“موشكا” رواية لعالم مجهول في جنوب الجزيرة العربية



( ثقافات )
أصدر الكاتب العُماني الشاب محمد الشحري روايته الأولى بعنوان موشكا عن دار سؤال اللبنانية، تحتوي الرواية على 184صفحة ، ويعتبر هذا العمل الأدبي الثالث للكاتب العُماني الشاب محمد الشحري، حيث أصدر كتاب في أدب الرحلة بعنوان الطرف المرتحل صدر العام 2013عن دار الفرقد السورية، وقبله مجموعة قصصية بعنوان بذور البوار، صدرت عام 2010 أيضا عن دار الفرقد. 
وتتناول موشكا عدة مواضيع منها عالم أهل الخفاء وبداية انفصالهم عن عالم الانس، كما تتطرق إلى دور المرأة في المجتمعات البعيدة عن التمدن، وإذا صح القول بأن الروايات هي وليدة الحداثة والحياة المدنية ، فإن رواية موشكا ، تخالف هذه الفكرة، حيث تدور رواية موشكا في فضاءات متعددة ومتشعبة في آن، لا تحضر فيها المدينة كمسرح للأحداث إلا لماما، حيث تتخذ الرواية من أماكن عدة مسرحا للأحداث وإن كان يغلب عليها منازل اللبان التي يشتغل فيها عمال دفعتهم الحاجة إلى مكابدة التعب في واحدة من أكثر المناطق جفافا وقسوة. 
وفي هذه الرواية تنطق كل الكائنات المكونة للبيئة المحيطة بأبطال موشكا، وهي المرأة التي فرضت ذاتها على الرواية في أكثر من وجه تارة امرأة وتارة أخرى شجرة، وفي مرات عديدة دخان يتصاعد إلى السماء، لكنها في كل الحالات موشكا التي ” لا تحكى هكذا على نفس حانقة حاقدة ومغتاظة، موشكا أوقع من كلمات ترمى في وجه الريح أو تذر في سماء الفراغ، بل تُتلى على صفاء السمع وأغوار الإنصات أو لا تقال أبدا.
لكني سأتحدث، ليس لك وإنما لوجه موشكا، لخافقها المكتوم، لروحها الساكنة هنا في منازل اللبان، حيث اختارت أن تبقى وأن يدوم ذكراها.
موشكا هي الأنثى التي قررت في ذاتها أن تكون كما هي، أنثى تعيش بروحها وتستمع لمشاعرها الداخلية، حاسة بعد أخرى وهمس بعد نفس”.
موشكا هي رواية لحكاية اللبان الظفاري الذي حيّر الكتاب وألهم الشعراء، وبحث عنه سعاة المال وطالبي الشهرة، وأهدي إلى الملوك، وقدم إلى الآلهة كقرابين. 
ويبرز في الرواية صوت الأنثى عبر بطلتين هما موشكا ابنة أهل الخفاء التي تطهرت بأن تحولت إلى موشكا، والبطلة الأخرى هي حلوت زوجة الدعن، التاجر الذي خسر تجارته وذهب إلى أماكن استخراج اللبان، الذي بحث عنه الفراعنة بعدما أكتشفوا قيمته في تحنيط موتاهم حيث وفدت على ظفار حملة من قبل الملكة حتشبسوت لتزود بكميات من اللبان، وكانت الساحرة روري ضمن الوفد الذي نساها.
إن ما يميز موشكا أنها كتبت بلغة رشيقة تختلف حسب الأزمنة والأمكنة التي تنقل عبرها الرواية، كما أنها تعتبر من الروايات العمانية القلائل التي تتخذ من المحلية الظفارية مسرحا لعدد من الأحداث المرتبطة بالحضارات المجاورة كالفرعونية والكنعانية وحضارات شرق آسيا.

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *