( ثقافات )
عمّان- احتوت مجموعة “هشّة” للشاعرة السعودية نوال المجاهد على جملة من القصائد التي تحفر في تعابير الكلمات معاني ودلالات بليغة.
في قصائد المجموعة الصادرة حديثاً عن “الآن ناشرون وموزعون” بعمّان (2015) ألوان من الاشتغالات التي تستعيد حيوات مهمشة إلا أنها تمتلك العزم والإرادة على بلوغ مرادها بحذق ونباهة:
“كائناً من تكون
أيها الملعون تنبت في أعماقي عنوة
سمّاً وزقوم
لن أدعك تهنأ بصيدك لي
أنا لي رب وروح من نور
أستطيع الخلاص
حتماً أستطيع”.
من بين عناوين قصائد المجموعة: “روح الأطفال”، “الطبيعي”، “ومضات”، “الحياة”، “مطر”، “حيرة”، “يا رب”، “كون”، “في ربيبها تتردد”، “ألف الصدود فؤادي”..
وتشي القصائد برغبة في الانعتاق من القيود لبلوغ حدود وآفاق جديدة ومعانقة عوالم يتحرر فيها الكائن من الأسى والملل:
“الله والسماء جنتي
يعتريني اليأس أحياناً
والأسى العميق
أصبح كالغريق
والله ينتشلني من داخلي وخارجي
في الصمت
وفي التحليق”.
وتبدو أنا القصيدة مثقلة بالصد والحيرة والقلق والبحث الدؤوب، لكن بوصلتها تبقى التحليق كنورس في فضاءات الكون وهي محملة بأسرار العمر من انكسار ووحدة :
“نورس طار
لأعلى نقطة
وأبعد مدار يستطيع الوصول إليه
طار
محملاً بأسرار عمره
وأعمار آخرين
تلفَّتُّ حولي
فلم أجده
بحثت
ثم بحثت بكسل
ولم أعد تلك الفتاة
تلك المرأة”.
يذكر أن نوال المجاهد شاعرة من المملكة العربية السعودية، حاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة الملك سعود، ثم شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة الإمام. لها كتابات صحفية في مجال التحقيقات والحوارات والعمود الصحفي، وخبرة في تحكيم المسابقات الأدبية، ولديها اهتمامات بالشؤون البيئية، وهي من دُعاة الحفاظ على الموارد الطبيعية.
سبق للشاعرة أن أصدرت كتابين، أحدهما “عن الحجاب”، والثاني مجموعة شعرية بعنوان “ادفع الباب”، بالإضافة إلى دراسة بعنوان “صورة المجتمع المملوكي في النثر الفني”، ودراسة أخرى بعنوان “صورة الغرب في الأدب العربي الحديث”.