سميرة عوض
(ثقافات)
افتتح مؤخرا في قاعة ري آرتي غاليري في العاصمة النمساوية معرض “وراء الحائط”، وهو الأخير في فعاليات العام، 2014 بمشاركة الفنانة الأسبانية ماريا بينا كوتو والفنانتين النمساويتين الينا اوزورت/ التركية الأصل، وسيلفيا ياسمين خان بولين/ الهندية الأصل، والفنان عبد الوهاب مسعود الأردني الأصل، المعرض الذي افتح برعاية د.روجر ليفورت، منتصف كانون الأول الجاري، نظمت على هامشه ثلاث فعاليات بالتعاون مع بلدية فيينا، حيث تم استضافه طلبة المدارس للمشاركة بندوة مفتوحة تم تنظيمها لتعريف الطلاب بموضوع اندماج الأجانب والعرب بالمجتمع النمساوي وإعطائهم أمثلة حية من قبل السيرة الذاتية لكل من الفنانين المشاركين وأعمالهم. وتأتي فكرة إقامة هذه الفعاليات جميعا على هامش المعرض مناسبة مع الفكرة الرئيسة للفنان الأردني الأصل عبد الوهاب مسعود الذي يديرالجاليري منذ تأسيسها، والذي يهدف لإيجاد جسر للتواصل بين الفنانين والمثقفين العرب والمجتمع النمساوي، ولعرض أعمالهم والتعرف على أقرانهم بالعالم الغربي.
وفي الأطار نفسه قدمت مؤخرا الجمعية الثقافية “مايدلينغر كولتورفراين” في الحي الثاني عشر بتقديم موسيقي بعنوان سحر عيد الميلاد، بالتزامن مع الاحتفالات بعيد الميلاد، حيث زار أعضائها المعرض واستمتعوا بالأعمال الفنية المعروضة، فضلا عن قضاء أمسية موسيقية يرافقها عزف على الكمان والتشيلو.
وتتزامن هذه الفعاليات مع الاحتفال بمرور عام على تأسيس “البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون” حيث يحتفي الفنان الأردني المقيم في النمسا عبدالوهاب مسعود بمرور عام على تأسيس البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون، بأمسية ختامية للعام 2014 أقيمت بالتعاون مع قاعة ري آرتي غاليري، استعرضت حصاد النشاطات الفنية والثقافية للعام 2014 والمتمثل بإقامة ثلاث معارض فنية لفنانين عرب ونمساويين، ممن ظهرت اللمسة العربية بأعمالهم، وعدد من الندوات العلمية والأدبية والفنية، إضافة إلى قرائتين من أعمال أديبتين من أصول عربية لأعمالهما الشعرية والأدبية المنشورة.
وقدم رئيس البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون الإعلامي محمد عزام خطة مستقبلية لنشاطات البيت للعام القادم 2015 والمتمثلة بنشاطات اللجنة الفنية التي تنوي تنظيم ثلاث معارض مشتركة، وإقامة ستة ورشات فنية خلال العام 2015، بالإضافة إلى تنظيم معرض فوتوغرافي بعنوان “النمسا كما أراها بعدستي”، كما سيتم تسليط الضوء على برنامج اللجنة الأدبية والموسيقية عبر أربع أمسيات أدبية وشعرية لكتاب عرب مقيمين في النمسا والدول المجاورة لها، وحفل موسيقي، كما تم الإعلان عن برنامج اللجنة العامة المسئولة عن الرحلات المنوي إقامتها في النمسا والدول المجاورة.
يشار أن الحفل أقيم بمصاحبة عزف على آلة البزق قدمه الموسيقيين عصمت عمري وأرسلان جودت المقيمان في النمسا واللذين قدما مقطوعات من إبداعاتهم للموسيقى الشرقية احتفاء بهذه المناسبة، التي حضرهاعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي في النمسا، من السفراء والملحقين الثقافيين.
والبيت العربي النمساوي للثقافة والفنون هو جمعية ثقافية نمساوية، انطلقت مؤخرا في العاصمة النمساوية فيينا، تهدف لأن تكون قنطرة/ جسر بين الثقافتين:العربية والأوروبية وتسعى لرعاية المبدعين العرب المقيمين في النمسا، بمختلف تخصصاتهم، وتتفق فكرته شعار الجاليري (ري ارتي غالري) في أن الفن موجود لبناء الجسور التي تربط بين الأمم وتذوب التنوع الثقافي في بوتقة واحدة لبناء الجسور التي تربط بين الأمم وتذوب التنوع الثقافي في بوتقة واحدة لخلق لغة عالمية لغة الفن. الذي يدعو لإيجاد ملتقى فني وثقافي في مدينة فينا لحضوره من جميع أنحاء البلاد بغض النظر عن جنسياتهم وأعراقهم ودياناتهم، وما يجمعهم هو حبهم وتذوقهم للفن والثقافة.
وعما يتميز به الفنان الأردني الأصل عبد الوهاب مسعود يقول “أستلهم عناصر أعمالي وأفكارها بالإطلاع على المخطوطات والخرائط الإسلامية والعربية القديمة، فالخط العربي يلعب دورا مهما في معظم أعالمي فأنا أمزج بين الحروف العربية ورموزها وأرقامها مع الزخارف الإسلامية”، خصوصا وأن “المتلقي الغربي معتاد منذ زمن طويل على وجود الحرف العربي، أو تعودت عينه على رؤية الزخارف الإسلامية عن طريق أعمال المستشرقين الأوروبيين في الساحة الفنية، وفي كثير من الأحيان أجد أن المتلقي الغربي له رغبه بمعرفة المزيد عن حضارتنا وثقافتنا العربية، لذا أحرص فيها دائماً على الجمع ما بين النظرة المعاصرة الغربية وجماليه الشرق وسحره، والمزج ما بين الألوان الدافئة في إطار من الابتكار والحداثة، هدف تقديم روح جديدة للفن الشرقي بالمغترب وتطويره ليتناسب مع الحياة اليومية سواء للمقتني الغربي أو الشرقي على حد سواء”.