( ثقافات )
لحظة ارتطام
وَكُنْتُ عَلَى رَصِيْفِ الوَحْدَةِ أَسْتَجْدِي حضورك..
فَإِذَا بِرِيَاحٍ عَبْقَرِيَّةٍ مَنَحَتْنِي هَذَا الحُبّ
الآنَ تُقرِّرُ أن تستعيدَ الأُمنيات؟
وبِلا وُعُود؟!
كَيفَ…
وَهَذا أَثَرُ فَأْسِك؟!
الوجوهُ التي تلتقيني عَلَى صَفْحَةِ الصُّبْحِ
تلعقُ الضَّعفَ فِي عُيونِي
تتَحَرَّى صَوتَك
دونَ شَريك..
العارِفُون يمنحونَ الأَسْرَارَ
للجَمِيلاتِ…
فِي لَحْظةِ ارتطام..
مُفْرَدَة..
تُعَاوِدُ الآنَ حِصَاري؟
متأخرًا وصلت..
وَأَنَا خَلْفَ سَرَابٍ.. أَلهَثُ مَا زِلتُ..
يَنشَطِرُ الوَاقِعُ بينَ خَيالٍ أَمْلَس…
وَحَضُورٍ حَائِر..
….
تلبُّسٌ بغياب
الذِينَ يَفْجَؤُهُم طُغْيَانُ حَنِينِكَ
يَرْتَشِفُونَ الحُبَّ..
مِنْ أَثَرِ فَرَاشَاتِكَ..
مَا زَالَ مِنْ وَحْيِكَ شِعرٌ لِيُكْتَبْ..
إِيَّاكَ أَنْ تَدَعَنِي أَتَلبَّسُ بِغِيَاب..
الوَحْيُ.. بَيْنَ يَدَيْكَ طِفْلِي..
يَرْضَعُ آَهَاتِي الحُبْلَى بِأشْوَاقٍ هِيَ لَكْ..
الصَّبرُ…
يَلْتَقِي صَخَبَ الشَّوَارِعِ..
فِي عُيُونِك..
يُهَدِّدُنِي الوَدَاعُ
بِنَكْءِ العُمْرِ..
…
اللَّيْلُ..
طُبُوْلٌ تَدُقُّ..
صَافِرَاتٌ تَئِنُّ…
صَمْتٌ مُوْجِع…
خُرَافَات…
مَعَانٍ مَنْقُوْصَة..
مُوَاءٌ مُتَقَطِّع..
لِقِطَّةٍ تُكَابِدُ البَرْدَ..
الآَهَةُ وَاحِدَةٌ..
المَدْلُوْلاتُ بِعَدَدِ مَنْ يُطْلِقُونَهَا
….
البَحْرُ.. هُوَ الحُلْمُ الأَخِيْر..
عَلَى مَوْجَاتِهِ أُرَاقِصُ طَيْفَك..
…
قُصاصَةُ شِعْر
مَنْ أَحَبَّهَا قَتَلَتْهُ..
لَئِلاَّ تَتَلَبَّسَ بِضَعْفٍ أَمَامَهُ
فِي لَحْظَةٍ مَا..
مَزِيْدٌ مِنَ الوُجُوْهِ البَيْضَاءِ مُعَلَّقَةٌ عَلَى حَائِطِ الغُرْفَةِ البَارِدَة
لا يَسْكُنُهَا مُؤَخَّرًا سِوَى الخُوَاء..
وَبَعْضِ أَشْبَاحِ مَنْ قَتَلَتْهُمْ بِثِقَةٍ..
مُفتَعَلَةٍ أَحْيَانًا..
صَدِيْقٌ يَمْنَحُهَا نَصِيْحَةً مُفْرَدَة..
“الصَّبْرُ”
تَبْكِي لأَنَّهَا تَوَرَّطَتْ بِوَعْد..
بِشَكْلٍ دَوْرِيٍّ تَنْضَافُ أَزْرَارُ قُمْصَانٍ جَدِيْدَة..
إِلَى ذَلِكَ الدُّرْجِ العَتِيْق
وَتَتَهَيَّأُ مَرَاكِبُ وَرَقِيَّةٌ لِلقَفْزِ فِي نَهْرٍ مِنْ دُمُوْعِ ضَحَايَاهَا
المَنْثُوْرِيْنَ عَلَى جَانِبَي نَفْسِ النَّفَقِ فِي بِدَايَةِ القَصِيْدَة…
لَيلٌ خَارِجِيّ..
العَابِرُوْنَ يَفُوْتُوْنَ..
وَظِلٌّ لِعَيْنَيْنِ مُخْتَرِقَتَيْنِ يِنْحَفِرُ بَيْنَ نَهْدَيْنِ..
وُنُدْبَةٌ بِحَجْمِ ثَمَرَةِ فَرَاوْلَة تَحُكُّ فِي الرُّوْح!
…
ليلان وهواجس وانطباعات لحظية..
وهمٌ كصلاة..
كانبهار السادة بحكَّاءٍ رحال
يرتجل السيرة الهلالية…
كرحيلٍ أبيض..
كقطَّةٍ تمارس المواء احتفاءً بربيع مراوغ…
يتضاءل..
بلا أملٍ في العودة يتجدَّد..
وحروفٌ ترفض أن تتراقص متتابعة..
كبوحٍ..
ينطلق عزيزًا..
رغم غزارته…
على استحياءٍ تنتظر سخاءً لا يمنحها إياه..
قبلات تريقها على جسد ظامئ
يئن تحت إلحاح الرغبة..
يرقص مقاومةً للوجع…
المفردات تتشابه..
فثم انسحاب على إيقاع يخفت لبعض الوقت
….
الحضور
ارتطام جسدين يمارسان الهروب كل ليلة..
ليس للغربة أن توقع بهما..
الحب.. ظل لوحة..
تهرب من اللون..
مخلوقات صغيرة..
على الرصيف..
أودِّع بلوزتي البيضاء..
مرغمةً..
آخر ما تبقَّى مني..
في محاولةٍ لالتقائي مجددًا..
في كومةِ كثبانٍ رملية ربما..
مؤخرًا صرت أرنو كثيرًا إلى الشرق..
الصحراء.. المياه المحايدة..
بين بحرين أتمدَّد كعاصفة ثلجية..
أو ترابية..
لا أدري على وجه التحديد..
أوقن أن بي من صفات العاصفة ما يكفي للهبوب على فترات..
لا يشغلني أولئك الغارقون في مغارات حزنهم
عَامِيْن عن شمسٍ ما زالت تشرق يوميًا..
لم يمنعها يومًا مزاجها المعتكر عن المواصلة..
الزنازينُ ذاتُ أقفالٍ تصدأُ يومًا ما..
تاركةً الفرصة لشاغليها أن يتفلَّتوا منها
لكنهم بحكم العادة لا يحاولون الهروب..
اعتادت أرواحهم السجنَ
فاستوت الجدران مع الفراغ!
* شاعرة من مصر