ذاكرة السينما.. امرأتان

• صوفيا لورين

• إخراج: فيتوريو دي سيكا

الفيلم مأخوذ عن رواية الكاتب الإيطالي البرتو مورافيا الذي زار العراق منتصف الثمانينات عند صدور ترجمة روايته في العراق “زواج الحب”، ومورافيا صاحب العديد من الأعمال الروائية مثل “الانتباه”، “أنا وهو” ، وقد حولت أكثر أعماله إلى أفلام سينمائية.

أما رواية “امرأتان” فتدور أحداثها إبان الحرب العالمية الثانية عند انهيار الفاشية وإعدام موسوليني وعشيقته ، وتجري الأحداث في روما حيث تكون البطلة، صوفيا، مطلقة ولديها ابنة تبذل المستحيل من أجل رعايتها والحفاظ عليها من الفساد والدوافع الشاذة التي خلفتها الحرب وشوفينية موسيليني ، ولكن ضغط الحرب وزحف الحلفاء على الدول المتحالفة مع ألمانيا ، خاصة إيطاليا واحتلال مدنها الرئيسة، يضطر الأم كمثيلاتها من العوائل إلى الرحيل مع ابنتها بعد أن تغلق محلها.. والمضي لإيجاد مكان آخر فتعثر خلال جريها على كنيسة مهجورة تتخذها مع ابنتها مكاناً للاختباء. وتشاء الصدف أن يقتحم الكنيسة قسم من الجيش الأمريكي مع مرتزقة من الأتراك الذين يجدون الأم وابنتها غنيمة سهلة فيغتصبون الأم وابنتها بوحشية مقرفة.

وينتهي الأمر بلقطة لكنيسة من الداخل يسودها الصمت بينما تنهض الأم صوفيا ممزقة الثياب لتشاهد ابنتها على الأرض وقد انتُهكت عفتها . وهنا تشعر الأم بوقع هول الحرب على بلدها وعلى ابنتها التي كانت تمثل عندها رمز النقاء.

بعد ذلك تجري تحولات سياق الفيلم ، التحولات النفسية والجسدية، حيث يفلت منها زمام الأمر لتصبح ابنتها أكثر أنوثة واستجابة للرغبة وهي الثيمات التي اعتمدها البرتو في أكثر أعماله الروائية التي يعالج فيها مسألة الحب والجنس والشذوذ خاصة في روايته “الانتباه.” 

وقد عالج المخرج دي سيكا بواقعية أضفت على أسلوبه الإخراجي خاصة في فيلم – سارق الدراجات- حيث جسد من خلاله مصطلح الواقعية الإيطالية في السينما.

والفيلم أنتجه زوج صوفيا لورين، كارلو بونتي الذي أنتج العديد من الأفلام التي مثلتها زوجته، منها : مدفع الحرية، وفيلم THEEIMS، مع أنتوني بركنز كذلك امرأة من روما وزهور عباد الشمس. والبحث عن الكنز . وفيلم امرأتان عرض في سينما الخيام ثم توالى عرضه لفترة طويلة ليمثل جانبا من مآسي الحروب.

____

*المدى