رجاء يحياوي *
نشر مغنّي الراب التونسي مروان الدويري المعروف باسم «إيمونو» (25 عاماً) صورةً عبر صفحته على «فايسبوك»، من إحدى ساحات القتال في مدينة الموصل العراقيّة، مصحوبة بتعليق أعلن فيه مبايعته لزعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي. حظيت الصورة منذ نشرها في 20 آذار/ مارس الحالي، باهتمام إعلامي كبير، وتمّ تناقلها بكثافة عبر «تويتر»، خصوصاً بعد تناقل بيان صادر عن «إفريقيّة للإعلام»، يعلن التحاق «إيمونو» بصفوف «الجهاد» في سوريا، و «تركه ديار الكفر المحكومة بالقوانين الكفرية، ومبايعته خليفة المسلمين ولي أمر شرعيا مسلما يحكم بما أنزل الله.» وتنشط صفحة «إفريقيّة للإعلام» منذ مدّة، على عدّة منصّات إلكترونيّة، ترويجاً للخطاب الجهادي، وقد سبق واحتفلت بالهجوم على متحف باردو في تونس العاصمة، قبل أيّام.
هذه ليست المرّة الأولى التي يثير فيها الدويري سجالاً إعلامياً، إذ أنّه أصدر أغاني يعلن فيها كرهه الشديد للشرطة. وقد سجن العام الماضي لمدّة ثمانية أشهر، بتهمة تعاطي المخدّرات. وتزامنت محاكمته في تلك القضيّة، مع محاكمة زميله مغنّي الراب «ولد الكانز» صاحب أغنية «البوليسيّة كلاب» التي أخذت ضجّة كبيرة. كما صدرت بحقّ الدويري مذكّرة بحث بسبب كلمات إحدى أغانيه، ولم يعرف عنه ارتباطه بأيّ تنظيمات إرهابيّة. وقال أحد زملائه من مغنّي الراب لـ «السفير» رافضاً الكشف عن اسمه، إنّ الدويري «كان شخصا عادياً، يدخن المخدرات ويشرب الكحول ويعاشر الفتيات كأغلب شباب تونس، وقد كان معروفاً بكرهه للبوليس (الشرطة)». وأضاف: «حتى عندما بدأ يصلي وتوقّف عن الغناء لم يبدِ أيّ تشدّد، بل كان ينتقد ما يحدث في سوريا والعراق.»
صورة الدويري على حسابه على موقع «فايسبوك» أثارت استياء العديد من أصدقائه، خصوصاً مغني الراب الذين كانوا يرتادون أستوديو التسجيل الذي كان يملكه. بينما أشادت مجموعة أخرى بما قام به، ودعت له «بالثبات». بعض المعلّقين اعتقدوا أنّ الصورة مجرّد مزحة، وأنّ «إيمينو» قرر العودة إلى الساحة الفنية بعد طول انقطاع، ووجد في إطلاق تلك الشائعة خير سبيل لإعادة تداول اسمه في الساحة الفنيّة التونسية والعالميّة.
أثارت صور الدويري اهتماماً إعلامياً واسعاً، لتزامن نشرها مع الاعتداء على متحف باردو الأسبوع الماضي في تونس العاصمة، ونشرت في عدد كبير من الصحف والمواقع الفرنسيّة. من جهتها، نقلت «إذاعة فرنسا الدولية» عن محامي الدويري سابقاً غازي المرابط أنّ مغنّي الراب «ينتمي إلى الطبقة التونسية المتوسطة، وذو مستوى فكري وتعليمي». واتهم المرابط البعض من مرافقي الدويري و «مجموعة من المساجد، التي تنشر الكره، بدفعه إلى الجهاد».
ردّ الدويري على التكهنّات الإعلاميّة حول مصيره لم يتأخّر، إذ كتب عبر صفحته على «فايسبوك» أمس منشوراً جاء فيه: «الحمدلله ما خرجنا من ديارنا، وطلقنا الدنيا، وفارقنا الأهل والأحباب والأصحاب، وبايعنا على الموت، إلا لنصرة هذا الدين. يقولون إني هاجرت بسبب ضغوطات من الشرطة، يقولون إنني هاجرت لأنني دخلت السجن، والله رغم أنوف الصحافة، ورغم أنوف الصحافيين، ورغم أنوف الحاقدين والله ما عرفنا طعم العيش إلا في ارض الجهاد والله عزة ما يعلمها الا الله». وأضاف: «إرهاب؟ والله نعم الإرهاب إرهابنا… يشوهون صورتي لأنهم يخافون ان يتبعني الناس لهذا الطريق الحق الذي حطم صناديق الانتخاب ونصب الخليفة بصناديق الذخيرة وضرب الرقاب». وختم: «غسيل دماغ؟ والله نعم الغسيل»، موقعاً «العبد الضعيف».
ويعتبر مروان الدويري، في حال تأكّد الخبر، ثالث مغني راب ينضمّ إلى «داعش» بعد الألماني دينيس كوسبرت الذي لقي حتفه في سوريا السنة الماضية، والأميركي دوغلاس ماكاين.
* السفير اللبنانية