قالت الشاعرة السورية بسمة شيخو إن قصيدة النثر نتيجة ضرورية لتطور الشعر، شأنها شأن التطور الذي طال الفن ومدارسه التشكيلية التي ثارت على الواقعية المفرطة في عصر النهضة ولجأت لمدارس أخرى عديدة كالانطباعية والتعبيرية والتجريد.
وأضافت أن من حق الشعر أيضا أن يقول لا لشكل القصيدة الكلاسيكية، ولا يخشى الرفض والنفور، مشيرًة إلى أن الجديد دوماً يُحارب إلى أن يُحتفى به بعد ذلك.
وقالت: النفور طال أعمال الشاعر الفرنسي بودلير، ثم أصبحت أعماله من كلاسيكيات الثقافة العالمية.
وأوضحت شيخو أنها تكتب قصيدة النثر لأنه تحررها من قيود الوزن والقافية، ولجمالية قصيدة النثر التي تتجلى بجمعها بين البناء الذي تحتاجه كل قصيدة، وبين الفوضى التي يتطلبها النثر.
وقالت: أقف أمام ذاتي حرةً دون الالتزام بشكل معين متكرر في القصيدة، لا يشغلني سوى أن أنقل مافي داخلي من غضبٍ ورضا، من فرحٍ وألم دون أي مكياجٍ أو زيف.
وقد صدرت حديثًا عن مركز التفكير الحر في السعودية المجموعة الشعرية الثانية للشاعرة السورية بسمة شيخو بعنوان “شهقة ضوء”، وسبق أن صدرت لها مجموعة “عبث مع الكلمات”، التي صدرت في سوريا عن الهيئة العامة للكتاب – وزارة الثقافة، وقدم المجموعة الشاعر شوقي بغدادي.
يحوي الديوان الجديد مجموعة من قصائد النَّثر تضم 46 قصيدة في 140 صفحة من القطع المتوسط، أغلبها ذات موضوعات ذاتيّة تعكس من خلالها ذاتيتها الهمّ العام، وبعضها يحمل الهمّ العام بشكل مباشر كقصائد: “سنكون بخير”، “لستُ واحدة”، “سعيدة”، “بشرٌ لا يشبهوننا”، “شجرة”، “تحت وسادتي”، “حُلم، فزّاعة”، “سعيدة”، “طريقٌ للمقبرة”، “يوسف من جديد”، “عشاء”، “كردي” وغيرها.
من أجواء المجموعة، قصيدة “طقوسك اليومية”، وفيها تقول:
لم تكن لقهوة الصباح نكهة
قبل أن تتعرف على حلو شفاهك
أحسدها
أحسد فنجانك
كيف أن قبلتك الأولى تكون لها
وأنا أجلس منتظرة
طقوسك اليومية
تحتسي قهوتك
ترتدي حلتك
فأهرول نحوك
لأطوق بذراعتي عنقك
فتكون هي ربطتك
تشدها
وتقوم اعوجاجها
أعطيك شعري
ليكون وشاحا يدثرك
بأصباعي أشذب شعرك
أخلعها وأضعها في جيبك
أعطرك بأنفاسي
فتفوح منك رائحة الصباح
تقترب من الباب
أحبك تغادرني
كي تعاودني
وأجلس موقدة جمر أشواقي
ملقية في نيرانها كل ما أكره منك
أرسل لك قبلة كل حين
تتسلل إليك مع رنة الهاتف
بلهفه طفل
أنتظر عودتك.
* بوابة الاهرام