عام من الضياع وأخر للحنين !


*ربيع كاتب

( ثقافات )

جميل ان نحلم و ان نأمل في الأحسن ..وجميل أيضا ان نستفيق من كوابيس الماضي ونفرط في بعض التفاؤل طمعا في مستقبل أفضل، أفل نجم عام وحل أخر والوطن العربي بين تناحر وتقاتل على بقايا تمرة فخناجر مرفوعة وحراب على حد قول الشاعر السوري نزار قباني فليبيا لاتزال تعيش وابل التمزق، ونعوش سوريا تدخل مرحلة التعفن والخراب عنوان أسود يحل باليمن، أما عن بغداد فحدث ولا حرج فلا الحجاج ولا صدام ولا المالكي ولا ولا.. نزع من جسمه”رونجارس”الغرب وقنابل الفتن.
حللت أهلا يا عام وسهلا، ايمكنك ان تقلل اليأس عن هذا الكيان وتزرع بدل الألم بعضا من بذور الأمل ؟ وتنشر بدل الكراهية عناقيد المحبة وتوزعها مثلا ورودا في شوارع هذا الوطن وتمن على الطفلة الباكية في شوارع دمشق بعض الحلوى و السكاكر وتواسيها بابتسامة وبقبلة وحضن، وتنقذ عجوزا من تقاتل الإخوة في اليمن، وترفع غبن الجهل عن ليبيا، وتعيد مجرى مياه دجلة والفرات لتسقى ارض الرافدين عزا وشأنا، ايا عام هل لك ان تستعين بعصى موسى لتحفظ ما تبقى من هذا الشتات المشتت؟ ، فالماضي اثقل كاهلنا بالاحزان حد التخم.
ايا عام نستقبلك ودموع الثكلى لم تجف ورحلة الأم لا زالت تبحث عن ابنها الشاب القابع بين فوهة الزناد والرصاصة تنتظر زف الجثث، أيا عام اي خراب قد كان واي أمل قد تحمل لنا، أرجوك ان تنظر بعين البصيرة وتعيد النظر فيما قد سطرته فما خلفه لنا الماضي لا يحمل سوى الجثث.
لعلى قد أبالغ في تفائلي واتهم أنني من مروجي الحلوى في أيام الجنائز والكفن، إلا أنني أرجو ان يحمل هذا العام الجديد بعض الأمل ونستفيق يوما ودمشق ضمدت جراعها واصبحت شوارعها تفوح نعناعا وعطرا من مقاهيها الأثرية، بدل دخان الرصاص والمدفع، كما احلم أيضا ان يتجاوز لبنان كل الصراعات ويتصالح الكل وتعود بيروت لسابق عهدها سويسرا للشرق،والعراق مجففا لمنابع الدم والقتل ويصلي السني والشيعي والمسيحي واليهودي جنبا إلى جنب في مكان واحد، ويحتضن الإخوة اليمنييون بعضهم بعضها في ساحة التغير لكن نحو الأحسن، وتعود المودة بين المصريين بين جميع طوائفه ويغترفون كلهم من النيل جرعة الحياة معا إلى الأبد، ويلقي الليبيون السلاح جانبا ويشمرون لبناء دولتهم من جديد، أما في الأخيرة فاحلم ان يعلو صوت فلسطين ليصبح ضجيجا يهز العالم وتبنى دولته ويستقل الشعب الفلسطيني من غياهب الظلم واليأس وجور العدا والقربى .
*كاتب من الجزائر

شاهد أيضاً

الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر

(ثقافات)  الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر مصطفى الحمداوي يقول أومبرتو إيكو بإصرار لافت للانتباه: “لطالما افترضتُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *