البحث عن المفكر.. بين الشيخ النيل ابوقرون والاستاذ الطيب مصطفى


د.ادريس يوسف*

( ثقافات )



     نشأ الأستاذ الطيب مصطفي وترعرع في أطر تنظيم مغلق لايكاد ينظر أبعد من أرنبة أنفه أو بعبارة أصرح أن هذا التنظيم السعيد باحتكار الاعلام له مسمي ( الحركة الاسلاميه)، يعاني اعضائه من تجاهل الأخر والاستكبار عليه وبالتالي ضعف المعرفه بمسارات الحياه وتيارات المجتمع، ثم ثالثة الاثافي في قدر هذا التنظيم الذي يغلي بالنشاط و يمور بالتعبئة والحشد، ضعف المضمون الفكري بل والاستخفاف بالفكر والمفكرين، والنتيجه المنطقيه لذلك غياب فضيله الحوار الفكري داخل أطره او بينه وبين اللآخر، فالجماعه مهما تكن إذا تكثف الحوار الفكري داخل أسوارها او بين أعضائها، فاض الى خارجها فأصبح حوارا بينها وبين الآخرين من شتي المشارب الفكريه، فالأستاذ الطيب مصطفى المغترب السابق والموظف في دولة الامارات العربيه، والذي جاء الي السودان في أعقاب التمكين الشامل لحركته من مفاصل السلطه، ظل يتقلب بين المناصب التنفيذيه فصعد فورا الي مدير وكالة السودان للأنباء دون سجل سابق في مجال الاعلام يهيؤه لتولي الوظيفه الاعلاميه الخطيره، ثم أضحى مديرا لتلفزيون السودان دون تاريخ حافل مع الشاشات و أستودياتها و غرف أخبارها و فنون تحريرها و إخراجها، يهيئه ليكون المسؤول الأول في المؤسسه القومية الأولي في موالاة التأثير الاعلامي، ورغم إقرار البعض أن الأستاذ الطيب ربما أسهم بشيئ في ترقيه المباني فإنّه فشل فشلاً مشهوداً في تجلية المعاني، فإذ أخطا الهدف الذي تتصوب اليه الرساله الاعلاميه للتلفزيون القومي وهو التواصل مع الجمهور عبر برامج ومواد تعبر روح الشعب وثقافته وتتوخي مده بالوعي والاستناره ، ولكن باسلوب دقيق يحقق الترفيه ويجلب السعاده،يتولاه إعلاميون موهوبون في الفن ومدركون لثقافة المجتمع ومؤهلون بالدربة والخبره. لكن تلفزيون (الجماعه) في عهد الاستاذ الطيب واصل رسالة الجماعه في الحشد والتعبئه، ثم أضفى المدير مسحة من إنغلاقه الخاص فعمد الي الشاشه فحجبها بالشبك الالكتروني الذي يستر ما تيسر له من اجساد الممثلات، وبلغ به الانغلاق الى رفض حتى الضروريات الفنيه للظهور عبر الشاشة كالمكياج الفني للمذيعين والمذيعات الى ان تفاجأ ذات حوار مع شيخه القرضاوي يرفض المثول امام الكاميرات الا بعد ان ياتي فني المكياج وافتى بأنّ هذه من ضرورات العمل وليس ضرباً من التبرج ثم طفق ينقب في أغنيات الشعب فيمنع ايما لحن لا توافق كلماته مزاجه المغلق عن فسحه التعبير في الشعر واللحن حتي الذي أباحه السلف الصالح وتسامحوا معه، لأن القلوب إذا كلت عميت وأن المواهب اذا كبتت زبلت، وذلك حديث يطول وقد يضيق عنه ماعون الاستاذ الطيب.
وكما شغلت المناصب المهندس الطيب مصطفى فقد شغله كذلك تأسيس الجرائد والمنابر وافتراع المعارك وخوض الحروب، شغله كل ذلك عن القراءة العميقة للكتب و التدقيق المتأني فى المقالات وتوخي الدقة وهو يخوض معارك الفكر والسياسه، وكما نعي عليه زميل له هو الاستاذ ضياء الدين بلال رئيس تحرير جريدة السوداني من قبل انه – أي الاستاذ الطيب مصطفي كثيرا ما تورط في النقد العنيف والهجوم الكاسح وهو ينفث زفراته الحرى ، ثم عاد واعتذر انه لم يطلع علي الموضوع الذي سلق كاتبه بالسنه حداد أشحة علي الخير، فان استعجاله الشيطاني لم يدع له طاقه من الصبر وسعة من الفكر ليعكف على كتب ومؤلفات الشيخ النيل ابو قرون فيتولاها بالإطلاع العميق والنقد المسؤول، فكل من يقرأ مقال الاستاذ الطيب مصطفي حول كتاب الاسلام و الدولة للشيخ النيل ابوقرون يعلم أنه قرأ عرضا بقلم الاستاذ الدكتور عبدالمنعم شيحه للكتاب، والذي كان كتاب شهر ابريل الماضي للدراسة والقراءة في موقع (مؤمنون بلاحدود) المغاربي، وهرع الاستاذ الطيب من فوره ليفرغ فحيح زفراته بما يوهم القارئ انه قرأ متن الكتاب قراءه معمقه، بل ان زعمه الباطل يمتد في محاولة للتدليس على القارئ أنه قرا كل كتب الشيخ النيل ابوقرون حتي انتهى الي خلاصة خطيره ان الكاتب ليس مفكرا وانما مهرطقا!!
ولفائدة القراءه عامه وللطيب مصطفي خاصه فان الشيخ النيل ابوقرون ظل يجتهد ويكتب لمدة اربعين عاما في مختلف مجالات الفكر الاسلامي، منذ رسائله في السبعينات الي إجتهاده في علم الحديث ثم المساهمه القيمه في الفلسفه الاسلاميه او علم الكلام وعلم العقائد فى كتابه الموسوم (كلية الانسان ) ثم سياحته العميقه في السيرة فى مؤلفه بعنوان ( في رحاب الرسالة) وقراءته المهمة لسيرة سيدنا موسي عليه السلام فى سفره بعنوان ( نبي من بلاد السودان ) 
والحق أن أمانة الكلمه ومسؤوليتها الجليله توجب علي الشيخ الطيب مصطفي و قد بلغ عمر الشيوخ وتجاوز السبعين أن يقف طويلا عند كل كلمه يكتبها او جمله يصرح بها او مقال ينشره لأنه قريبا سيقف امام العلي الكبير سبحانه و تعالى ولن تنفعه زفراته الحري وفحيحه المستمر امام فحيح جهنم، بل ان أمانة الكلمة و مسؤوليتها حتي عند الذين لا يؤمنون بالاسلام تلزم عليهم وفقا للأخلاق الإنسانية الحقة و التقاليد العلمية و الاكاديمية فلا يتجرأ الراسخون في العلم منهم لكتابة كلمه او مقاله او كتاب عن مؤلف له عشرات المؤلفات، قبل ان يقرأ كل كلمه كتبها هذا المولف ويقرأ كل كلمه كتبت عنه من غيره من الكتاب والمؤلفين، و تلك لعمري ، اخلاق تجدر بالمسلمبن من أمة النبي محمد صلي الله عليه وسلم عامه وحقيق خاصة بالذين يزعمون انهم قادة المجتمع ودعاته الذين يهدونه الي المحجة البيضاء كل صباح أن يكونوا أشد الناس التزاما لها .
ولولا ان الطيب مصطفي وأشياعه من جماعة التنظيم المغلق والخلق الطائفي الذي ذمه القران في آيات كثيره، لولا ذلك لنصبوا للشيخ النيل ابوقرون مزارا ومتحفا ولأطلقوا أسمه على الطرق و الشوارع و لأسبغوا عليه أوسمة التكريم وأنواطه وألقابه ، لأنه أول من خط بنانه أحكام الشريعه الاسلاميه في قوانين حكومه السودان، مما يعتبره امثال الطيب مصطفي جوهر دعوتهم السياسيه ويعلنون كل يوم أمام الملأ أنها الخط الأحمر الذي أقاموا عليه سلطتهم رغم أنهم لم يأخذوها بحقها ولم يحصروها خالصه لوجه الله ، بل مطيه لقهر الناس أو نصبها تكأة لفصل جنوب البلاد. كل مافي الأمر أن الشيخ النيل ابوقرون ليس من (الجماعه) ، بل صاحب دعوه وفكر مستقل قد يأخذ ببعض اجتهاده بعض الحكام ويأباه اخرون.
و رغم ان الحركة الاسلاميه السودانيه علي وجه الخصوص حظيت بمفكر مجتهد منفتح له كثير من الآراء لا توافق رأي الجمهور من الفقهاء في التاريخ الاسلامي ، يرضاها أمثال الاستاذ الطيب مصطفي منساقين بروح القطيع او يصمتوا عنها حفاظا علي وحدة الجماعه، فانه – شيخ الحركة الاسلامية السودانيه- انفتح علي مجتمع اهل السودان ودعا لميثاق اسلامي ووجد الإستجابة الاولي من اهل التصوف وشيوخه وطرقه وغيرهم من اهل السودان، لأنهم فهموا انها دعوة لأحكام الشريعه الإسلامية كما جاءت في قوانين الحدود في سبتمبر 1983م، و التي كان للشيخ النيل ابوقرون القدح المعلي في تقديمها وصياغتها.
ثم واصلت الحركه الاسلاميه السودانيه انفتاحها الكبير، فتأسست الجبهه الاسلامية القوميه وأمها جمع كبير من أهل السودان جلهم من أهل التصوف، لأنهم رأوا خطرا على تلك القوانين من الحلف المناوئ لاحكام الشريعه الاسلاميه، فأسست الجبهه دعوتها علي حمايه تلك القوانين باعتبارها مكتسبا للاسلام ولاهل السودان، بل واعتبرت تجميدها خطاً أحمرا تزود عنه بالمهج والأرواح، ولا ريب ان الاستاذ الطيب مصطفي شأن الالاف من أمثاله، كان يجد هويته السياسيه في تلك القوانين يخاصم بها التجمع الحزبي النقابي وجون قرنق ويدق لها طبول الحرب ضد اتفاق الميرغني قرنق الذي اوشك ان ياتي بالسلام، ويدعم من أجلها القوات المسلحه ويخرج للزود عنها وهم يحملون المصاحف في ثورة، فهل للجبهه الاسلاميه القومية منذ أوان تأسيسها الى حين إنفضاضها شعار و برنامج غير تلك الشريعه التى قدمها الشيخ النيل ابوقرون وصحبه.
ومهما كان منهج الجبهه الاسلاميه وبرنامجها الي حين اوان الانقاذ فقد ظلت الحركه الاسلاميه السودانيه تحاول تجاوز الأطر الطائفية المغلقه لحركه الاخوان المسلمين العربية نحو سعه اهل السودان ورحابة اخلاق مجتمعهم، لكن امثال الاستاذ الطيب مصطفي ظلوا كلما اتسع طريق الحركه تضيق صدورهم حتي ورطوا بها في المسار الوعر، فانقلبت علي الديمقراطيه وهي جزء منها اعطت قسمها الغليظ علي حمايتها، ثم كلما حاولت اصلاح خطأها والتوبه الي حرية الانسان ومشيئته في الاختيار، دفع بها رفاق الطيب الي ازقة القمع والاستبداد، حتي اذا عادت لتدعوا كل اهل السودان المتنوع المتعدد أصروا وأستكبروا لا يريدون إلا ضيق الدنيا عن سعة الدين، فأسسوا لهم منبرا باسم الشمال يعزل ضمنا وصراحة جنوب البلاد، ثم اتبعوا الاساءة بالأذى اليومي في إنتباهه، الغفلة خير منها، أو كما قال المعري( هنالك دين الكفر خير منه).
ان المرء ليحزن ان يرتبط اسم الاسلام بدعوات الانفصال والكراهيه والبغضاء، والحق ان دين الاسلام جوهره المحبه والتسامح والعفو والصفح ودفع العدوان بالحسني حتي كأن العدو ولي حميم، مما لا يلقاها الا الذين صبروا اهل الحظ العظيم. بل كاأنها سابقه في حضارة الاسلام ان ينفصل عنه بعض ارضه وقد ظل الاسلام طوال قرون يجمع ويضم ويوحد الأطراف الى المراكز، حتي البلاد التي فتحت تجاوبا مع شهوة السلاطين و اتساقا مع أخلاق تلك العصور و مفاهيمها فى العلاقة الدولية، لا جهاداً ونية مخلصه، فالجهاد في الاسلام لا يقوم إلا دفاعا عن دين ونفس وعرض ومال كما في محكم آيات القران، لكن حتي الذي سمي فتحا في تاريخ الاسلام وفي البلاد التى دخلها المسلمون قتالا ودانت لهم بالقوة، لم يلبث جند المسلمين حتي بسطوا فيها الرحمه والعدل و العلم و الحضارة، من صميم اخلاق الايمان التى يتوب اليها المسلم تلقائيا متى وضعت الحرب أوزارها، تاجروا مع اهلها وتزاوجوا ثم بسطوا الدين والعلم حتي خرج من اصلاب المغلوبين أئمة العلم في الفقه واللغه وأقطاب التصوف أرباب شفاء القلوب، فكانت أيام المسلمين فى الاندلس أيام العدل و التسامح و العلم، و كانت عودة الصلبيين هى ( أيام الشؤم فى العالم ) كما سماها المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون. لقد ظلت الحركة الاسلاميه موصوله بالمتصوفه في السودان تغشي شيوخهم و مساجدهم و زواياهم و خلاواهم و معتزلاتهم تنشد التأييد السياسي في مواسم المنافسات الانتخابية، ثم لما دان لها الامر كله اتسعت صلاتها بهم لا تكاد تترك مركزا من مراكزهم لا تبلغه ولا طريقا من طرقهم لم تسلكه، فهي تعرفهم بالاسم واللقب وتخبرهم بالنسب والصلات والأرحام، مما يجعل المرء يتعجب ان مثل الاستاذ الطيب احتاج حتي وصلته الاقدار بآل (ابوقرون) فصاهرهم عبر جيل الأبناء ، فلفتته هذه الصله ليعرف ان الشيخ صالح الجيلي ابوقرون المشهور بصلاح بن الباديه، كذلك من أهل الذكر والتقي يزور ويزار وترجي بركاته بأسباب من نسبته للدوحه الطيبة وبكسبه الخاص في العمل الصالح، ذلك مشهور بين سائر اهل السودان،، كما هو معروف بفنه و إبداعه و مدائحه الباخذة و الحانه الشجية مما جذب اليه العشاق والمعجبين وجعل وسائل الاعلام تتسابق الي لقاءه وسرد سيرته و تناوله فى المقالات وانتاج الافلام الوثائقية عن سيرته الاسريه والفنيه. كل ذلك لم يلق الاستاذ الطيب مصطفي مدير وكالة السودان للانباء ومدير تلفزيون السودان ورئيس التحرير وصاحب الامتياز المتقلب بين الصحف، كلما اغلقوا له صحيفه فتح اخري فالخير باسط ماشاء الله، سوي انه التنظيم المغلق والجماعة الطائفية. أما ان يجهل الاستاذ الطيب اصهاره ويخطي فى نسبة الوالد الشيخ الجيلي الى الشيخ صالح و يتوهمه جدا لا أبا في مقاله القادح ، فذلك مما لا يقع فيه اخوانه الذين تجاوزوا كثيرا حواجز الانغلاق و الطائفية وهم يجهدون للتمكين و لقيادة السودان، فعرفوا اهله وطرقه بغير نسب و مصاهرة، فالاستاذ الطيب قد جاء لكل شئ بآخرة وفي غفله من الزمن ويريد ان يأخذ كل شي دون ان يدفع الثمن.
ان الكثيرين من ابناء الحركه الاسلاميه التي ينتمي لها الاستاذ الطيب لما أرتج بهم الأمر ورأوا بناءهم الذى شادوه عبر عقود يتصدع بين الحكومه والتنظيم ، لجأوا الي اصول التدين فأضحوا متصوفة في مختلف الطرق يبتغون شفاء لحزنهم وطمانينية لقلوبهم، بل وان الكثيرين كذلك أعادوا النظر وأجالوا الفكر في أصول الأزمة ، فوجدوها في أصول المنهج الذي شغف بالسياسه عن الفكر وبالتنظيم عن التدين، مما كان حريا بالاستاذ الطيب ان ينهجه ويسلكه، عله يهدأ عن زفراته و يغدوا السودان أكثر هدوءا بهدؤه. لكن وعلي النقيض تماما إختار الاستاذ الطيب الطريق الوعر، فالفتنه نائمه ملعون من ايقظها فكيف بمن ينبهها كل صباح حتي اذا بلغ مراده وذبح ذبائحه طفق يبحث عن اخري جديده، في اطار مشروع شخصي معالمه واضحه لكل ذي عينين مهما حاول الاستاذ الطيب ان يصرف الانظار عن جوهره وحقيقته، فكم من الأهداف الضيقه القريبه تلبست لبوس الغايات العظمي للامم، وكم من الأغراض الشخصيه أربكت الشعوب ثم مزقتها وبددتها. و فى الحاله الخاصه التي نحن بصددها، فقد راى الاستاذ الطيب بوضوح ، أن الحركة التي انتمى إليها عمراً طويلاً تتهاوي سريعاً الي الخراب ويريد الطيب ان تكون شليته منها كبيرة و خاصة لا تتناسب حتي كسبه الخاص داخلها مع تطلع محموم ينشد ميراث الاسره ليغدو الرئيس المقبل للسودان.
وفي الطريق الوعر الي المبتغى المستحيل لابد من طاقه وقودها فتنة جديدة، في تحالف شيطاني بين المشارب السلفية والمنازع العنصرية، يمضي الاستاذ الطيب ببرنامجه المؤسس علي الكراهية وليس علي الافكار، فحرى به أن يكره ما يقوم به الشيخ النيل ابوقرون من تجديد للدين وقبله بتجريد القلوب للمحبة وتحرير الطاقات لخدمة الاوطان، وأن يعجز عن القراءة الجاده العميقه والنقاش المسؤول.
أما أهل المشارب السلفيه فقد كانت لهم قبل عهد قريب مع الشيخ النيل جوله تثير الشفقة والأسى اكثر مما تثير الغضب والإشمئزاز، فقد سلكوا شأن حليفهم طريقاً بائساً حرر الله سبحان وتعالي منه الانسان منذ ان انزل علي نبيه الكريم (ص) ( لا اكراه في الدين) وانزل علي الرسل من قبل ( من يشاء فليؤمن ومن يشاء فليكفر)، فعادوا بالبشريه قرونا الي جاهلية القرون الوسطي ومحاكم تفتيش الضمير وشوهوا صورة الاسلام وسمعته عندما جمعوا ملتهم من (العلماء) ، واستتابوا الشيخ في الجلسة المحضورة الموثقة بعد ان منعوه من الكلام، عن بعض ما جاء في بعض (المسودات) من اجتهاد هو من صميم الدين وان لم يكن في اصوله حتي يرمي قائله بالكفر او يستتاب قائله امام جمع من (العلماء)، مما هو اليوم منشور في الصحف ومبثوث في الشبكه الالكترونيه ومواقعها الاجتماعيه.
لقد تناول مقال الطيب مصطفي موضوع هذا الرد بخفه بالغه لقضية من أجل وأخطر قضايا الفكر الاسلامي عبر التاريخ، بل لعلها الأخطر منذ وفاة النبي الاعظم عليه الصلاة و السلام، كما في راي كثير من القدماء ومن المعاصرين ، فمهما تكن الصيغه (الامامة و السياسة) او( الدين والدولة) او (الخلافه والإمارة ) فقد ظلت محورا للخلاف والجدال او الاختلاف،بل والقتال منذ الفتنة الأولى او بالأحرى منذ سقيفة بني ساعدة الي حين سقوط الخلافه العثمانيه في مطلع القرن العشرين. بل ان الكتاب الأشهر الذي شرع الجدال المعاصر حول الدين والدولة والخلافة والامامة كتبه مؤلفه الشيخ علي عبدالرازق عندما تطلع الملك فاروق ليعلن نفسه خليفه للمسلمين بعد انقلاب اتاتورك، وكتاب (الاسلام والدولة) للشيخ النيل ابوقرون من الكتب التي اضافت جديدا متميزا و ان ما انزل الله في كل الاديان هو الشرائع وهي حكم الله ،والحكم بما انزل الله هو القضاء بها لا استغلالها للامارة والتسلط السياسي وكثير من الافكار التي عددها الدكتورعبد المنعم شيحة وابان تميزها وتقدمها عن من كتبوا في تقديمه للكتاب وهو تونسي وليس مصري كما افاد الطيب مصطفي و من ابناء الجامعه التونسية وتلاميذ البروفسور عبد المجيد الشرفي.


*اتوا- كندا 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *