الطفل الغزي المضيء


سعيد الشيخ *

( ثقافات )

(1)
فوّهة الجحيم
طائرة في السماء
وعلى الأرض رأسي يتدحرج
كرة بين الركام
(2)
أحاول اللحاق بيدي
التي غافلتني وطارت
خلف الطائرة
لتفقأ أصابعي عينيّ الطيار
(3)
في فمي غبار دارنا
الذي نام على أجسادنا
لدي متسع من الوقت
لدي بقية من روح
لأتسلل الى غرفة أختي
وأرتب موتها
كما كانت تشتهي
(4)
دعني أيها القنّاص أن أمر
بين كفيّ رشفة ماء
لأمي/ تحت الأغصان المقصوفة
(5)
أرادت القذيفة
أن أزهد في موتي
في الليل كنت أضيء الطريق
للمسعفين
وهم يهرعون نحو ينابيع الدم
(6)
أقطف القمر من كبد السماء
أضعه مكان رأسي المقطوع
ها أنا مسحة من نور
تضيء عتمة الضحايا والأنفاق
(7)
من شفتيّ أسقي 
الطير الذبيح
أمنحه الروح
ومن روحه أسترد روحي
(8)
ترون أرواحنا بين الحطام
ما لا ترونه،
كيف أرواحنا في السماء
أشجار البساتين
(9)
يضمّد النخلة، أبي
الذي يتجرع مرارة
الخيانات العربية
(10)
أقدر على تحمّل آلام جراحي
وأستطيع منح الكون
بهاء صورتي الإنسانية
أنا الطفل الفلسطيني
أفتح ثقوبا من الضوء
في الضمير العالمي
لكنني لا أستطيع تحمل آلامي
كلما سمعت العواء العربي
(11)
يا إلهي،
بيتك وبيتنا تحت القصف
وخلف الحدود،
لي إخوة في دينك
يتفرجون ويصفقون للمجرمين
يا إلهي،
هل ستظل صامتا …
هل ستظل صامتا؟
يا إلهي …
* شاعر فلسطيني

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *