ترجمة: مريم حيدري*
( ثقافات )
1
ثمة أحد ما كان هنا
جلب لي باقة أزهار
فكّر بي وهو يشتريها
ورآني أضعها في المزهرية
ثم علت وجهه ابتسامةٌ
ثمة أحد ما كان هنا
وقد ذبل مع الأزهار.
2
أغلقتَ الأبواب كلّها
وأسدلتَ الستائر
المجيب الآلي يتحدث نيابة عنك
لكنني ما زلت هناك
في فم امرأة تقبّلها
وإن نظرت نحوها
فسأخرج من عينيها
أشعلُ سيجارتك
ويتسع الظلام.
3
كنت أريد أن أغادر خيالك
وأضرب العِرقَ الذي يسير مسرعا نحو قلبك
أضرب
وأقطع كلّ شيء
بسكينٍ شحذتَها لي بيدك
لكنني
واقفة هنا
واقفةٌ وأرمق يدي حائرةً
يدي التي احترقت
تحت أمطارِ قُبلِك
ولا أستطيع
لا أستطيع
لا أستطيع
أن أجد كلماتي الخافقة
بين رمادها.
4
الكلمات جرحتني
في هذه الغرفة الصغيرة
غير أني لا أستطيع أن أكتب الشعر
أعدْني إلى بحري في الجنوب
إلى جرح لا نهاية له
الجرح الذي جاب جسدي كلّه
ويريد الآن
أن يهجرني للأبد.
5
ها قد رحلتَ أنت
وساعة الحائط لم تعد تتحرك
العقارب تدور في قلبي
وتشقّ لحمي ودمي
والوقت
الوقت
الوقت
ليس شيئا بإمكاني أن أوقفه.
* الصورة الأولى للشاعرة أيدا عميدي
الصورة الثانية للشاعرة والمترجمة مريم حيدري