ثلاثية الصحراء للناصر خمير: السينما كأداة للبحث عن الذات


* ابتسام القشورى

( ثقافات )

أن الأمم التي لا تعرف تاريخها ولا تهضم تراثها وتتصالح معه، لا تستطيع أن تتقدم أو تبدع في أي مجال من المجالات هذا ما يذهب اليه المخرج التونسي ناصر خمير الذي يرى أن للحضارة العربية الإسلامية وجه مضيئ لم يستطع ابناؤها أن يظهروه لأنهم يجهلون هذا الإرث الحضاري المتميز كما أن لديهم أزمة ثقة في هويتهم .
فكانت محاولات الناصر خمير المولود سنة 1948 بمدينة قربة السينيمائية تعبيرا عن هذا الموقف فهي بمثابة نفض الغبار عن هذه الحضارة التي سادها الكثير من الركود وعرفت فترات من التشويه والمواقف المعادية والعنصرية ونٌعتت بالارهاب والهمجية .ففي أفلام الناصر الخمير التي تجوب العالم تلاحظ رهافة الحسّ وتذهلك جمال الصورة وإحساس الموسيقى وقوة المعنى ووجد الحب هي فعلا رسائل حب للأب المفقود للاندلس للغة العربية لحروفها وخطوطها للكتاب للادب للعقل للتصوف …هذه الرسائل التي خط معالمها التاصر خمير الحكّاء بذكاء كبير فربط معانيها بمتانة فيها من التشويق والحبكة والسحر الشيء الكثير .
وفي هذه الدراسة سنهتم بثلاثية خمير التي سميت بثلاثية الصحراء والتي رغم تباعد إنتاجها، فيها ترابط كبير فهي سلسلة تجمع بينها حلقات مترابطة من حيث الشكل والمعنى هي وحدة عضوية تفسّر فيها العناصر بعضها بعضا . 
وهذه الأفلام هي “الهائمون فى الصحراء “(1984) و”طوق الحمامة المفقود “(1989) وآخرها بابا عزيز(الامير الذى يتأمل ذاته) (2005) وسنركز على العناصر التالية لتفكيك شفرات هذه الأفلام التي تبدو صعبة المنال للمتفرج العادى وهذه العناصر ستكون كالتالى : ثنائية الصحراء والمرايا” ميثولوجليا الطفولة ” استلهام التراث ثم نختم بالبعد النقدى فى هذه الأفلام .
والجدير بالذكر قبل أن نبدأ فى تفكيك هذه العناصر أن الحكاية والخرافة والاسطورة هي ادوات مهمة فى افلام خمير فهو على وعي أن هذه الادوات ببعدها الرمزى هي القادرة على استبطأن الذات هي اداة فنية ومضمونية هامة فى نسج العوالم السينيمائية للناصر خمير .
ثنائية الصحراء والمرايا :
“انا كائن معجون بالصحراء …” الناصر خمير 
لا يستطيع اي متفرج لافلام خمير الا أن يلاحظ افتنأن الرجل بالصحراء بتموجاتها الرملية ولونها الاصفر الذهبى وهضابها ووعورة مسالكها والغازها الكثيرة ويرّد خمير هذا الاهتمام بالصحراء فى افلامه أن معظم العرب لا يعرفون الصحراء ولكن هي دون وعي منهم تسكنهم هي جزء من تركيبة عقليتهم وشخصيتهم ويضيف أن اللغة العربية ايضا خرجت من الصحراء فعندما يتكلم العربى يقول خمير يتناثر من فمه تراب الصحراء وعندما نتكلم عن الحب فمن الصحراء ننطلق فكل مترادفاته تاتى من اساس صحراوى مثل” الهيام” فهي فى الاصل مرض يصيب الجمل فيختل توازنه ويترك الطريق ويتوه وكذا يفعل الحب بالعاشق .
فالصحراء فى هذه الأفلام ليست مجرد اطار مكانى أو فضاء أو صورة سياحية جميلة انما هي روح تتلبس بالشخصيات هي شخصية فى حد ذاتها ففى الهائمون تمثل التيه وفى طوق الحمامة تمثل منبع الاسرار وفى بابا عزيز هي السبيل والطريق .
والملاحظ فى هذه الثلاثية أن كل الشخصيات تعيش مغامرة البحث عن شيء ما فى الشريط الاول الهائمون يبحثون عن الكنز وفى طوق الحمامة يجرى البحث عن ماهية الحب وفى بابا عزيز هي رحلة داخلية روحانية للبحث عن الذات المفقودة ومحاولة استعادتها واكتشافها من جديد وفى طور هذا البحث كانت الصحراء هي المزود وهي الوسيلة ولذلك تسجل الصحراء حضورا متميزا فى افلام خمير فهي بالاضافة الى انها جزء من تركيبة العقلية العربية فهي لغة ورموز فلاتنفتح هذه الصحراء الا للمخاطرين الا للباحثين عن الحلم عن الامل فى الخلاص اوللباحثين عن بدايات جديدة .
اما عن المرايا التي سجلت حضورا رمزيا فى الثلاثية فسننطلق من مقولة لجلال الدين الرومى وهي قوله ” الحقيقة مرآة سقطت من السماء فانكسرت وامسك كل احد باحدى شظاياها فتوهم انها كاملة “
فالمرآة بماهي تثبيت للذات للحقيقة نراها تكسر على ايدى الاطفال فى الهائمون وذلك للاعلأن عن نسبية الحقيقة وتجاوز الماضى وبناء الحلم و المستقبل 
وفى بابا عزيز التي تتمثل فى تأمل الامير نفسه غلى صفحة الماء هذا التامل المرآوى كما يقول الهادى خليل ” ليست تثبيتا للنزعة المزهوة بداتها وانما هي تشتيت للذات وتقويض للمثل الثبونية اليقينية “هي ادن مرحلة لازمة فى بحث اولى وجزئي هي مرحلة للخروج من الفردية والانتماء للقيم الجماعية هي محاولة لازالة الانا ليحل محلها تجل كونى والانفتاح على حقيقة العالم .
اذن الصحراءوالمرايا ثنائية هامة فى البحث عن الذات والوصول الى عمقها سوى بالمغامرة أو بالتأمل>
ميثولوجيا الطفولة :
رغم عدم وجود البطل فى افلام خمير وذلك لأن البطل متغيرونقطة الارتكاز متغيرة وتتحرك دائما فى اتجاهات مختلفة الا أن للطفل دور هام فى افلامه فلا يفوتك وانت تشاهد ثلاثية خمير أن ترى طفلا يجرى يسابق الريح فى ازقة وفضاءات المكانية للاشرطة هذه الطفولة التي يتعاطف معها خمير هي طفولة حائرة ومعذبة وحالمة وتواقة الى فضاء وقيم ارحب 
يطل علينا فى الهائمون الطفل “حسين ” الذى يكسّر المرايا مع بقية اطفال القرية ويحلم بتخضير الصحراء . ويحلم” زين ” فى طوق الحمامة المفقود بملاقاة والده الذى لا يعرفه هدا الطفل الذى يقول” ما ذنبى أن ارى ما ارى “هو طفل غيرعادى بمواصفات سحرية وطاقة تخييلية وقدرة رهيبة على الحلم وهو كما يُنادى فى الشريط رسول الحب 
وتقود عشتار الطفلة المفتونة بالحكاية جدها العجوز فى رحلته الصوفية للذات عبر الصحراء ووعورتها وتعيش معه مختلف مغامرتها وعندما تصل فى الأخير الى حفل الدروايش تنبهر بتلك الحضارة وذلك الاصغاء الروحى للذات. 
فلاطفال خمير احلام عليها أن تتحقق لكن من ابرز سمات هذه الطفولة بالاضافة الى انها طفولة حالمة هي طفولة يتيمة فكل اطفال خمير بلا اب فحسين لا نرى له اب فى الهائمون حيث يتربى عند جدته التي تموت وتتركه .زين ايضا بلا اب فهو ابن حرام ولقيط كما ينعته صاحب الدكأن وحتى عشتار يتخلى عتها جدها ليلقى مصيره بملاقاة ربه ويتركها وحيدة فى آخر الشريط .
وبتبنى خمير للنهايات المفتوحة يجعل لهذه الطفولة الحالمة دور فى اكمال المشوار وتصحيح المسارخاصة لو مكناهم من مفاتيح الحلم والابداع فهم مستقبل هذه الأمة .
استلهام التراث :
” لغتي السينيمائية تنبع من تراثي الإسلامي العربي ..”
“الحضارة العربية الإسلامية هي مكون اساسي لحياتى وعقلى وكياتى الانسانى وهدا يدفعنى للاهتمام بهذه الحضارة بكل تنوعاتها …” الناصر خمير
أن ثلاثية خمير ترجعك الى اجواء وسحر الشرق عبر مشاهدها وديكورها وقصصها وموسيقاها ومن خلال فن العمارة والملابس والخطوط والحروف العربية الجميلة التي تملأ الديكور ومن خلال الاسواق والكتب التي تباع وتشترى والمساجد التي كانت منبرا لكل العلوم هذا الانفتاح وهذا الازدهار التي كانت تنعم به حضارتنا فى ازمنة مضت اجواء الاندلس وقرطبة وغيرها 
والمشاهد لهذه الأفلام يشاهد بيسر حضور عوالم الف ليلة وليلة فى الهائمون وعوالم الاندلس فى القرن العاشر وكتاب طوق الحمامة لابن حزم في شريطه الثاني ومبادئ التصوف فى شريطه الاخير بابا عزيز .
اما عن حضور الف ليلة وليلة هذا الارث الحكائي المتميز والذى يعتبره خمير من اكبر انجازات حضارتنا فانك تراه فى كامل افلامه عبر التضمين وتوالد الحكايات التي لم تضعف من ترابط الحبكة فى الأفلام بل بالعكس جعلته اكثر ترابطا وامتاعا وهدا نرجعه لخبرة خمير وامتهانه للحكاية وقدرته العجيبة على الربط بين الحكايات وهذا ما يلاحظه المتفرج العادى غير انه يصيف عليه أن استلهامه لالف ليلة وليلة يرجع اولا الى اهمية هدا الكتاب فهو من اهم الكتب المترجمة فى الصين مثلا ونحن ننظر اليها باحتقار على الرغم من انها ركيزة من ركائز الحضارة العربية .ثانيا فهو يؤكد أن اهتمامه بهدا الاثر لا يرجع الى السرد السينيمائي وانما الى فكرة الجمال المبهر والاحساس بالجمال فالف ليلة وليلة هي حلم شرقى هي فكرة الجنة فى الخيال الشعبى حيث يظهر نوع من الجمال الذى يفوق الدنيا .
ولذلك يدخلنا المخرج فى هذه العوالم فى فيلمه الهائمون ونطل على عوالم اسطورية تمزج بين الخيال والحقيقة فى عالم عجائبى متمثلة فى البحث عن الكنز واطرافه الطائر السحرى السفينة الصحراوية جن البئر هذه العوالم التي تخلق صورة جديدة وتفتح الكثير من الاسئلة وعلامات الدهشة فى عقل وروح المتلقى 
أما أجواء شريطه الثانى فواضح أنها أجواء القرن العاشر اجواء الاندلس بازدهارها واجوائها العلمية المتميزة واجوائها السياسية المضطربة وواضح انها اجواء ابن حزم الادبية والبحث عن ماهية الحب “الحب اعزك الله اوله هزل وآخره جد ” وبما فى هدا الموضوع من جمال ومتعة ورهافة حس فيتداخل فى هدا الشريط الشعر بالحب بالقرأن ليرحل المشاهد عبره فى حلم تخييلى رائع للبحث عن اسماء الحب واسرار الاميرة سمرقند عبر الحكاية المشوقة التي يحيكها المخرج الناصر خمير . 
اما فى بابا عزيز فهو غوص فى التراث الاسلامى وفى تجربة التصوف بالذات ويقول خمير فى هدا الصدد “أن استعادة صورة اكثر نقاء وفاعلية للاسلام كحضارة وثقافات لهي اليوم من الامور الاشد الحاحا والتصوف فى رايي هو الباب “
ولهدا كأن شريطه الثالث تعمقا فى التجربة الصوفية واسلوب الدروايش فى التعاطى مع استبطأن الذات وذلك من خلال رحلة العجوز وابنته عشتار فى قلب الصحراء للذهاب لحفلة الدرواييش التي تقام كل ثلاثين سنة ورغم انهم لا يعرفون مكانها الا انهم يتبعون حدسهم وفلوبهم لايجاد الطريق وفى هدا الطريق يلتقى الجد والطفلة العديد من المريدين فينفعلون مع قصصهم ومشاكلهم وهدا ما يبين رهافة حس المتصوف وكدلك التسامح والجمال الذى يتصف به الاسلام وهدا الشريط هو مجموعة من المشاهد واللوحات الرائعة التي تختزن الوجه الحقيقيى للامة العربية وتبين الوجه المتسامح والجميل الذي شوهه بعض أبنائه عن جهل هو رحلة رائعة في اكتشاف الذات والتعرف على عمقها من خلال التأمل وهذه الرحلات مرتبطة بفكر التصوف فهي رحلة داخلية داخل الروح والوجدان.
أفلام خمير رؤية نقدية للراهن :
“السينما طورت شعورى بالحرية “…الناصر خمير 
أهدى الناصر خمير شريطه الأول والثاني إلى الاندلس وأهدى شريطه الثالث بابا عزيز إلى والده وفي هذا تعبير عن إخلاصه لهذه الحضارة ولذاكرتها .
ولسائل أن يسأل لماذا اتخذّ خمير هذا الشكل وهذا التباعد الزمنى للتعبير عن قضايا راهنة ومعاصرة لعل الجواب بسيط أن هذا التباعد الزمني يجعله أكثر حرية في التعاطي مع مشكلات العصر خاصة في غياب حرية التعبير.
فأفلام الناصر خمير” ليست مجرد بطاقات بريدية جميلة ” ولكنها ايضا نقد لاذع لأمة فرّطت فى ثرواتها وفى حضارتها وذلك بتغييبها للعقل للعمل للثقافة . فخمير يرى أن الحل للخروج من ازماتنا هي الثقافة والعمل على تجذيرها فى المجتمع اكثر مما هو فى السياسة فقدم من خلال افلامه نظرة نقدية ثاقبة للذات العربية .
ففى الهائمون فى الصحراء نقد للقرية التي تعيش خارج الزمن وبجغرافيتها القاسية تكون ايضا خارج المكأن هذه القرية التي تترحم على ماضيها المجيد المزدهر والتي تتمثل فى الاندلس وعوض البحث عن اسباب الضياع تسعى وراء الخرافات والاساطير وما شابه من انماط تغييب العقل .
فالهائمون هم شبابنا الذى يرحل للبحث عن سبل الرزق بعيدا عن الصحراء القاحلة ولكنها المزدحمة بالثروات التي لا يراها هؤلاء اذ تغلب على هذا المجتمع الخرافة والاساطير ويبعث المعلم الى هذه القرية المشكوك فى وجودها اصلا ليدرس اطفالها فيتفاجأ بعدم وجود مدرسة اصلا وعدم استعداد الاطفال للتعلم هذا نقد قدمه خميربرمزية فى شريطه بطريقة غير مباشرة. 
 
أما فى طوق الحمامة المفقود فنلاحظ اشارة مباشرة ونقد للحكام والساسة عبر الحوار بين ملك الموت ورسول الحب فى اشارة طريفة لطريقة ابن المقفع فى النقد السياسى إذ يقول ملك الموت”أليس جميع امرائنا قردة…يرد عليه زين ” اميرى قرد ظاهريا “فيختم ملك الموت بقوله “المأساة أن امراءنا هم قردة على عكس المظاه. “
وهناك إشارة مباشرة لتحركات المستضعفين الذين ملوا من التهميش والطبقية المفرطة التي كانت موجودة فى ذلك الوقت هذا الشريط الذى يبحث فى اسماء الحب يبحث بطريقة غير مباشرة ايضا لماذا يحرم المجتمع اليوم الحب على ابنائه ! وجه من وجوه الذات العربية الذى اختفى وحل محله وجه آخر مخيف يحرم الحب ويشرع للعنف والكراهي.ة 
وفي بابا عزيز اراد خمير أن ينفض الغبار عن وجه الإسلام الذى شوه خاصة بعد احداث 11سمبمبر والذى اتهم بالارهاب والهمجية والعنف وراى أن الوجه الجميل هو المتمثل فى الصوفية الذى يرى انها قلب الاسلام وبالتالى يصور خمير في هذا الشريط الوجه المضيئ والمتسامح للاسلام ويعطى وجها آخر مختلف تماما عما يعتقده الآخر وذلك من خلال تجربة التصوف فينتهي المخرج أن الثقافة العربية الإسلامية لم تكن يوما عنيفة وإنما هي ثقافة التسامح والتأمل الروحي والجمال .
الخاتــــــــــــــــــــــــــــــــمة :
وبهذا تكون سينما خمير إضافة نوعية للسينما التونسية والعربية والعالمية أيضا فهي سينما مغايرة تنفتح على عوالم الماضي ولكنها تتناول مواضيع آنية وهي طريقة خمير في التعبير عن همومنا بحرية هو نوع لاخلاصه لهذه الذاكرة التي نهل منها العديد من الحضارات الأخرى لذلك لا نجد في سينما خمير أي حدود فانت تجد في الشريط الواحد أكثر من لغة وممثلين من كل الجنسيات وهو اختيار موظف لتمثيل هذه الحضارة بتعددها وتنوعها وانفتاحها على الآخر وقدمها كحضارة تدعو للحب وللتسامح هي طريقته في إماطة اللثام عن الوجه الحقيقي للذات العربية، فانا رايته حسين في الهائمون الذي يحلم بتخضير الصحراء وزين رسول الحب وهو عشتار التي تنفض الغبار عن وجه جدها بعد العاصفة الرملية.
ولذلك نجد أن لغته السينيمائية مزجت بين الواقع والاسطوري والفانتازي والراهن وصنع بذلك حالة سينمائية متفردة نهلت من اختصاصات خمير المتنوعة بما أنه أديب وخطاط ونحات وحكّاء وسينيمائي .
المصادر :الأشرطة السينيمائية “الهائمون فى الصحراء ” “طوق الحمامة المفقود” وبابا عزيز (الامير الذى يتأمل ذاته)
المراجع :
الهادي الخليل : من مدونة السينما التونسية رؤى وتحاليل 
طارق عواد : حوار مع الناصر خمير (الشرق الاوسط) من الانتارنات 
حوار متلفز مع الناصر خمير (one on one) الجزيرة الثقافية 
_______
كاتبة من تونس

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *