مهرجان كرامة لأفلام حقوق الانسان يختتم دورته الخامسة




سميرة عوض

( ثقافات )



أختتم مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان فعالياته بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لإعلان حقوق الإنسان، وسط حضور جماهيري كبير وكان المهرجان خصص تكريم الكرسي الفارغ “هذا العام، ليس ثمة كرسي فارغ واحد فقط، حيث أن مهرجان كرامة يقدمه لكل الشعوب العربية، ممن صارعوا النزوح والمعاناة، تكريماً منا لشجاعتهم ولثباتهم، وللتأكيد على ضرورة الإلتزام والواجب الدولي تجاه هذه المعاناة غير المسبوقة لكل اللاجئين والمنفيين من أفرادٍ وعائلات، من نساء ورجالٍ وأطفال. إلا أنه وقبيل حفل الختام بقليل تم أغتيال وزير فلسطيني على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي، فاستهلت سوسن دروزة كلمتها بالقول “ومن الغائبين هذا المساء، وزير الأسرى والمحررين الفلسطيني، زياد أبو عين، والذي قتل من قبل جيش الإحتلال، في بلدة ترمس عيا، تاركاً كرسياً فارغاً آخرَ ملءَ هذا الفضاء”. 

حفل الختام الذي شوهد فيه الكرسي الفارغ، والحقيبة/ شعر المهرجان لهذا العام، شارك فيه الفنان كمال خليل بأغنيات تعلي من الشهادة وتنتصر لحقوق الانسان.

هذا وتواصل مهرجان كرامة على مدار ستة أيام في المركز الثقافي الملكي، المهرجان الذي تنظمه جمعية المعمل 612 للافكار، بالشراكة مع المركز الثقافي الملكي، كما في كل عام في هذا الوقت من السنة، بالتزامن مع الأحتفال باليوم العالمي لحقوق الانسان، حيث أختتم الاربعاء 10 كانون الأول إحتفالاً باليوم العالمي لحقوق الإنسان، بمشاركة أكثر من 44 فيلماً روائيا ووثقائياً وقصيراً، تمثل موضوعة “الحرب والنزوح “، الثيمة الأساسية للمهرجان في هذه الدورة.

كلمة مديرة المهرجان: سوسن دروزة

وألقت مديرة المهرجان سوسن دروزة كلمة قالت فيها:

جاءت هذه الدورة من المهرجان، كرحلةٍ تحليليةٍ شمولية ومتفحصة سلطت الضوء على قضايا حقوق الإنسان في المنطقة العربية والعالم، وكرست لنقاشِ موضوعة “الحرب والنزوح” وآثارهما وتداعياتهما، وركز على تفكيك العلاقات الموجودة وتحليل الفروقات الثقافية والاجتماعية بين الإنسان في الدولة المستضيفة للاجئين، وبين الإنسان اللاجئ والمبعد عن وطنهِ، كما حثّ على ضرورة نقاشِ هذه الموضوعة، وتأملها وتمحيصها، بغاية رفع الوعي حول أوضاع اللاجئين في الوطن العربي، وبغاية زيادة الجهود وتدعيمها نحو خلق حلول تحترمُ الكرامة الإنسانية، وتضعها معياراً لا يمكن التخلي عنه.

“بعد ستة أيام متواصلة، أخذتنا بها السينما والفنون في رحلةٍ جديدة عبر منبر مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان بدورته الخامسة، من خلال عرض 44 فيلماً وثائقياً وروائياً، قصيراً وطويلاً، بالإضافة إلى عدد من الفعاليات الموازية، كالمعارض الفنية والندوات وورشات العمل وعروض موسيقية ومسرحية، تنبعُ كلها من أملنا في حياة تتوجها الكرامة وتصبُ في سعينا الدؤوب نحو تحقيق العدالة الإجتماعية للإنسان، أينما كان، وأينما ارتحل.”

“وفي ختام الدورة الخامسة من مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان، نشكرُ فريق المهرجان ونشكر الشريك الرئيسي “المركز الثقافي الملكي”، والداعمين، والرعاة والشركاء، كما نشكر أيضاً ضيوف المهرجان من فنانين ومخرجين ومنتجين وصحفيين ونشطاء، ونصافح بقلوبٍ يملأها الحب جمهور كرامة المخلص، والواعي والمعني بالإنسان وبهمومه وبقضاياه.

وفي الختام دعت دروزة ضيوف المهرجان وفريق كرامة من العاملين والمتطوعين للمسرح لأخذ صورة تذكارية. 

أبو سماقة: شراكتنا مع “كرامة” 

من جانبه صرح مدير عام المركز الثقافي الملكي، محمد أبو سماقة، مؤكداً “إن شراكة المركز الثقافي الملكي، مع مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان، يأتي لأهمية المهرجان وجديته، ومساهمته الحقيقية في الحراك الثقافي في الأردن. ومن هنا يأتي حرصنا على الشراكة، وللسنة الخامسة على التوالي، مع هذا الحدث الثقافي الهام (مهرجان كرامة)”.

الخطيب: جزء من الواقع 

كما وأشار المدير الفني للمهرجان، المخرج إيهاب الخطيب “إن أفلام المهرجان لهذا العام تم إختيارها لتعكس جزء أساسي من الواقع الحالي الذي تمرُّ به المنطقة وأهمها الحرب والنزوح، وتأثيرها على الإنسان وعلى بنية المجتمع في الوطن العربي. وتناقش بعض الأفلام عدد من القضايا المتعلقة بالمرأة والطفل وآثار الحروب والنزوح عليهم.”وأضاف الخطيب “يتيح كرامة فرصة إستثنائية أمام المتلقي لمشاهدة أفلام لا تُعرض عادة – في دور السينما، أو شاشات الفضائيات – خصوصا الأفلام التي تتمحور حول حقوق المرأة والحقوق السياسية والإجتماعية، واللاجئين، والأطفال والتغييرات بعد الثورات العربية،وإنتهاكات حقوق الإنسان والتوق للعدالة الإجتماعية. وحيث أن العديد من هذه الأفلام تتعلق بالشأن السوري والفلسطيني، نجد أنفسنا أمام مشهد سريالي فوق فكرة الإختبار من هول الإنتهاكات ضد الإنسان .. ضحيتها الإنسان والمكان.” 



اليوم الأول

انطلقت فعاليات مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في دورته الخامسة (الجمعة 5 كانون الأول في المركز الثقافي الملكي) برعاية مدير عام المركز الثقافي الملكي محمد أبو سماقة وحضور كثيف من الجمهور، والبادية كانت افتتاح معرض “ضمير الفن” للفنان السوري همام السيد في قاعة فخر النساء زيد، تلاها حفل الافتتاح الرسمي على المسرح الرئيسي الذي أحتشد بالجهمور بحضور أبو سماقة ونقيب الفنانين الأردنيين ساري الأسعد، وبمشاركة موسيقية من الفنان الفلسطيني شادي زقطان تجسد موسيقى اللجوء، هي الموسيقى الهاربة من القتل والتدميرِ والأنظمة القمعيةِ، هي قصة الشعوب التي نزحت وهُجّرت واستبيحت دماؤها … هي أوجاعُهم فرادى ومجتمعة… مشاركة من الفنان الأردني أحمد العمري الذي حمل حقيبته ودخل المسرح معبرا بكلمات تجسد المرحلة، ومعاناة البشر جراء النزوح والحروب وهي الثيمة الأساسية للمهرجان في دورته الخامسة، كما ألقت مديرة المهرجان سوسن دروزة كلمة أعلنت فيها إنطلاقة المهرجان، مؤكدة أن “مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان يستذكر هذا العام كل المبعدين عن أوطانهم، كل الذين أجبروا على ترك بيوتهم، يستذكر كل المهمشين، واللاجئين والنازحين، كل المصابين والذين رحلوا ولم يعودوا بيننا اليوم. من هنا سنواصل البحث الدائم عن العدالة من خلال منابرنا ومن خلال الفيلم والفنون والنشاط الحقوقي، حتى نعيد لأولئك الذين جُردوا من حقوقهم ما فقدوه.كما قدم سائد أنضوني منتج فيلم “المطلوبون الـ18″ فكرة عن الفيلم الذي تواصل العمل به لخمس سنوات”.

اليوم الثاني 

تواصل اليوم الثاني للمهرجان على المسرح الرئيسي بفيلم “أنا إنسان” الأردن، “بلدنا الرهيب “/ سوريا، وعلى المسرح الرئيسي بفيلم “رومن اسطنبول”/ تركيا، و”هيومانكسوس”/ أمريكا، وشهد الجاليري مشروع صوت– ارض العون القانوني، وندوة “المساحات الامنة: في الوطن وفي النزوح”، وعرض على المسرح الدائري “البيت الثالث”/ العراق، “غرفة بملايين الجدران” سوريا، “محترف كرامة”، “الله أكبر”/ ألمانيا، و”قصة ثورة”/ انتاج مشترك سوريا تركيا أمريكا، وحفل موسيقى كرامة/ شادي زقطان.

اليوم الثالث

وتواصل مهرجان كرامة لأفلام حقوق الانسان الخامس بورشة سينما بلا حدود/ فندق الريجنسي بالاس – قاعة المؤتمرات، وتواصل على المسرح بندوة بعنوان دور الميديا والسينما في الثورات العربية، تقديم: معهد السينما وحقوق النسان ومناصرتها ، ثم فيلم: الجيل الملعون، وعرض على المسرح الرئيسي فيلم “انتهت اللعبة” إيران، ومن الدنمارك” محاربون من الشمال”، و فيلم “العودة الى حمص”، وفي المسرح الدائري أفلام “رغم أني أعرف أن النهر جاف”، “مقلوبة/ فرنسا فلسطين”، “حلوان أنا”، و”بيت ترقيع”. كما قدم الموسيقي الفلسطيني شادي زقطان أمسية موسيقية على المسرح الدائري “موسيقى كرامة”. 

اليوم الرابع

تواصل مهرجان كرامة لأفلام حقوق الانسان الخامس بورشة سينما بلا حدود/ فندق الريجنسي بالاس – قاعة المؤتمرات، وأقيمت فعالية “يمكن للصور أن تتحدث” في المسرح الدائري والتي نظتمها منظمة كير الدولية في الأردن، وتواصلت العروض على المسرح الدائري بافلام : طائر القفص/ بنغلاديش، الرمان ثمر الجتة/ إيران، طيران/ ألمانيا، ترتيلة لليلة واحدة/ إيران، لا شيء كالبيت/ الأردن، وعلى الدائري عرض أيضا افلام: إنسان/ ألمانيا، ثلاثة حروب لميلاد/ الأردن، الوحدة/ اسبانيا، تعذيب/ ألمانيا. 
وعرض على المسرح الرئيسي فيلم ضحايا جانبية/ إيطاليا، ومن المغرب فيلم “هم الكلاب”، وعرض على المسرح الرئيسي فيلم “المساجين”من اسبانيا، ويوميات شهرزاد/ لبنان.

اليوم الخامس

تواصل مهرجان كرامة لأفلام حقوق الانسان الخامس بورشة سينما بلا حدود/ فندق الريجنسي بالاس – قاعة المؤتمرات، وتواصلت العروض على المسرح الرئيسي بفيلم “الحياة : براءة اختراع” وهو انتاج مشترك ألمانيا النمسا، ومن السويد فيلم “جوهر الإرهاب”، وعلى المسرح الرئيسي فيلم “ما لا يمكن غفرانه: رواندا”/ المانيا، وعرض المسرح الدائري أفلام “رحلة في الصندوق”/ فرنسا،”الخوف الأكبر”/ إيطاليا ، ومن المانيا “بحر في أرض العجائب”.

كما قدم العرض المسرحي “ونحن نسامح؟!” للمخرجة سوسن في التاسعة على المسرح الدائري.

“ونحن نسامح؟”

عمل مسرحي بفكرة اخراجية ترتكز على الكلمة والتشخيص ولغة جسد تزج بالمتلقي في العرض المشوق، تقدمه المخرجة سوسن دروزة في مسرحيتها “ونحن نسامح؟”، والتي عرضت ضمن فعاليات مهرجان كرامة لافلام حقوق الانسان في دورته الخامسة، على المسرح الدائري في المركز الثقافي الملكي.

تستأنف دروزة في عملها الجديد رؤاها التي تعكس “الواقع السيريالي”، وتستلهمه، في محاولة جادة لتقديم “مسرح العنف”، حيث “في مسرح العنف.. رجل واحد/ شخصيتان.. مذبح وطقوس إنتقام، في واقع سريالي ينزف دما.. محاولات لرتق منظومة أخلاقية تنشطر.. وتأرجح في عالم من شظايا.. أن نسامح؟ هل يعني ذلك شيئا؟”!، وهذا التساؤل هو محور العمل المسرحي في فصوله الثلاث.

وجهان لشخص واحد، حيرة وشكوك تصيب المشاهد، وتعكسها خشبة المسرح، حيث الجدل يدور بين الشخصية الواقعية/ والشخصية المسرحية، يقدمهما الفنان أحمد العمري ود.الحاكم مسعود، أحدهما يجابه الاخر بالواقع والحقيقة، الفصل الأول يناقش فكرة”الانتقام”، والفصل الثاني يناقش: “الواقع السريالي.. الواقع.. الواقع؟”، والثالث: “الغفران.. هل نسامح؟”. 

وتنطلق فكرة المسرحية من قصة واقعية، فهذه المسرحية هي استرالية بتصرف إنساني عام، لها علاقة كبرى بقراءة الواقع المعاصر، وقمنا بتعريبها من خلال الإسقاط على واقعنا نحن.

اليوم السادس

تواصل مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان، على المسرح الرئيسي، فيلم «لامي» من فرنسا واليابان، فيلم «البحث عن سريس» من فلسطين والإمارات، كما عرض على المسرح الدائري، الأفلام: «تعال والعب» من ألمانيا، و»حذاء من تريست» من ألمانيا، و»الماكنة المباركة» من إسبانيا، ومن ثم عرض على المسرح الرئيسي، فيلم «الدمية» من أفغانستان، و»ثائر كل يوم» من النمسا وسويسرا.

ما ميز “كرامة” 2014

شملت نشاطات الدورة الخامسة من “كرامة” عرض لأكثر من 44 فيلماً روائياً ووثقائياً وقصيراً تم إختيارهم بعناية حيث تُعد الأفلام المُختارة من أهم الأفلام العربية والدولية التي تم إنتاجها مؤخراً. ومن الدول العربية المشاركة إضافة إلى الأردن، فلسطين، سوريا، مصر، العراق، لبنان، تونس، والمغرب. ومن دول العالم: فرنسا، هولندا، ألمانيا، سويسرا، انجلترا، أسبانيا، إيطاليا، تركيا، بنجلادش وأفغانستان وغيرهم. سيشارك في المهراجان عدد من أبطال الأفلام المعروضة،والمخرجين، والمنتجين، والذي ساهموا بمناقشة العروض مع الجمهور العام والمتخصص.كما إستضاف “كرامة” ونظم عدد من الأنشطة الثقافية الموازية ومنها: موسيقى كرامة، والتي تأتي هذا العام تحت عنوان “الموسيقى الهاربة” الذي شمل عرضين موسيقيين للفنان الفلسطيني شادي زقطان، ونظم معرض فني بعنوان “ضمير الفن” لأعمال الفنان التشكيلي السوري همام السيد.

كما ونظم المهرجان ورشة عمل “سينما بلا حدود”، وهي ورشة لتدريب ناشطين وحقوقيين وعاملين في صناعةالسينما على كيفية إقامة مهرجانات لأفلام حقوقالإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبالشراكة مع “أفلام ذات قيمة” من منظمة العفوالدولية، ولأول مرة خارج مدينة لاهاي. بإشراف الإعلامي والمنتج أيمن البردويل كأحد مؤسسي مهرجان كرامة والذي سيشارك عدداً من الإعلاميين والمخرجين الأوربيين في التدريب الذي حضره مشاركين من 10 دول من الوطن العربيهذا العام، وبالشركة مع “أفلام ذات قيمة”، وتهدف الورشة إلهام ومساعدة المشاركين في التغلب على التحديات خلال تنظيم المهرجانات الخاصة بهم في بلدانهم


شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *