خاص- ( ثقافات )
بمشاركة 22 دولة عربية بدأت احتفالات اختيار “قسطنطينة” عاصمة الثقافة العربية لـ 2015، بعد أن اختيرت في عام 2012 2015 من طرف المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة « ألكسو ».
و أقيم حفل الافتتاح بحضور رئيس الوزراء الجزائري « عبد المالك سلال » والأمين العام لجامعة الدول العربية « نبيل العربي ».
قسنطينة تبعد عن الجزائر العاصمة 500 كم ، تلك المدينة التي يعيش فيها البشر مع النسور فوق صخرتين صلبتين مرتفعتين، فيما تتميز المدينة بوجود أكثر من 8 جسور، حيث يطلق عليها مدينة الصخر العتيق ومدينة الجسور المعلقة ، تلك الجغرافيا العجيبة هي سحر تلك المدينة الخاص.
و لقد تم افتتاح التظاهرة بعرض لـ «ملحمة قسنطينة» بمشاركة أكثر من 250 جسدوا المراحل التاريخية التي مرت على مدينة قسنطينة من الحقبة الرومانية إلى اليوم ،وسوف تترجم الدول العربية حضورها من خلال إقامة أسابيع ثقافية لكل دولة ، بينما ستحظى فلسطين بتنظيم أول أسبوع تليها مصر ثم السعودية، وباقي الدول المشاركة سوف تقدم عروضها وفق جدول زمني على مدار السنة.
وتتضمن الاحتفالات 17 ملتقى دولية ووطنية، وإنتاج 14 فيلما سينمائيا، و 12 معرضاً دولياً لفن النحت الجزائري ، بالإضافة إلى نشر 1000كتاب، و تنظيم أكثر من 180 حفلاً موسيقياً ، و 36 عرض باليه وطني ، و 3 مهرجانات رقص ، و 108 مسرحية ، و بالإضافة الى تسجيل 36 قرصا مضغوطا حول موسيقى المالوف الشعبية.
و تأتي هذه الفعاليات للتعريف بمدينة قسنطينة و بتراثها و بتاريخها الضخم ، و إنعاش لمشاريع الثقافة و السياحة ، و قد بدأت عمليات الترميم لهذه المدينة لتكون اهلاً لهذا الحدث و قد بدأت الاحتفالات يوم 16 نيسان يوم العلم و ذكرى وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي يعتبر رائد النهضة الاصلاحية في العصر الحديث و المولود في مدينة قسنطينة ، و ليكون حرف ال”ق” هو الرمز لهذه التظاهرة ، و قد قال محافظ التظاهرة السيد سامي بن شيخ ، أن حرف ال”ق” يحمل معنى عميقاً و رمزاً كبيراً ، حيث يرمز الى الثقافة و التقاليد و القيم و قسنطينة .
وأعربت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي في حديث إذاعي أن التظاهرة سوف تشمل برنامج ثرياً جداً ، وأضافت :”إن الجزائر اكتسبت تجربة من التظاهرات السابقة واستخلصت دروسا وتأتي تظاهرة قسنطينة لتوجد إضافات من خلال النشاط الذي يرسخ للفعل الثقافي و نفكر فيما بعد التظاهرة من تأسيس لجمعيات و مشاركة المجتمع المدني، مضيفة أن وزارة الثقافة ستقدم أعمالا ليست ممركزة بقدر ما هي نشاطات تسمح للمبدعين والمفكرين المساهمة في الفعل الثقافي و على سبيل المثال كالليالي الشعرية و مرافقة للنشاطات.”
و أكد الدكتور عبدالله حمد محارب ، المدير العام للمنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ( ألكسو) أهمية مشروع عواصم الثقافة العربية بإعتبارها :” أداة جامعة لما تفرقه السياسة، وقوة ناعمة في تجذير قيم الانفتاح ومقاومة التعصب والتطرف”.
و تواجه هذه التظاهرة عدة عقبات و انتقادات ، منها ازالة تمثال الشيخ بن باديس بأمر من رئيس الجمهورية ، و ذلك بناءاً على طلب من عائلة الشيخ لوجود عيوب فنية في التمثال و عدم مطابقته لملامح الشيخ ، فيما اعربت حفيدة الشيخ ان السبب الاساسي هو أن جدها كان من أكثر الرافضين للتماثيل ، و تواجه عاصمة الثقافة العربية العديد من الانتقادات من جيل الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي اهمها عدم جهوزية المدينة لاستضافة هذه التظاهرة ، في حين يبذل المسؤولين قصارى جهدهم من أجل انجاح الفعاليات التي سوف تستمر على مدى العام .