قصائد حبّ تركية/جان يوجل


ترجمة: رمزي ناري

ولد الشاعر التركي جان يوجل Can Yücel في اسطنبول، تركيا في 21 آب العام 1926، وكان والده حسن علي يوجل وزيراً للتعليم الوطني السابق، الذي ترك بصماته الواضحة في تاريخ التعليم في تركيا.

درس اللغتين اللاتينية واليونانية القديمة في جامعتي أنقرة وكامبريدج. وعمل فيما بعد مترجماً في عدد من السفارات الأجنبية، وفي قسم اللغة التركية بهيئة الإذاعة البريطانية في لندن.
بعد عودته إلى تركيا العام 1958، عمل لفترة قصيرة مترجماً ومرشداً سياحياً في مدينتي بدروم ومرمريس. ثم انتقل إلى اسطنبول ليعمل مترجماً لحسابه الخاص وكتابة الشعر.
عرف عنه ميله لاستخدام الكلمات العامية والمبتذلة في أشعاره، لكن بعض النقاد أثنوا على مهاراته في استخدامه الكلمات البسيطة والواضحة في الكثير من قصائده. ويغلب على قصائده طابع الحب والعاطفة والعائلة، فقد كانت عائلته من أهم أولويات حياته.
قام يوجل بترجمة الكثير من أعمال شكسبير ولوركا وبريخت إلى اللغة التركية. وتعد ترجماته من أجود الترجمات في تركيا لهؤلاء الشعراء الكبار.
في السنوات الأخيرة من حياته، انتقل يوجل للعيش في مدينة داتجا في جنوب تركيا، حيث توفي هناك في 16 آب العام 1999، وفيها دفن.
قصائد مختارة للشاعر التركي جان يوجل:
الزنبقة الصفراء
قد أزهرتَ كزنبقة صفراء
وأشعلتَ نارك فيّ، ومضيتَ
أفلا تفتكرنّ بأوراق الخريف المتساقطة في الحقولِ
وقد سرقتَ بيديكِ فؤادي، وهربتَ
عيناكَ اللتان كعيني غزال خائف
تضيئان كالأنوار في قلبي، وتركتَ
لي، كلمات فاتنات، كانت أحلى من الشهد
وأحرقتَ الوردة في حديقتي، وهربتَ
أنا أحترق وجعاً، والألم يعتصر قلبي
فقد أشعلتَ الدماء في عروقي، ومضيتَ
أفتش عنك، بلا كلل، كل نهار و ليل
وسهمك المسموم انتشب في قلبي، وهربتَ
أنشد ابتهاجاً وفرحاً، وليس لي أن أحب غيركَ
فعيناك قرطان في أذنيّ، غرزتهما، ومضيتَ
ولي قلبٌ نقي، لا أقدر أن أقول لا تلمسه
لكنك أطلقت رصاصة عليه، وهربتَ
أصمد أيها القلب وقاوم
تنهمر دمعتان
كروحين غريبتين،
أو كقلبين أحمقين.
والروح تنشطر
إلى نصفين
فاليوم يوم
الأحزان هو،
ويوم الافتراق
وكل زهوري
قد احترقت
في بستان الحب
كل بحار العالم تموج
من أجلك
وكل نجوم السماء تضيء
من أجلك
وكذا القمر، والشمس
كلها لك
فأنت الكل،
بالكل
فاصمد يا أيها القلب،
وقاوم
غيرة
لأنكِ أصبحتِ أهم
من كل حياتي
التي أحياها
فلا تجعلي روحي
تعلم ذلك، لأنها
ستشعر بالمهانة
منها وبالغيرة.
ولأنني قد نذرت حياتي
أن تكون كلها
لأجلكِ،
أتوسل إليك
ألا تجعلي لحظة موتي
تعلم ذلك، لأنها
ستشعر بالغيرة
منها.
الحب يعني أن تحب بلا سبب
الحب يعني
أن تحب بلا سبب
وأن تدمن أحدهم
بلا سبب
تذوب من داخلك
إذ تنظر في
عينيه – عينيها
يرتعش جسدك كله
إذ تضم يديه – يديها
ويملؤك خجل شديد،
فتنسى
كيف تعانقه – تعانقها
ولأن الحب يعني
أن تكون خجولاً حقاً
فما الحب إذن؟
أن تموت لأجل المحبوب؟
أو أن تحبه كل العمر
و تحيا معه؟
أو تغادره
خالي الوفاض
لوحده؟
فما الذي يجعل
أحدهم
أن يدمن الآخرين؟
ألحسنهم وجمالهم؟
لا أحد يعرف
كيف يرد
على هذه الأسئلة،
فبعضهم يحبون
الآخرين لحسنهم
وغيرهم، يحبون
أعزاء بعينهم
هل تسمع صوتك؟
كنت قد ناجيت المطر، وهو قد أخبرك كيف
أنه شعر بالملل من أحزاني وجعلني أبكي
وأحاطتني الأشجان، بمراثي الحداد والنحيب
أفلا تسمعنّ صوت المطر؟
ابتدأ المطر يتكلم.. هو ذا يهمي بالحب
فيكتب اسمك حيثما هطل
أغرقتني ظلمة الليل، وأنا أتسلق الجبل
وعندما وصلت قمته، هناك وجدت أحلامك
شعرت أنني ليلى، وأنت المجنون
أفلا تسمعنّ أصوات الجبال؟
هي ذي الجبال تتكلم، وتنادي عليك
أصواتها بلغت الأرض، تصرخ باسمك
عندما أنظر نحو القمر، فهناك أجدك
تدير وجهك باحثاً عني
أو لم تكن رغبتك أن تراني؟
أفلا تسمعنّ صوت القمر؟
هو ذا القمر يتكلم، باسطاً
أشعته في كل مكان، حملتُ إليه حبك
إذا أردتُ النظر نحو الشمس، فأنت شمسي
في هذا العالم، و لا أحد فيه يشبهك
وفراقك العاجل، قد أغرقني في الحزن
أفلا تسمعنّ صوت الشمس؟
هي ذي الشمس تتكلم، فارتبكت خطواتي
فأشعتها النارية تتسابق معي
أدرت وجهي نحو الأرض
وهناك رأيتك، رأيت عينيك البندقيتين
شوقي إليك عظيم أيها المحبوب، اشتقت لجمال وجهك
أفلا تسمعنّ صوت الأرض؟
هي ذي الأرض تتكلم، وترنو نحو وجهي
فكل هذا الحب الذي يملأني، مرثية حزن تركية
__________
*العالم الجديد

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *