جمعة اللامي *
( ثقافات )
لطالما رايتُ سيرغي يسينين مُتقنّعاً بوجهي ، أنا السكران الأخير المعروف بإسم حكمة الشامي
على مائدتي الوحيدة حيث العزلة المرحة في بار غاردينيا
بين الفتيات الهيبيّات يقترضنَ الدرهمَ الأخير في جيبي،
داخل معارة متوسدا خشبتي على ساحل البحر المتوسط
في منزل خشبي مُعلَّقٍ ببيروت
معانقاً جُثّةَ حصانٍ نافقٍ على جُرفٍ بدجلة ،
اصابعهُ اصابعي
وقصائدهُ كلماتي
في زنزانةٍ معتمةٍ بسجن الحلفاء القوميين ،
قي غرفة مؤجّرة بمنزل ” أم شمعون ” بالبتاويين ،
بين الكراسي في “بار الأمة” بالباب الشرقي ، ينشد آياتٍ مِنْ ” من قتل حكمة الشامي “
في الطريق الى “مقبرة الوافدين” بالشارقة ..
بعد ان تباعدت بيّ المسافات نحو ” وادي السلام “.
أراه فيَّ ، يتيماً يعيدُ الركبانُ حكايات سُكرهِ
وفي قصة حب فاشلة … !!
آه يسينين …
أنا السكران الأخير احملُ نعشي وحيداً
وأشيّعُ تاريخي ،
مثل فيلٍ أبيض.
آه يسينين
ما اقصر هذه الرؤيا !!.
* أديب من العراق يعيش في الشارقة
( النص من موقعه الشخصي على الفيس بوك )