معرض تشكيلي لسميرة عوض يحتفي بالزيتون والبيوت



( ثقافات ) 

يتواصل المعرض التشكيلي الشخصي للزميلة سميرة عدنان عوض بعنوان (أ. ب. ج. د)، والذي افتتح مساء الخميس 18 كانون الأول 2014 برعاية العين فيصل الفايز في قاعة رفيق اللحام – منتدى الرواد الكبار/ أم السماق، بحضور أكاديميين، تشكيلين، فنانين، أدباء، إعلاميين، أعضاء المنتدى، والعائلة. 
وكتبت عوض في رقاع الدعوة، أن المعرض “بمثابة تحية…”، مطلقة عليه (أبجد.. أ..ب..ج..د)، بوصفه أول معارضها التشكيلية الشخصية، مستلهمة الدروس الأولى التي يتعلمها التلميذ في صفه الأول.
“أ.. ب.. ج.. د..
أ: أب.. أم.
ب: بيت.. بيوت.
ج: جد.. جدة.
د: دار.. دور”. 
وهو ما توضحه بقولها “الأب والأم” هما أول الكائنات وأهمها في الحياة، ترتبط بهما حياة الوليد، كما أن الجد والجدة، هما من سعادتهما تضاهي سعادة “الأب والأم” بالأحفاد، والبيت هو بيت الأسرة الصغيرة، فيما الدار هي دار الجد والجدة، ومن هنا جاء المعرض في جزء كبير منه احتفاء بسيرة الطفولة الأولى ومنازلها وبواباتها.
وعوض التي تسأل في رقاع الدعوة: لماذا أرسم، لتجيب نفسها بالقول: “لأنني تعلقت باللون منذ طفولتي الأولى حيث خيطان أمي الحريرية صيفا تتحول للوحات مطرزة تزين جدران ورفوف وطاولات البيت.. وخيطان صوفها شتاءا تتحول لدفء يشع في عيوننا وقلوبنا..
لماذا أرسم؟ 
لأنني مسكونة بالحنين لأقمشة مدهشة بألوانها ونقوشها تتحول بين يدي أبي لستائر تمنح النوافذ دهشتها حينا.. وتهب المقاعد فخامتها حينا آخر.. هو الحنين لأخشاب منحوتة بأشكال زخرفية.. معشقة بألوان أنيقة تتحول بين يدي أبي لإطارات تضم “لوحات أمي المطرزة”.. 
والزميلة عوض توجه تحياتها لثلة من الأصدقاء مؤكدة أن “رسوماتي بمثابة تحية وفاء لأستاذي الفنان رفيق اللحام.. الذي مذ شاهد مشاركتي اللونية في معرض (المرأة الأردنية المبدعة/ منتدى الرواد الكبار).. أصر على منحي خلاصة خبرته الإبداعية في دروس مكثفة في مرسمه/ بيته العامر برفقة رفيقته.. رسوماتي تحية لكل الأحبة في منتدى الرواد الكبار ولعائلتي الكبيرة والصغيرة.. ومن قبل ومن بعد للعين فيصل عاكف الفايز..”
ووجهت عوض تحيتها لكل الأصدقاء والصديقات ممن لبوا نداء اللون ومنحوا وقتهم لمشاهدة معرضها الذي قدم 47 لوحة مختلفة المدارس والأحجام والثيمات، أغلبها بألوان الاكريليك، مطلقة تسمياتها الخاصة على أعمالها وهي: فضاءات، تأملات، حرية 2، وجود، تأملات 2، بيوت الناس، بيوت زرقاء، بيوتهم، مدينتهم، خماسية الذهب/ مونوبرنت، كما استخدمت حبات الزيتون الطازجة في رسم جدارية “ثلاثية الزيتون”، ومنها جاءت ثيمة الاحتفاء بالزيتونة بوصفها شجرة الدهر المباركة، والتي انتشرت غصونه في أرجاء المعرض موزعا في زجاجات –معاد تدويرها- مزينة بالخيش الطبيعي،
مرافقا للشموع في إشارة لزيتها “الذي يكاد يضيء”، وزين شريط المعرض الذي جاء من الورق البني التقليدي مزينا بغصن زيتون، فيما زين المقص بالخيش الطبيعي وخيوط القنب، فيما حلت “بليتة الألوان” مكان صينية المقص، لتكون عوض أول من يستخدمها بهذه الطريقة، بحسب ما شهد أستاذها شيخ الفنانين رفيق اللحام، فيما ابتكرت “دفتر ذاكرة المعرض” من ورق الصحف، وحملت صفحاته الرسوم التجريدية، فيما اكتسى القلم بورق الزيتون الطبيعي.
كما استخدمت عوض “القهوة” التي جاءت بعناوين منها: فضاءات2، مزاج القهوة3، تماثل، نوافذ القهوة، شرفة القهوة، وأقواس القهوة. 
وشكلت لوحاتها “مدينة زرقاء4” زاوية خاصة للمدينة المعاصرة بشكلها الحداثي الأقرب للتجريدي، وليس بعيدا عنها لوحاتها “هالة زرقاء 4″، فيما جسدت لوحاتها الكبيرة “حالات3” ثيمة العلاقات الاجتماعية والإنسانية المعاصرة بطريقة مبتكرة. 
وعوض التي تحتفي بالبيوت بعامة، والتراثية منها بخاصة والتي حضرت في لوحاتها: بيوت صنعاء، بيوت السلط، وبيوت القدس، بيت بعيد، كما حضر في لوحاتها: باب في البال، باب الجد، باب الجدة، بوابة الطفولة، وياسمينة ستي.
وجاءت لوحتها التجريدية “أسئلة” خاتمة لمعرضها الضاج بالأسئلة الوجودية التي لا تمل من إطلاقها، سميرة عوض التي لا تكف عن التورط الجميل في أفكار إبداعية ومبتكرة.. 
والزميلة عوض التي سبق وأن شاركت في عدد من المعارض التشكيلية الجماعية منها: معرض المرأة المبدعة/ منتدى الرواد الكبار، معرض “غزة الكرامة” في جاليري الدغليس والذي خصص ريعه لدعم غزة، تشكيليو الرواد الكبار، وجاليري اللويبدة، تعلن سعادتها عن افتتاح معرضها بالتزامن مع الاحتفاء باللغة العربية، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي أعلنته منظمة اليونيسكو عام 2012 ليوافق 18 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، وهو اليوم الذي أدخلت فيه اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة عام 1973، خصوصا وان معرضها حمل عنوان “أ..ب..ج..د”،
كما حمل ديوانها الشعري الأول عنوان “أبجدية القوس” مجسدة شعارها الخاص “أقرأ.. أكتب.. وأرسم بالعربية”.
وعوض حاصلة على درجة البكالوريوس في اللغـة العربـية والفلسـفة من الجامعة الأردنيـة عام 1987،صحفية في دائرة الثقافة والفنون في جريدة الرأي، مقررة اللجنة الثقافية لمجلس أمانة عمان الكبرى 1999-2009، عضو نقـابة الصـحفيين الأردنيـين، عضو رابطة الكـتاب الأردنـيين.
ساهمت في نشر ثقافة الفرح إعلاميا، من خلال عملها كإعلامية لمهرجان جرش للثقافة والفنون 1995ـ2007. تولت التغطية الإخبارية لمجلس الأمة في الأعوام (1989-1999)، أرقها غياب المكان في الأدب الأردني، وفي الدراما الأردنية، فحضر في نصوصها وأفلامها، وعبر صفحتها “أماكن في القلب” في صحيفة “الرأي” لثلاث سنوات. 
صدر لها ديوان شعـر”أبجـديـة القـوس” عام 2001، لديها المخطوطات التالية “تضاريـس وشـفق”/ مجموعة قصصية.”الطفلـة”/ مجموعة قصصية، “قادمة لترجمة التعب”/ مجموعة شعرية، “أماكن في القلب”/ حوارات عن أماكن المبدعين، “حوارات” مجموعة لقاءات حوارية مع مبدعين أردنيين وعرب. “اسم لا يحمله أحد”/ مجموعة قصصية للأطفال. مؤلف مشارك في كتاب “المكان” الصادر عن وزارة الثقافة 2004 ، مؤلف مشارك في كتاب “عمان كما يراها المثقفون” الصادر عن رابطة الكتاب2005، منسقة اللجنة الإعلامية لمئوية عمان 2009، رئيسة تحرير نشرة القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 / الصادرة عن وزارة
الثقافة الأردنية.
عملت أيضا رئيسة تحرير لمجلة أنت/ مجلة العائلة الأردنية لعامي 2005و2006، ومعـدة برامـج تلفزيـونية ثقافية ووثائقية واجتماعية، كما عملت منذ العام 1987 محررة وصحفية ومديرة تحرير في عدد من المجلات الثقافية والصحف الأسبوعية..

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *