فريال الرشيد *
( ثقافات )
استضافت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام مساء يوم الأربعاء 21 يناير الجاري و بالتعاون مع سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية ومعهد جوته لمنطقة الخليج، ”
أمسية موسيقية غنائية أحيتها فرقة “تبادل الألمانية” احتفاء بالملحن والموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب وذلك بحضور المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة وعضو مجلس إدارة هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام رئيس الهيئة الدولية للمسرح،والدكتورة غابريلا لاندفير مديرة معهد جوته لمنطقة الخليج في أبوظبي وحضور جماهيري كبير من هواة الموسيقى والإعلاميين والصحفيين، وذلك في فندق نوفوتيل الفجيرة وتأتي الأمسية ضمن جولة للفرقة تقدم خلالها حفلين آخرين في أبوظبي ودبي تحت عنوان ” موسيقى عبد الوهاب تجول العالم ”
وتضمنت الأمسية مزيجا مميزا من روائع المقطوعات الموسيقية الألمانية والعربية المتنوعة للموسيقار محمد عبدالوهاب قدمها مجموعة من العازفين الألمانيين الذي صنعوا في ألحانه العربية نسيجا متجانسا من الأساليب الأوروبية المتنوعة، حيث بدأت الأمسية بمعزوفة افتتاحية للنشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة ثم توالت المعزوفات ما بين عزف الأوركسترا والغناء المفرد والثنائي بأداء من الصوت النسائي ذو القدرة العالية على استحضار أغنيات الزمن الجميل ساندي شمعون والعازف اللبناني الموهوب ربيع لحود حيث برعا في الأداء الغنائي لأغان متنوعة مثل “في يوم وليلة” و “عش البلبل” و “يامسافر وحدك” و “ياللي حبك خلى كل الدنيا حب” وغيرها من المقتطفات الغنائية بآلات موسيقية غربية حديثة.
ويذكر أن فرقة “أوركسترا تبادل” قد تأسست في العام 2010 بجهود موسيقيين من كولونيا ومصر وتركيا مستمدين إلهامهم من تجوال بعضهم في العالم العربي وحماسهم لإرثه الموسيقي.وقد خصصت ” تبادل” في أول عزف جماعي في أوروبا برنامجاً كاملاً لواحد من أعظم ملحني العالم العربي في القرن العشرين وهو الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب. حيث تقوم الفرقة منذ 2013 بالعزف مع المغني اللبناني المميز رابح لحود الذي سوف يثري الحفلات المقامة في الإمارات بالمشاركة مع المغنية اللبنانية ساندي شمعون.
ومن المعروف أن الموسيقار محمد عبد الوهاب قام بتلحين أكثر من 1000 مقطوعة موسيقية ويعد واحداً من أعظم الملحنين في العالم العربي وأكثرهم إبداعاً، كما أنه أول من أبدع الأفلام الغنائية العربية وأدخل إلى الموسيقى العربية آلات موسيقية غربية مثل الجيتار الكهربائي والبيانو وكذلك أنغام من أمريكا اللاتينية مثل الرومبا والتشا تشا.
ويعد مشروع موسيقى عبد الوهاب أكثر من مجرد مزيج من الموسيقى الألمانية والعربية حيث ربط الموسيقار محمد عبد الوهاب في ألحانه العربية أساليب أوروبية متنوعة وعناصر من الموسيقى الألمانية، وهذا ما يجعل موسيقاه متفردة “، حسبما توضح الدكتورة غابريلا لاندفير مديرة معهد جوته لمنطقة الخليج في أبوظبي وتضيف “هنا يسمع المرء البولكا أو التانجو واللتان تمتلكان وقعاً مختلفاً تماماً عندما يتم دمجهما في الموسيقى العربية. ومن خلال استخدام الآلات الموسيقية الحديثة ينشأ مزيج رائع من أنغام الرقص الشرقي والجاز والروك والفلكلور والذي يكون كلاسيكياً وحديثاً في نفس الوقت”.
وتكاد تكون موسيقى محمد عبد الوهاب غير معروفة في أوروبا لكن يحظى حفل تبادل الذي يحيي موسيقى عبد الوهاب بقيمة خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك كون عبد الوهاب ملحن موسيقى النشيد الوطني الإماراتي “عيشي بلادي” بالإضافة إلى العديد من ألحان النشيد الوطني لدول عربية أخرى.
وقد شهد الأمسية جمهور غفير ثمن ماقامت به هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام باستضافة هذه الفرقة الرائعة وإختيارها للفنان الراحل محمد عبد الوهاب لأن يكون عنوانا للأمسية مما تحمله اغنياته والحانه من معاني سامية .
* صحفية من السودان تقيم في الفجيرة