( ثقافات )
عمّان- صدر عن ((الآن ناشرون وموزعون)) رواية ((المد)) في طبعتها الثانية للروائيّة الأردنية سميحة خريس. وجاء ذلك بالشراكة مع دار أزمنة.
اشتملت على تمهيد استهلّت به الروائيّة قصةً للصياد الذي تحالف مع الشيطان من خلال خطة جهنمية ليحصد من خلالها أموال الفقراء، بعد ذلك تتابعت الأحداث بتطور مجريات رحلة الصياد الذي كان صيد السمك آخر ما يفكر به.
وفي رواية ”المد” مواجهة بين العوَز والقسوة مقابل الرّخاء الذي يجلبه الثراء، وهو وهم تفرزه الوحدة والحاجة في ظل الغربة.
وكتب الناقد أوروك عبّاس على غلاف الكتاب الأخير: “المد حكاية أنواتنا المكبّلة بجمرة القوى القامعة، حكاية بحثنا الدائم عن الخلاص والتي طالما قادت أحلامنا إلى دائرة السراب التي شيدتها القوى القامعة كي تدفع بنا إلى هاويتنا”.
لا يبوح النص لدى خريس بمكنوناته بل يحفل بإيحاءات ورموز دلالية، ورغم ترابط الأحداث وسيرها في اتساق واحد إلاّ أنها تنتقل عبر الشخوص أو الأبطال كأن كل واحد منها يستلم دفّة الحكاية من جهته، ويقودها وحده.
تميّز النصّ بدقة ومتانة في السرد، تعبير ووصف يجعلان القارئ يشعر وكأنه في ذات المكان الذي تدور به الأحداث، فمما كتبت: “البحر حوله خضم عظيم، تتلاشى كل الأشياء في ذاته إلا البحر، ومن سواه يعرف البحر ويعشقه! القوارب تسير في البحار والأجساد تسبح في المياه، إلاّ بحر يافا وحده يسبح في النفوس”.
تتحرّك الشخصيات في بيئات مختلفة لكن مترابطة، بتصوير لافت لمزيج العلاقات. بهذه القدرة والامكانيات الابداعية إلا أنها تحافظ على قرب الألفاظ والتراكيب من البساطة مما لايثقل على أذهان القرّاء.
ولدت سميحة عناد خريس في عمّان، وحصلت على بكالوريوس علم اجتماع من جامعة القاهرة، عملت في مجال الصحافة في الأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة، عملت منسقة وحدة التأهيل والتدريب في مركز الرأي للدراسات والمعلومات، وعضوة في المجلس الأعلى لإدارة الإذاعة والتلفزيون الأردني، وعضوة في مجلس إدارة وكالة الأنباء الأردنية. شاركت في تمثيل الإبداع الأردني في باريس، معهد العالم العربي ومعرض فرانكفورت للكتاب، ومهرجان سوليتورن السويسري.
صدر لها في مجال القصة القصيرة، عدة مجموعات قصصيّة، منها: “مع الأرض”، “أوركسترا”، “دومينو”. وفي مجال كتابة السيناريوهات، أعدّت الأعمال التالية: “ماجد وسندباد في كل البلاد”، “حاتم” في مجلة حاتم للأطفال. و مما صدر لها في مجال الرواية: “القرمية”، “خشخاش”، “شجرة الفهود”، “يحيى”، “دفاتر الطوفان”.