنه استطاع الحصول عليها. لم يصدق أنها أرغمته أن يضع الحنة في إصبعه وأن يلبس البرنس والشاشية كسائر أبناء عشيرته ويغزوها كفارس بدوي أصيل وهو الذي كان دائما يحاول أن يتبرأ من جذوره الريفية . 

كان يعود إلى الديار كل صيف ويسخر من أولاد عمه الذين يتزوجون أفواجاً من بنات عمهم وبنات اخوالهم .
كان يعود بوجه حداثي وثياب انيقة لا تشبه ما يلبسه اهل القرية. يحدثهم عن بنات باريس الجميلات الفرنسيات منهن والايطاليات والاسبانيات، كان حديثه بين الحقيقة والخيال بين ما استطاع ان يفعل وما لم يستطع. 
كان بارعا في تزويق خيباته والجميع كان يصدقه سوى سماء وطنه .

حين رأها لأول مرة، قرر الزواج بها هكذا أخبرها فيما بعد. كان ذلك ذات صيف في قريته الصغيرة . لقد كان لتوه عائدا من فرنسا بعد أن أنهى دروسه في السينما، عودة للراحة ليستأنف بعد ذلك مشواره المهني في مهنة عشقها وتميز فيها بل وتفوق بشهادة من درسه. لذلك فإن الوعود كانت كثيرة لتنطلق رحلته. لكن عشقا آخر حول وجهة أحلامه. لقد كانت ليلى ابنة عمه التي عادت للقرية بعد غياب طويل بعد أن أحيل والدها على التقاعد كمدير لمدرسة في العاصمة. 

واختار الاستقرار في الديار مع زوجته وابنته الصغرى ليلى التي نجحت في إمتحان البكالوريا ذلك العام. ليلى كانت ستعود إلى العاصمة في ذلك العام لتكمل دراستها الجامعية. لذلك فإن القبيلة كانت تختار لها عريسا مناسبا من العائلة ويشتغل في العاصمة. لتضمن لها ظروفا مناسبة للعيش والدراسة. فرغم أن والد ليلى يختلف مع رجال قبيلته في رؤيتهم للحياة . إلا أنه يخضع لسلطة القبيلة في أشياء كثيرة وكان زواج ليلى وذهابها للعاصمة رفقة رجل يحميها من ضمنها. 

كان على أحمد أن يشارك في السباق للوصول الى قلب ليلى أو بالأحرى لجسد ليلى ويخضع لشروط القبيلة. فليلى خاطفة القلوب، كانت حديث شبان العائلة في جلاساتهم الخاصة. فليلى التي يسمونها بنت العاصمة ليست كغيرها من الفتيات فهي المرأة الخارقة الساحرة. لذلك فإن وصولها من العاصمة إلى قريتهم الصغيرة كان حدثا عظيما وصدمة حضارية كبيرة. ولقد زاد ولعهم بها عندما علموا أنها كسائر بنات القبيلة ستكون من نصيب واحد منهم. فتن شباب القرية وذويهم بليلى وجمالها وعطرها وثياببها المختلفة. نساء القرية اتصلن بأبنائهن العاملين في العاصمة يستعجلهن الحضور حتى لا تفوتهم فرصة الحصول على ليلى الجميلة. شباب القرية بدأووا يغيرون من أنفسهم، ملبسهم، تسريحة شعرهم حتى أن بعضهم ذهب إلى العاصمة يبحث عن شغل في توقيت قياسي في سبيل الحصول على ليلى. 


كانت علاقتهما مرضية لكن ليلى كانت أقوى بكثير من أحمد .
لم تتخلى ليلى عن احلامها به أو بدونه … مشت في الطريق الذي أرادته وتبعها هو وضاع بين أحلامها ولم تلق طريقها به أبدا.. 

كانت تحتاجه وتستحلي عذابه لكنها كانت دائما تكمل طريقها رغم كل جراحها لم يكن لها خيار اخر عقلها كان اقوى من أن تضعف امام رجل حتى لو كان احمد .
لم تكن ليلى أكثر من امرأة شرقية أرادت أن تنجح في مجتمع لا يقدر بنات حواء لم تكن لديها طريقة اخرى لتحسم مصيرها و أحلامها ولم يكن احمد بالنسبة لها سوى جسرا للعبور رغم حبها له. لم ترى نفسها إلا محامية ذائعة الصيت تهز المحاكم وتدافع عن المظلومين.

اقتنعت منذ البدء انا كل امرأة لديها فرصة لتثور في المتاح المقدم لها وان عليها ان تكشر على انيابها في اللحظة المناسبة. كانت ليلى تخطط لكل شيء في هدوء وصمت. كل امرأة في النهاية هي أنثى أنانية تريد كل شيء وعندما تضع رجلا تحت سيطرتها لا يعود من أولوياتها وتنطلق في الحياة التي تريد. لقد ظنت أن أحمد سيكون دائما لها وتحت قدميها فلا داعي للقلق والانشغال. 

لم تفهم ليلى ما معنى أن تستوعب رجلا عاشقا ضحى بكل شيء لأجلها . اختارت أن تعذب نفسها بالصمت ولعب دور الضحية ربما لأن لاوعيها لا يريد أن يعترف بذلك. جبروت أنثى أنانية تتمادى في ساديتها كما تتمادى في مازوشيتها . اختارت الانتظار والهروب إلى النوم بدل عناء السؤال.

أما أحمد فلقد أدرك متأخرا أن النساء الجميلات خلقن ليكن غجريات يأخذن منك كل شيء ويسلبنك حتى ذاتك . ولا يمكن مجاراة مزاج أحلامهن. إن أسوأ ما يمكن أن يحدث في الحياة هو سوء فهم بين رجل وامرأة يعشقان بعضهما.

عندما تزوج بليلى عرض عليها السفر إلى فرنسا وإكمال دراستها هناك. لكنها لم تقبل، لم ترد ان تتخلى عن أحلامها, لكنه تخلى عن احلامه لاجلها. 

ها هو اليوم يجلس في حانة وحيدا يعتق حزنه, وها هي تصول وتجول في الساحات تلك المحامية المشهورة التي ذاع صيتها بعد الثورة اللعينة إنها زوجتي العاهرة يقول للناذل أنت لا تعرف حقيقتها . لقد حطمت أحلامي ذات يوم وها هي تتركني لأحلامها اليوم. 

يا لها من مخادعة; يا لها من مخادعة يصيح في الحانة الصغيرة لم تفعل الخير لزوجها لا تصدقوها لن تفعل شيئا للبلاد انها تبيعكم الكلام مثلما باعتني الحب ذات يوم وأخرستني. لولا حبها لكنت ثائرا اليوم انا ضحية حبها والنظام لقد اردت ان اسعدها لقد اردت ان اطعمها .. لقد جعلت منها محامية انا من اشترى لها المكتب ان من جلب لها الزبائن .. ..لقد حرمتني من كل شيء تلك العاقر …
قولوا لها تلك المحامية الثورية .. . لقد حطمني حبها … لقد ذبت فيها ولم اعد اعرف نفسي لأجلها اكرهها واحبها تلك العاهرة اكرهها كما احبها تلك القاهرة، يصيح… مزمجرا حتى خلت الحانة الصغيرة من كل الموجودين هربا من ضوضائه.
يتحامل على نفسه يدفع الحساب للنادل ويقول له: سأطلقها اليوم لقد طفح الكيل سأتحرر منها اليوم سأتحرر.. سأثور عليها صأصنع ثورتي … أنا ثائر أيضا ثائر لست مخلوعا ولست من الأزلام….رد عليه النادل بابتسامة هادئة ناوله مفاتيح سيارته وساعده على الخروج. خرج يترنح متوجها نحو سيارته, اعترضته مظاهرة.. فالبلاد الثائرة مازال جرحها مفتوحاً منذ أيام قليلة حالة من الفوضى والحرية والرصاص مازال يزغرد بين الحين والآخر. حالة طوارئ وانفلات لكنها ثورة، كما تشتهي هي ويكره هو، رآها من بعيد تصيح وترفع الشعارات بين الجموع متوجهين إلى وزارة الداخلية يطالبون بإسقاط النظام، قال صائحا: ها هي تلك العاهرة مرفوعة بين أكتاف الرجال لابد أنها تتلذذ بذلك تلك الساقطة …سأنزلها الليلة إلى الدرك الأسفل سوف تندم…

توجه إليها في حالة هيسترية لكم الرجل الذي كان يحملها، أشبعها بوابل من الشتائم أمسكها من يدها وحاول إخراجها من المظاهرة . وبينما هما كذلك رصاصات تنطلق من مكان مجهول تفرق المتجمهرين وتقتنص قلبيهما دفعة واحدة … فيرتدان على الأرض في حضن واحد يتطارحان الغرام كعادتهما على الأرض, مخضبين بالدماء، يبتسمان في هدوء يمسكها من يدها يضغط بحب تبتسم له يغمضان عينهما معا.. ويذهبان إلى عالم آخر… ليس فيه طلاق ربما !

* ورشة أصوات جديدة

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *