جماعة الأخوات تحت ستار النقاب


*نادين البدير

لم أكن أستهين بقدرة الإسلاميين على توظيف المرأة، أعرف المجهود الذي بذلوه لاستغلالها كي تدعم وصولهم إلى السلطة في الدول التي احتلوها باطنياً. لكني صدمت لمعرفة مدى التغلغل بين أوساط النساء.

لا يقتصر الأمر على تناقض يفضحه قبولهم بمشاركة المرأة السياسية (بعد الرجوع عن تحريمها) لتدخل الانتخابات وتمنح صوتها لابن الجماعة. لا يقتصر على تحويلها إلى مضغة لينة بأيديهم.. اخلعي الفستان، البسي الحجاب. اخلعي الحجاب.
ارتدي النقاب.. كعبدة تسير وفق أوامرهم دون أن تهز رأسها بالرفض أو الاستفهام. بل يرقى الأمر لاحتلال سري خفي للمجتمع النسوي طوال عقود لضمان السيطرة على الأسرة من خلال الأم.
منذ أيام قصت لي الدكتورة أمل بلهول الفلاسي، المنشقة القديمة عن إخوان الإمارات، تفاصيل الوصول إلى المجتمع النسائي في الإمارات والخليج.. المحرك الرئيسي للجماعة خطر، والتنظيم يضم بين أعضائه عتاة المنظمين من دعاة تفرقة الأوطان.
ليسوا مارقين يمكن تحاشيهم أو إهمال وجودهم. بل مدبرين يستحقون القلق منهم.“القاعدة الأكبر لجماعة الإخوان في الخليج بين صفوف النساء”. تقول الفلاسي إنها كانت ستصبح قيادية بالتنظيم حين علمت مطمعهم فأبلغت السلطات. استقطبوها وهي في الثامنة عشرة.
“يستهدفون الأذكياء والمتميزين من الطلبة والطالبات”، تزوجت أمل أحد قيادييهم فتمكنت من حضور اجتماعاتهم وسمعت ما رفضته وطنيتها فانشقت. أما هدف كل اجتماع فكان قلب النظام وإحلال نظام هش لا علاقة له بالدولة الوطنية ولا بالعروبة.
كانت الفكرة عبور عالم المرأة للولوج إلى المجتمع. فخرجت الخطة عن إطار المدن المراقبة ونزحت إلى القرى النائية والمدن التي تسكن الحدود حيث الرجل غائب للعمل بالعاصمة والمرأة وحدها هناك مما يسهل تجنيدها.
والمثير أن خطة السيطرة المجتمعية كان عمادها التزاوج وكسر إرادة المرأة وتحويلها إلى داجن يقبل التبعية للتنظيم. تزويج الأعضاء بأطراف منتقاة لدمج التنظيم في القبائل والأسر.
ويجبر العضو أو العضوة على الزواج ممن يختارونه أو يختارونها، ولو كان متزوجا يجبر على الزواج بأخرى لضمان تأثيره على أسرة الزوجة الجديدة في محاولة للامتداد بين العائلات.
الأمر إجباري وليس اختياريا فبمجرد الانضمام إلى التنظيم تصبح حياتك رهنا له وتحت إمرته. تفكيك النظام القبلي لضمان الولاء للتنظيم لا للحاكم. في السعودية تحديدا حيث المساحات شاسعة تجتهد الداعيات العابثات بعملهن الدعوي العابث لكسب أكبر شريحة نسائية. كل الأماكن مجالات محتملة للدعوة لصفوف الجماعة بشكل غير مباشر إلى درجة أن أعداد نسوية قد تحمل فكر الأخوات دون دراية.
في ندوات العبث الدعوي يعاد تشكيل هوية المرأة وشخصيتها. فيتم تلقينها كيف تأكل وتشرب وكيف تمارس الجنس مع زوجها وكيف تلبس العباءة ومن تصادق وماذا تدرس.. الخ. الخطة الشيطانية وكله بالحلال والحرام وتحت ستار النقاب.
أفكار ما عهدها أجدادنا دخلت مناطقنا وتحولت إلى تقاليد يدافع عنها المتطرفون، واتشحت النساء النقاب اقتداء بهم، أما الفضيلة فصرنا نفهمها من منظور الجماعة لا منظور الأخلاق.
وتحولت مدارس وجامعات العلم والمعرفة إلى أخصب مكان يجمعهم ويبث معتقداتهم وتطرفهم. والآن ماذا ينتظرنا؟ الأمر ليس محصورا بيد الأنظمة بل كل امرأة منا مسؤولة ومحاسبة أمام الإنسانية عن كلمة سمعتها أو موقف شهدته. قد يكون فيه مستقبل وطن.
_______
*العرب

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *