*أنوار أيوب (سرحان)
( ثقافات )
1*
في غيابك لا أنتظر أحدًا..
كل الوجوه عابرةً تمرّ.. والأماكن فراغ..
وحده طيفك المقيم هنا
يحرّك شفتيّ ،
في ابتسامةٍ مَرّة، ومرةً في قُبلة..
2*
أخجل كلما أفرطتُ في النداء
حتى إذا باغتّني بالرّدّ لم أجد حرفًا..
لا.. لم أنادِك عبثًا حبيبي..
إنني.. أبلل بندائك روحي!
3*
لنتّفق..
أنت: ردّدها كلّ حين.
وأنا: أُسقط كل الطغاة ..
فكلما قلتَ أحبك
سقط طاغية
4*
بين فيض قوافل اسمك أعبر مختالةً..
تلك الغيمة التي غازلَتني
كلما غمزَت تندف لي قطرةً باسمك،
وأنا ما كنتُ أبوح باللذة
حتى غرقتُ وغرق المكان بك..
وانتشت الغيمة..
5*
القُبلة التي سكبتَها في قلبي ،
حبلَت حبًّا وتناسلَت
فاض منها بحر عشقٍ غطى الكون..
غرقَت الكائنات فيك وسبحَت شغفًا..
أطلّ نور الله من عليائه : “هذا هو الماء الذي أعني”…
(“وجعلنا من الماء كلَّ شيءٍ حيّ”)
6*
“وما قيمة لغةٍ لم تمنح لصوت قبلاته اسمًا”؟!
ثمّ أمسكَت ريشتها ورسمَت سماءً
بشفتين، تلتهمان أرضًا سطّحها الجفاف،
ففاضَت إلى الشقوق شلالاتُ البلل..
7*
لم تكن تتعانق..
كانت تطوّق بأضمومة شبقٍ طيفَك،
ثم بشراهةٍ تعبّ ضحكاته إذ يتقافز من مداعباتها ..
وكيف تنام أهدابٌ ما انغلقَت
إلا وبين أحضانها طيفٌ ..كلما انتشى ضحك،
فإذا الشهوةُ تنبعث فيها من جديد؟
8*
ولأنّ حبّك وطن، صار لي وطنان:
بلدٌ أحتفي بأرضه المسلوبة
وقلبك، أحلّق فيه كلَّ يومٍ
سماءً لا تُحَدّ !