رواية هندية ضدّ التزمّت والتطرف

هذه فقرة من رواية: «وادي الأقنعة» للكاتب الهندي توران تيجبال المولود عام 1963، والذي يحظى الآن بشهرة عالميّة حيث ترجمت أعماله إلى لغات عدّة خلال السّنوات الأخيرة. بطل الرواية المذكورة يدعى «كارنا». وهو قاتل محترف يعمل لحساب عصابة من جبال «الهيمالايا» يقوم أفرادها بترويع سكّان السّفوح والأودية. غير أنه يختار ذات يوم الانفصال عن العصابة ليجد نفسه عندئذ ملاحقا من قبل أفرادها بهدف قتله حتى لا يفضح جرائمهم. ويقوم كارنا في ليلة موحشة بتسجيل وقائع من حياته، مبرزا تأثيرات الأساطير الشعبيّة عليه. ومن خلاله، نحن نفهم كيف يستبدّ التزمّت بالأفراد والجماعات، وكيف يستولي الجنون عليهم ليصبحوا غير قادرين على السّيطرة على أنفسهم. والرواية كما يراها صاحبها إدانة للتطرّف بجميع أشكاله وألوانه، سياسيّا كان أم إيديولوجيّا، أم دينيّا أم غير ذلك.

ويضيف تارون تيجبال قائلا: «في روايتي تحضر شياطين الهند. وأنا أعتقد أن أوصافا مثل «بسيط»، و»طاهر» خاطئة وخطيرة. الحياة الحقيقية متعدّدة، ومعقّدة، وغير طاهرة. وكل الروايات العظيمة تثبت هذه الحقيقة».

ويعيش تارون تيجبال في أحد أحياء جنوب العاصمة دلهي. وقد وصفته جريدة «الجارديان» البريطانيّة عام 2007 بأنه «واحد من عشرين شخصيّة تمثّل النّخبة الهنديّة»، وأمّا «بيزنيس ويك» فقد اعتبرته «من أكثر الشّخصيّات أهميّة في بلاده». ويدير تارون تيبجال مجلّة «تيهيلكا» الواسعة الانتشار. وهي تنشر تحقيقات رائعة ومثيرة عن القضايا السياسية، والثقافية، والاجتماعيّة في الهند. كما أنها فضحت العديد من عمليّات الفساد الأخلاقي والمالي، وأدانت العديد من المظالم. وشعار هذه المجلّة هو: «حر، عادل، ومن دون خوف». وفي روايته الأولى التي حملت عنوان: «خيمياء الرّغبة»، يروي تارون تيجبال قصّة حبّ عنيفة ليبيّن أن الشّهوة الجنسيّة هي المتحكمة في العلاقة بين الرجل والمرأة وليس الزّواج. وفي روايته الثانية «قصّة قتلتي» يغوص بنا في عالم السياسة الهنديّة من خلال تجاربه الخاصة في عالم الصّحافة. وقد أثارت هذه الرواية غضب العديد من السياسيين حتى أن صاحبها لجأ الى طلب الحماية من الأمن خوفا على حياته.

_____

*الاتحاد