رسائل ملهمة من كتاب مشهورين إلى معجبيهم الصغار


*إيميلي تيمبل / ترجمة: أزهار أحمد


حين يكتب الكتاب لمعجبيهم الصغار، فإنهم يعنون ما يكتبونه حقا. هم لا يبعثون بردود عادية بل يوصلون رسائل مهمة، كل كلمة تعني شيئا ذا قيمة. وسيظل الصغير يتذكر تلك الكلمات وربما يسير على خطاها طوال حياته.
من هاربر لي إلى معجب صغير يطلب منها أن ترسل له صورة موقعة لها
6 يوليو 2006
عزيزي جيرمي:
لا أملك صورة لي، لكن لدي هذه الكلمات أرجو أن تقبلها مني: تمسك بقول الحقيقة كلما كبرت، ولا تؤذي أحدا، ولا تظن أنك أهم مخلوق على الأرض، حينها سواء كنت فقيرا أو غنيا يمكنك أن تنظر في عين أي أحد وتقول: ربما لست أفضل منك، لكنني بالتأكيد مساوٍ لك.
هاربرلي
______

من رولد دل إلى آمي، قارئة صغيرة عمرها 7 سنوات، أرسلت له أحد أحلامها (زيت – مادة لامعة – وماء ملون) في قارورة:
10 فبراير 1989
عزيزتي آمي:
أحببت أن أكتب لك رسالة أشكرك فيها على حلمك الذي أرسلته لي في قارورة. أنت أول شخص في العالم يرسل لي مثل هذه الأشياء التي أبهرتني. لقد أحببت حلمك كثيرا، لذلك سأذهب إلى القرية هذه الليلة وأنفخ في القارورة على نوافذ غرف بعض الأطفال النائمين، وسأنتظر لأرى النتيجة.
مع حبي
رونالد دل
________

بالرغم من أن أحدا لن يرى الصورة والرسالة التي أرسلها موريس سينداك إلى أحد معجبيه الصغار، لكنها بالتأكيد رسالة مميزة.
«وصلتني ذات مرة بطاقة رائعة من ولد صغير وعليها رسم جميل. أحببتها كثيرا، وكنت قد اعتدت الرد على رسائل قرائي الصغار – مع أنني أرد باستعجال أحيانا- إلا أنني تريثت قليلا قبل الرد على هذه الرسالة. ثم أرسلت لصاحبها بطاقة رسمت عليها صورة لكائن غريب وكتبت: عزيزي جيم: لقد أحببت البطاقة التي ارسلتها لي.
بعد فترة وصلتني رسالة من أم الطفل تقول فيها: «لقد أحب جيم بطاقتك كثيرا لدرجة أنه أكلها». كان ذلك بالنسبة لي أكبر تقدير حصلت عليه في حياتي. لم يأبه الطفل إن كنت أنا بنفسي من أرسل البطاقة أم لا. هو رآها فقط فأحبها ثم أكلها.

________
نصيحة في الكتابة من سي.إس لويس إلى معجب أمريكي صغير اسمه جون لانكستر
26 يونيو 1956
عزيزي جون:
أشكرك على رسالتك. لقد وصفت ليلتك الرائعة بشكل ممتاز. لقد وصفت المكان، والناس، والليلة وإحساسك تجاه كل تلك الأشياء بشكل جيد جدا، لكن لم تصف الشيء نفسه. وصفت الحدث لكن ليس الجوهر. ولا عجب، فالشاعر ووردسورث كان يفعل ذلك أحيانا. فقصيدته «المقدمة»( اقرأها بعد 10 سنوات، لا تقرأها الآن، كي لا تفسد عليك متعة قراءتها) كانت مليئة باللحظات وبكل شيء ما عدا أنه لم يصف الشيء نفسه.
إذا أردت أن تصبح كاتبا يجب أن تحاول طوال حياتك الكتابة عن ذلك الشيء. وإن كنت محظوظا فإن كتابك من بين الآف الكتب، سيحمل في جملتين أو ثلاث ذلك الشيء، أو في لحظة واحدة ستقترب منه.
أما عن كلمات النفي لضمير المتكلم مثل: لست أنا، ألست أنا، وأنا لا ، فالطبع لا توجد إجابة صحيحة أو خاطئة فيما يخص اللغة بمعنى الصح أو الخطأ في الرياضيات. فاللغة الإنجليزية الجيدة، هي التي يتحدث بها المتعلمون، لذلك ما يمكن أن يكون جيدا في مكان ما أو وقت ما قد لا يكون جيدا في آخر. فمثلا كانت عبارة «لست أنا» مناسبة لي منذ 50 عاما حين كنت في شمال أيرلندا حيث ترعرعت، لكنها كانت سيئة الاستخدام في جنوب انجلترا. وعبارة «لسنا نحن» لضمير المتكلم المفرد لم تكن مقبولة أبدا في إيرلندا ومناسبة جدا في انجلترا. وبالطبع لم أكن أعرف أي واحدة منهما هي الأنسب (إن وجد) للاستخدام في فلوريدا الحديثة.
لذلك، لا تكتب ملاحظات عن الأساتذة أو الكتب حول هذه الأمور ولا تأخذ برأي أحد. إن جملة « أصيب أكثر من راكب واحد» على سبيل المثال جيدة جدا وصحيحة، على الرغم من أن أكثر من واحد يساوي اثنين على الأقل، فبالتالي منطقيا يجب أن يكون الفعل بصيغة «الجمع» وليس «المفرد».
لذلك فإن ما يهم فعلا هو التالي:
1. حاول دائما أن تستخدم اللغة لتتمكن من توضيح فكرتك، وتأكد من أن جملتك تعني ما تريد قوله فعلا.
2. استخدم الكلمات المباشرة الواضحة بدلا من الكلمات الطويلة والغامضة.
3. لا تستخدم الكلمات المجردة حين يكون لديك كلمات ملموسة. فإن كنت تريد قل «قتل المزيد من الناس» لا تقل «ارتفعت الوفيات».
4. في الكتابة، لا تستخدم الصفات التي بالكاد تخبرنا كيف تريدنا أن نشعر حول الشيء الذي تصفه. أعني، بدلا من إخبارنا عن «فظاعة» الشيء صف لنا إياه حتى نرتعب حقا. لا تقل كان «رائعا» ولكن دعنا نقول «رائعا» حين نقرأ وصفك. فكما ترى، هذه الكلمات «مرعب، رائع، بشع، مميز» يجب أن يصل إليها القارئ بنفسه، ودورك فقط كأنك تقول لهم: قولوا الكلمات بدلا عني.
5. لا تستخدم كلمات أكبر من الموضوع. لا تقل «مطلقا» حين تعني «جدا» لأنك بعدها لن تجد كلمة تعبر بها عن شيء مطلق.
أشكرك على الصورة. أنت وأصلان تبدوان في حالة جيدة. أتمنى لكم جميعا أن تحبوا بيتكم الجديد
مودتي:
سي.إس.لويس
___________
جزء من رسالة بياتريس بوتر إلى معجب شاب طلب منها أن تكتب قصة عن أرنب لطيف اسماه فلافي
عزيزي فيليس:
لقد كتبت لي رسالة جميلة عن الأرنب فلافي، ويؤسفني أن أقول لك أنني بدأت في كتابة كتاب جديد عن الثعلب. وإن تمكنت من أن أكتب كتابا آخر فأنا أعدك أن يكون عن الأرنب فلافي. أنت لا تعرف أكوام الرسائل التي تصلني كل يوم من جميع أنحاء العالم. وكل واحد منهم يطلب قصة عن حيوان معين. فمؤخرا مثلا وصلتني رسالة من صبي في ويلز يريدني أن أكتب قصة عن تمساح يدعي أميليا، وبالطبع لم أستطع ذلك. وهناك ولد صغير آخر من ايرلندا يسألني إن كان جيرمي فيشر قد تزوج أم لا. ورسالتان أُخريتان تطلبان مني قصة عن الخلد، وأخرى عن حمار يدعى سالومي، وآخر يطلب قصة عن الأحصنة، وغيرها عن الدجاج، والفيلة. وفي الحقيقة أن طلبك للكتابة عن الأرنب فلافي معقول مقارنة بالطلبات الأخرى.
__________
من جي كي رولينج إلى ساسيا فلاورز التي تبلغ من العمر 16 عاما والتي فقدت والديها، ثم كتبت إلى رولينج حول الشبه الشديد بينها وبين هاري بوتر.
19 سبتمبر 2006
عزيزتي ساسيا (اسم جميل لم أسمع به من قبل):
أشكرك على رسالتك الرائعة جدا، ومن الواضح أنك غير عادية تماما مثل هاري بوتر، سواء في الشبه الذي يجمع بينكما أو في تجربة حياتك. لا أستطيع أن أصف لك كم أثرت بي كلماتك، ولا عن مدى أسفي لسماعي بخبر وفاة والديك. يا له من فقد عظيم. أنا أفهم معنى أن يكون الشخص مستقصدا، فهذا ما حدث لي أيضا خلال سنوات مراهقتي. أتمنى أن تمري بنفس تجربتي بأن تصبحي أكثر سعادة واطمئنانا كلما كبرت. إن المراهقة أمر فظيع حقا، وأعرف العديد من الأشخاص الناجحين الذين واجهوا صعوبات أيضا في مراهقتهم. أظن أن المراهقة هي المشكلة الوحيدة، فبالرغم من أنه قد لا يتم فهمك بالشكل الصحيح حين تتمردي أو تبدي اعتراضك، وعدم توافقك معهم، إلا أنه في الحقيقة مطلوب من كل شخص أن يثبت اتجاهه ويرتدي الملابس المناسبة، فهل هو يتطلع إلى أن يكون محبوبا أو متمردا على الأقل؟. أنتِ الآن في أصعب مراحل حياتك، لكنك في المرحلة التي من المحتمل أن تلتقين فيها بالأشخاص الذين تشبهينهم روحيا، وتبدئين التخلص من ضغوط سنوات المراهقة.
يشرفني أن أجد شخصا مثلك يحب هاري بوتر كما تحبينه. أشكرك على ما كتبته لي وسأحتفظ برسالتك (التي تؤهلك للتفاخر بردي بالقدر الذي تريدين)
مع حبي الكبير
جي كي أر كولينج
_______
*جريدة عُمان

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *