“الطلياني” للمبخوت تحصد جائزة البوكر العربية 2015




خاص- ( ثقافات )

حصدت اليوم الأربعاء رواية “الطلياني” للكاتب والناقد التونسي شكري المبخوت الجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الثامنة للعام 2015.
وكشف رئيس لجنة التحكيم الشاعر والكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي، عن اسم الفائز بالجائزة في حفل أقيم في مدينة أبوظبي عشية افتتاح معرض أبو ظبي للكتاب. ويحصل الفائز بالجائزة على مبلغ نقدي قيمته 50,000 دولار أمريكي، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، إلى جانب تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي.
وفازت “الطلياني” باعتبارها أفضل عمل روائي نُشر خلال الاثني عشر شهراً الماضية، وجرى اختيارها من بين 180 رواية مرشحة تتوزع على 15 بلداً عربياً.
وكان شكري المبخوت قال في حوار أُجري معه مؤخراً أن فكرة الرواية جاءته من أحداث ثورات الربيع العربي: “بعد سنتين من الثورة تقريباً، استعدت مرحلة قريبة من تاريخ تونس شبيهة بمخاوفها وتقلّباتها وصراعاتها بما كنت أشاهد وأعايش؛ إنّها فترة الانتقال من عهد الزعيم بورقيبة إلى عهد الرئيس بن عليّ إثر انقلاب 1987.”
ونيابة عن لجنة التحكيم علّق رئيس اللجنة مريد البرغوثي قائلاً “بداية شكري المبخوت كصاحب رواية أولى مدهشة كبداية روايته ذاتها. مشهد افتتاحي يثير الحيرة والفضول، يسلمك عبر إضاءة تدريجية ماكرة وممتعة إلى كشف التاريخ المضطرب لأبطاله ولحقبة من تاريخ تونس”.
وتابع البرغوثي “شخصية عبد الناصر بطل الرواية مركبة وغنية ومتعددة الأعماق، حتى الشخصيات الثانوية منها، مقنعة فيما تقول أو تفعل، وفيما ترفض أو تقول، لكن شخصية زينة تظل إنجازاً فنياً فريداً تمتزج فيها الثقة والارتباك والشراسة والشغف والتماسك والانهيار، وبهذا حظينا بشخصية لانمطية لأنها مكتوبة أثناء عملية الكتابة لا قبلها. رحلة في عوالم الجسد والبلد، الرغبة والمؤسسة، والانتهاك والانتهازية وتناول بارع لارتباك العالم الصغير للأفراد والعالم الكبير للبلاد. وفي كشفها الغطاء عن ملامح مجتمعها التونسي تباغت الرواية معظم القراء العرب بما يجسد ملامح مجتمعاتنا أيضا”. 
ونوه إلى أن “الطلياني” “عمل فني يضيف للمنجز الروائي التونسي والعربي ويتعلق به القارئ منذ سطره الأول حتى سطره الأخير.”
وفي تصريحات سابقة له بعد ترشح “الطلياني” للبوكر العربية تحدث المبخوت عن روايته قائلاً “عبرت الطلياني بمناخاتها وقضاياها عن الهوية التونسية..، كما شعر القراء العرب بشيء مختلف من جهة وبعمق إنساني يشمل ما يعيشه العرب أنفسهم في بيئتهم المحلية”.
وبين أن الرواية بعوالمها المتخيلة “فرضت نفسها في سياق سياسي شهدته تونس بعد الثورة حمل مخاوف ورجاء وآمالا وترددات وتوترات أعتقد أن الفن الروائي وحده قادر على التعبير عنها”.
يذكر أن المبخوت من مواليد تونس العام 1962، حاصل على دكتوراة الدولة في الآداب من كلية الآداب في منوبة ويعمل رئيسا لجامعة منوبة.
وصاحب “الطلياني” التي تعتبر الرواية الأولى له، ناقد وباحث وعضو في هيئات تحرير عدد من المجلات منها مجلة “إيلا” التي يصدرها معهد الآداب العربية بتونس وله العديد من الإصدرات في النقد الأدبي.
وكان أوضح مؤخراً في حوار أجري معه أنه يستعد لإصدار روايتين جديدتين ومجموعة قصصية وأخرى شعرية.
وجرى خلال الحفل تكريم الروائيين الخمسة الآخرين المدرجين على القائمة القصيرة، حيث ينال كل منهم مبلغ 10,000 دولار أمريكي بمن فيهم الفائز.
وكانت لجنة التحكيم أعلنت في 13 شباط (فبراير) العام 2015 بالمغرب عن وصول ست روايات من السودان والمغرب ولبنان وفلسطين وسوريا وتونس للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر). والروايات هي: (شوق الدرويش) للسوداني حمور زيادة و(ممر الصفصاف) للمغربي أحمد المديني و(طابق 99) للبنانية جنى فواز الحسن و(حياة معلقة) للفلسطيني عاطف أبو سيف و(ألماس ونساء) للسورية لينا هويان الحسن و(الطلياني) للتونسي شكري المبخوت.
وتضم لجنة التحكيم إلى جانب البرغوثي كلاً من الشاعرة والناقدة البحرينية بروين حبيب والأكاديمي المصري أيمن أحمد الدسوقي والناقد والأكاديمي العراقي نجم عبد الله كاظم والأكاديمية والمترجمة اليابانية كاورو ياماموتو.
يذكر أن الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية. وأطلقت الجائزة في أبو ظبي في العام 2007 وترعاها مؤسسة جائزة بوكر في لندن، بينما تقوم هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة بدعمها مالياً فقط.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *