( ثقافات )
… هذه الدراسات والمقالات هي إضمامة مختارة ممّا نشرته خلال العقود الثلاثة المنصرمة على صفحات عدد من المنابر العربية والتونسية.
وكانت فكرة جمعها قد خامرتني منذ سنوات لتلبية حاجة الطلبة والدارسين المهتمين بتجربتي في تونس والبلاد العربية لتكون في متناولهم مجتمعةً بدلاً من استنساخ بعضها كلما دعت الحاجة إلى ذلك…
فهي تضيء ما أعتم من هذه التجربة، كما تحيل على المصادر الثقافية لصاحبها ممّا يتبع للباحث استقراء ملامحها والإحاطة بها قدر الإمكان، ذلك أن دراسة الأعمال الإبداعية – وأتّخذ هنا من الأدب الغربي نموذجًا- لأتعوّل فقط على أدوات الناقد أو الباحث وإنّما أيضا على الكتابات الجانبية لصاحبها، كالمقالات والحوارات والمذكرات وحتى الترجمات أحيانا. فبين الإبداع المحض والكتابات التنظيرية أكثر من وشيجة. فمن خلالها يكشف المبدع عن بعض “أسراره” بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وعن “كيميائه” الخاصة وعلاقته بالثقافات الأخرى التي ينهل منها إلى جانب ثقافته الأم.
وقد حرصت كل الحرص على أن تتوفر هذه الدراسات والمقالات – بغض النظر عن طولها أو قصرها- على جانب وفير من المعرفة كنت ألاحظ أن الكثيرين من المنتمين إلى الحقل الثقافي يفتقرون إليها. فقد حاولت، في أكثر من مناسبة، التعريف بثقافات نائية وبأهميتها وفضح الأحكام الجاهزة والفضفاضة بخصوص بعض الأسماء أو الظواهر بسبب الكسل المعرفي الذي طُبع عليه أغلب دارسي الأدب عندنا. فتراهم يتهيّبون الخوض في التجارب المركبة التي يستعصي النفاذ إليها بالوسائل التقليدية….
هذا، وقد استبعدت المقالات ذات الطابع السجالي على أهميتها، كما استبعدت من هذه المختارات أيضا عروض الكتب باستثناء عرض واحد مطوّل على شكل دراسة لكتاب المرحوم جمال الدين بن الشيخ حول قصة معراج الرّسول والرّوايات المختلفة له التي جمعها من أصقاع عديدة من الأرض.
كما حرصت أن تظهر هذه الدراسات والمقالات كما نشرت في إبّانها دون أي تنقيح أو تغيير، لأنني لو فعلت ذلك لأعدت النظر فيها جوهريا وربما أعدت كتابتها على ضوء تدفق المعلومات في السنوات الأخيرة بفضل وسائل الاتصال الحديثة، وقد أثبتّ، لتأكيد ذلك، تاريخ النشر واسم المنشر…
إن الإبداع الحقيقي، في جوهره، تجربة روحية، ولا بدّ من النظر إليه من هذه الزاوية إذا أردنا الخوض فيه واستكناه أبعاده…
هذا، وإنني لعلى يقين من أن القارئ سوف يجد في هذه النصوص رؤية مغايرة لما اعتاد عليه – ومن هنا العنوان الفرعي للكتاب- بعيدًا عن النظريات الجاهزة والأحكام الفضفاضة التي لا تقول شيئًا ولا تفكّ مغلقًا ولا تضيف، بالتالي، جديدًا.
وأخيرا، لا يسعني إلاّ أن أتقدّم بجزيل الشكل إلى الدار التونسية للكتاب التي تفضلت بإظهار هذا الأثر إلى النور.
محمد الخالدي
– شاعر و روائي ومترجم
– له اهتمام خاص بالتصوف الإسلامي والديانات الشرقية كالبوذية والهندوسية والطاوية وقد ترجم منها وكتب عنها نصوصا عدة.
– ترجم ديوانه “المرائي والمراقي” إلى الإيطالية وصدر عن دار “لافينيسترا”
صدر له في:
– الشعر :
– قراءة الأسفار المحترقة
بغداد 1974
– كل الذين يجيئون يحملون اسمي
بغداد 1978
– المرائي والمراقي
تونس1997
– سيدة البيت العالي
تونس 1999
– مباهج
تونس 2001
– وطن الشاعر
تونس 2003
– من يدل الغريب
تونس 2005
– قصائد الشبيه
تونس 2007
– ديوان مدينة الأنقاض
تونس 2009
أطوار من سيرة الشبيه
تونس 2013
– في السرد:
ما تجلوه الذاكرة مالا يمحوه النسيان
سيرة/ تونس 2006
– سيدة البيت العالي الرواية
رواية/ تونس 2008
– رحلة السالك
رواية/ تونس 2011
الحفيدة
رواية/ تونس 2013
– في الترجمة:
– الديمقراطية ما بعد الشمولية
طرابلس – ليبيا 2006
– قصائد الشبق المعطر
تونس 2008
– عظام الحبار
أبو ظبي 2010
– التنين المجنح: نصوص طاوية
ـ في النقد:
الإبداع والتجربة الروحية ـ رؤية مغايرة
تونس 2015