أكثر من 20 عملا لبابلو بيرودا، تم العثور عليها مؤخراً. يقول عنها ناشره “حدث ادبي ذو اهمية عالمية، استثنائية، تم العثور عليها عند البحث في الاوراق العائدة للشاعر التشيلي الذي فاز بجائزة نوبل عام 1971”.
واضاف الناشر الاسباني لاعمال نيرودا “ان ما تم العثور عليه يعتبر الحدث الاكبر للأدب الاسباني في الاعوام الاخيرة.”
والقصائد التي تندرج تحت (قصائد حب) واخريات تتناول موضوعات يومية، كتبها نيرودا في مرحلة نضجه.
ويقول الشاعر بيري غيمفيرير، الذي له علاقة بنشر القصائد التي تم العثور عليها (انها حافلة بالتخيلات، والحب والاحاسيس ويمكن اعتبارها من افضل ما كتب). وبيري غيمفيرير، الخبير بالشعر واكد ان القصائد التي تم العثور عليها تعود للشاعر نيرودا حقاً.
اما ادام فينيشتاين، الذي كتب سيرة حياة بابلو نيرودا (رغبة للحياة)، فقد وصف الحدث بـ(الاستثنائي) مضيفاً: “انها تبدو ممتلئة بالأخيلة الغنية، والبعض منها عاطفية تطفح بالرغبات، ان الامر مثير للدهشة”، وتحدث فينيشتاين لصحيفة الغارديان: “في حياته اعتاد نيرودا القاء النكات، ومنها، انهم في الايام القادمة سيطبعون جواريبه القصيرة، واليوم وبعد العثور على حزمة من القصائد والتي كانت موجودة في درج مكتب، ولانني كتبت سيرة حياة نيرودا، فانني اتطلع الى قراءة القصائد هذه ، والكشف عن جانب جديد لعبقريته”.
وكان نيرودا يعرف بـ (الشاعر الاكبر في القرن العشرين، بالنسبة لكافة اللغات) واطلق عليه هذا اللقب الكاتب غابرييل غارسيا ماركيز، وقد فاز نيرودا بجائزة نوبل عام 1971. وقد تم العثور على القصائد المذكورة في اليوم الذي اصدر فيه قاضي تشيلي باجراء كشف جديد على جثة نيرودا، للتأكد فيما ان كان قد اغتيل من قبل نظام الديكتاتور بينوشيت.
وكان نيرودا قد توفي في 23 ايلول 1973، بعد 12 يوماً من انقلاب بينوشيت العسكري، وكان الشاعر الكبير يعاني من سرطان البروستات، ولكن سائق سيارته مانويل اريا، ادعى ان الوفاة تم تسريعها من قبل بينوشيت بعد زرقه بابرة في معدته، ويعود السبب الى ان النظام السياسي آنذاك، كان خائفاً من تمكن الشاعر الكبير الهروب من تشيلي، كما اعتزم في تلك الايام، فان الامر سيكون خطراً وصوتاً بارزاً للمعارضة. وكان قد اعلن في تشرين الثاني عام 2013، عدم وجود اي نوع من السموم في جثة الشاعر، ولكن افراداً من عائلة نيرودا كذبوا تقرير الحكومة، واعلن القاضي مرخراً ان القضاء يرغب في اجراء المزيد من الفحوصات لتحديد السبب الحقيقي لوفاة الشاعر، ويصر القاضي على مواصلة البحث للوصول الى حقائق مؤكدة عن سبب وفاة الشاعر الكبير، على الرغم من مرور (41) سنة على وفاته.
اما افراد عائلة نيرودا، فهم منقسمون على مواصلة بقايا نيرودا، اذ يعتقد البعض ان السبب في الوفاة مرض السرطان، وعليهم القبول به، فيما يصر آخرون على ضرورة واهمية مواصلة الفحوصات للبحث عن السبب الحقيقي للوفاة.
________
* عن الغارديان/ المدى العراقية