*هشام عدرة
انطلقت مع بداية العام الحالي 2015 الاحتفالية الثقافية بالملحن والمغني السوري الراحل فريد الأطرش، وبالموسيقار السوري الشهير الراحل سامي الشوا، وذلك بمناسبة مرور مائة عام على ولادة الأطرش، ومرور نصف قرن على وفاة الشوا؛ حيث قررت المنظمة الدولية للعلوم والثقافة (اليونيسكو) الاحتفاء بهما.
وستنظم في دمشق والمدن السورية الأخرى مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية بهذه المناسبة طيلة العام الحالي، إذ يجري الإعداد لتنفيذ فيلم تسجيلي ضخم عن حياة فريد الأطرش، منذ نشأته الأولى في مدينة السويداء السورية وحتى وفاته في مشفى الحايك في محلة سن الفيل في بيروت والفيلم من سيناريو وإخراج عوض القدرو، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، سيكون جاهزا ليتم عرضه في عام 2015 وكانت أولى الأنشطة في هذا المجال فعالية ثقافية استضافها المركز الثقافي العربي في حي أبو رمانة بدمشق أخيرا، وتضمنت معرضا توثيقيا لصور الراحل فريد الأطرش للفنان والناقد التشكيلي أديب مخزوم، ومحاضرة تحت عنوان: «فريد الأطرش عبقرية موسيقية كبيرة» للباحث أحمد بوبس، الذي كلفته الهيئة العامة السورية للكتاب بتأليف كتاب توثيقي شامل عن الراحل الأطرش سيصدر خلال العام الحالي.
في السياق ذاته يمتلك الموثق الدمشقي فريد المصري أكبر ملف توثيقي بالصور والأغاني للراحل فريد الأطرش؛ حيث أقام لها كثيرا من المعارض، كما سيكون له مجموعة من الأنشطة بهذه المناسبة. يقول المصري لـ«الشرق الأوسط»: «لدي تسجيلات وصور كثيرة ونادرة لفريد الأطرش وشقيقته المطربة الراحلة أسمهان، ففي أرشيفي كل أغانيهما وحفلاتهما جميعها المعروفة وغير المعروفة، ولدي وثيقة من آل الأطرش، وتحديدا من شقيق فريد (منير الأطرش) تبين أنني أمتلك أكبر أرشيف لفريد وأسمهان في العالم العربي. وكان أول لقاء لي مع المطرب الراحل فريد الأطرش في عام 1972 عندما جاء لإقامة حفلة غنائية تحت عنوان (أول همسة) في ملعب العباسيين بدمشق؛ حيث جلست معه في صالة الاستقبال وعرضت عليه بعض ما أمتلكه من أرشيف قديم عنه، فضحك وفرح باهتمامي، وقال لي: سأزودك دائما بكل ما أسجله من أغاني مباشرة. وبعد عودته للقاهرة أرسل لي رسالة موجودة في أرشيفي حتى الآن يشكرني فيها على اهتمامي بطربه وفنه».
وفي مسقط رأس الراحل فريد الأطرش، مدينة السويداء جنوب سوريا، ستقام مجموعة من الأنشطة بهذه المناسبة، ومنها حسبما ذكر لـ«الشرق الأوسط» منصور حرب، مدير ثقافة السويداء، ندوة عن فن الأطرش بالتعاون مع جمعية أصدقاء الموسيقى في المدينة، وحفل فني كبير لطلبة معهد فريد الأطرش في السويداء؛ حيث كانت وزارة الثقافة السورية قد افتتحت في عام 2010 معهدا لتعليم الموسيقى حمل اسم فريد الأطرش تخليدا وتكريما له ولإبداعاته الموسيقية.
على صعيد آخر وفيما يتعلق بالمحتفى به الآخر الموسيقي سامي الشوا ستقام مجموعة من الأنشطة احتفاء بالشوا في مسقط رأسه مدينة حلب شمال سوريا؛ حيث ولد في شهر يوليو (تموز) سنة 1885 في دار قريبة من جامع حي الهزازة بحلب وما زالت تعرف إلى اليوم بـ«حوش بيت الشوا». ويلقب بـ«أمير الكمان الشرقي»، وحسب الباحث القيم، فإن سامي الشوا ينتمي لأسرة فنية معروفة وكان والده من أهم موسيقيي حلب، وهو يعتبر من أهم عازفي الكمان في العالم العربي. وبسبب شهرته في العزف، فقد مدحه عدد من الشعراء بقصائد شعرية، ومنهم أمير الشعراء أحمد شوقي، والأخطل الصغير، وكان مشاركا في التخت الموسيقي للراحل محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، وله كتاب في تعليم الموسيقى يُدرس في مصر، وقد توفي في 23 ديسمبر (كانون الأول) عام 1965.
________
*الشرق الأوسط