إبراهيم المصري *
( ثقافات )
قِرطُ الجميلةِ الذي سقط في فؤادِ أحدهم
أو في نظرةِ إحداهن
أمضى الجميعُ الليلَ بحثاً عنه
كأنهم يبحثون عن لصٍّ
كان شغوفاً بما يكفي
لكي يدسَّ أصابَعه في جيوبهم
وفي حقائبهن
وحدها الجميلةُ
تلمسُ حلمةَ أذنِها بحنان
فتومضُ الحلمةُ كأنها
فقدت عزيزاً وإن كانت لا تبكي… …
… … وإنما
تشعرُ بحرارةِ نظراتٍ تُذيبُ القِرط
وبأصابع تداعبه دائماً
وبإحساسٍ يشبهُ الشروعَ في جناية
وبفصوصٍ لا يُعرف
من أي بحارٍ جُلِبَت
وإن كانت الجميلةُ قبل فقدان قرطِها
تشعر بأمواجٍ تلامسُ حلمةَ الأذن
ثم تذوبُ في لطفِ إنتشاءٍ أنثوي
كأنه البكاءُ على والدٍ ميت
كان قد اشترى لها هذا القِرط
أو على عاشقٍ
كان قد علَّق جسدَها في وميضه
ثمة قصصٌ أخرى
كان الجميع يمتصون بها شرابَهم
ويتبادلون الأنخابَ في صحةِ لصٍّ
ربما اختفى… …
في قلبِ أحدهم أو في نظرةِ إحداهن
يُشار إلى السُكْرِ أحياناً
على أنه.. تَعْتَعَة
وتشبه الكلمةُ قِرطاً في تأرجحه
على كتفِ جميلة
مُقبِّلاً عُنُقَها…
أو ساهياً عنها بقراءةِ كتبِ الحظ
والجميلةُ لا تعرف
ماذا ستقول للحلمة
حين تعودان إلى البيتِ وتتواجهان في المرآة؟
الحزنُ بضمورِ عضلةِ القلب
والفقدُ بانتهاءِ حفلٍ…
يحاول فيه رجالٌ ونساء
موازنةَ الأنفاسِ بالأنفاس
وضياعُ قرطِ الجميلةِ أفقد الجميعَ اتزانهم
كأنه كان الدليلَ الذي سوف يُزوِّجَهم
ويُفضي بهم لحياةٍ سعيدة.
* أديب وإعلامي من مصر يعمل في الإمارات
**من كتاب “قهوة فاخرة لمزاجٍ عاطل ـ 2013 مخطوط”