*محمد شاكر
الإهداء:
إلى صَديقي الأعز، أ:محمد حجاجي الذي شاركني تُوتَ ذلك الصَّباح.
زوم1
مَنْ نبَّهَ شَجَر التُّوت
إلى قِطافِ هذا الصَّباحْ
فاصْطَفَّ عَلى مَرْأى’
مِن طِفْلٍ
تلمَّظتْ به الأَحْلامُ
على شُرفةِ ذاكِرةٍ
عَصفتْ بها ريحُ نِسيانٍ
خارجَ الفُصول الخاسِرةْ.
عادَ آهِلاً بفاكِهَةٍ
تَعتَّقتْ في خَوابي الرُّوح
تـُساقِطْ عليْه..حَبَّاتٍ
لا أشْهى’
ولاأبْـهى’
مِن سيرةِ التُّوت
زوم2
التُّوتَةُ التي مَثلـَتْ بيْن يَدَي
بـِتواضُع خُضْرة
وسَخاءٍ عَــميمْ
فَتحتْ لي أفْقًا يُفْضي
إلى شَجَر في العُمْرِ
غَزير بـِما تَعتَّقَ مِن تُوتٍ
وقَطَّرتْ شَرابًا مَعْسُولًا
في قَدَحَ الطِّفل المَغْمور بالسُّكوتْ
قالتْ لي:
تَدارَكْ شِبْعًا فاتَكَ
في نُذْرَةِ القُوتْ
فأنْتَ تَرْعاني مُذْ كنتُ فَرْعًا طَريًّا
تَميلُ به ريحٌ هَوْجاء
إلى حيث تميلُ
تَخْشى أنْ تَهْصرَهُ في عِزِّ الصِّبا
فيَذْوي ، ويَموت.
إطار
كنتُ ، هُناك ، على كُرسي ،بمقْهى’
أشْهَدُ انْبثاقَ التُّوتِ
مِن فُصول هذا الوقتِ
ذات صباح، رائِقٍ
بمقْهى “إمِلشيل””
وصِحابي الطيبون، في الرَّحيلِ إلى غَرْبِ الطُّفولةِ
يَسْتخرجون تُوتَهُمْ
مِن جـِرابِ الذَّاكِرة
بكُلِّ لوْنٍ ، ومَذاقِ
فَاتَ “زرْقاءَ اليَمامَةِ”أنْ تَرى’
شَجَرًا يَنْهَضُ في بَساتينِ الكَلامِ
وَطراوَة أطْفالٍ يَمْشُونَ
إلى ذِرْوةِ الحُلُمِ
بسِلالٍ مِن تُوتِ البَهاءْ
م.ش
قصر السوق 16/04/2015