*ماجد شاهين
( ثقافات )
لو كانت لي دكّانة صغيرة ، لاخترت أن تكون في شارع ٍ عتيق !
في داخلها سأضع ُ رفّا ً خشبيّا ً يحمل عدداً من دفاتر الرسائل ، أبيعها لمن أرادوا إحياء سيرة الكلام الذي يروح إلى حيث نحبّ !
و في جوار الدفاتر ، علبة أقلام ٍ ، سأمنح قلماً و ورقة ً أو أكثر من دفاتر الرسائل لكلّ من يبعث مكتوبا ً ، ولن أتقاضى ثمناً لقاء ذلك .
و في زاوية من مساحة الدكّان سأضع طاولة للكتابة و كرسيّا ً ، و أتيح ُ لمن يرغب في الكتابة أن يستخدمها إذا شاء .
و عند الاقتراب من الباب ، قبل الخروج من الدكّان ، ستكون سلّة ورد ، متاح ٌ من خلالها أن يتناول حامل الرسالة / كاتبها ، وردة ينتقيها كما يريد و وفق ما يشتهي فيحملها مع الرسالة .
و بعد خروج حامل الرسالة من باب الدكّان ، أمدّ يدي وأصافحه .
قد أتقاضى ثمن الوردة ، سأضع عبوة / حصّالة يضع فيها من يشاء ثمن وردته التي تناولها .. سأتركه يحدد الثمن ويضع ما يشاء أو ما يستطيع .
عند باب الدكّان :
في الجهة اليمنى : سيكون هناك كرسيّان خشبيّان أحدهما أستخدمه لجلوسي والآخر أخصّصه لصديق يزورني أو عابر طريق .. نشرب هناك شاينا و نردّ السلام لكلّ الذين يمرّون في الجوار .
في الجهة اليسرى : زير من الفخّار و فوقه كيلة ( كوب / كوز )معدنية مربوطة إلى حبل معلّق في أذن الزير .. والمياه في الزير عذبة نقيّة لمن أصابه عطش أو لمن أراد أن يمسح وجهه.
..
لو كانت لي دكّانة صغيرة في شارع ٍ عتيق في البال ، لكنت ُ ، مع الورد والطاولة والكرسيّان في الباب ، زرعت ُ عند بابها ، هنا غرسة من عود الياسمين و هنا غرسة عنب .
..
لو كانت لي دكّانة صغيرة ، لكان فيها طاولة وكرسيّ للكتابة و دفتر رسائل و أقلام و سلّة ورد و زير ماء و أمامها ياسمينة وارفة و دالية يستظل عندهما الهاربون من القيظ أو الباحثون عن موعد المكاتيب .