موريل مفروي وحكاية ‘بنت مولانا’


*محمد الحمامصي

عن دار “كتبخانة”، صدرت حديثا ترجمة الرواية الإنجليزية “بنت مولانا”، للكاتبة الإنجليزية موريل مفروي، في 180 صفحة، وقد ترجمها الشاعر المصريّ محمد عيد إبراهيم، وتدور الرواية في جوّ صوفيّ حميم حول شخصية “كيميا”، تلك الفتاة التي فرّت من أهلها والتحقت بمولانا جلال الدين الروميّ، حيث عاشت حياتها المضطرمة والمضطربة في جوّ بيت مولانا بكلّ ما فيه من تناقضات وتباينات ضمن عوالم علوية غريبة، حتى زُوّجت من القطب الروحانيّ، معلّم مولانا ورائده في سبيل الحقّ والنور، شمس الدين التبريزيّ.

ومن أجواء الرواية، نقتطف ما يلي:
(طحنتهما موجةٌ إثرَ موجةٍ، وصلتهما، ثم كالمتوقّع فصلتهما، لتضمّهما من جديدٍ. ينفطر فيهما إيقاعُ الحياة العظيمُ، نبضُ الأرضِ والبحار، فيوحّدهما في واحد. قال هامساً “إنها لَعَطيّةٌ، عَطِية! أن يعرفَ الجسمُ الروحَ، وتعرف الروحُ الجسمَ”. آهٍ، يا لها من عَطِية، دُهِشَت باكتشافها. رجلٌ وامرأة، كلٌ واحدٌ. غمرَ جسمَها كلّه، كمالٌ وفرحة. سمعَت نفسها تقول “للأبد، للأبد”، وكان صوته بعيداً، مع أنه قريبٌ، كأنه صدىً يُرجّع “للأبد، للأبد، في خلود”. يرقد كلٌ بين ذراعَي الآخر، ورأسُ كيميا ترتاح بتجويفِ كتفه. قالَ بهدوءٍ “وهذه أيضاً صلاة”.)
وتكتسب رواية “بنت مولانا جلال الدين الروميّ” قيمةً عليا من حفرها في المجال الصوفيّ الواسع لفلسفةِ مولانا، عبر علاقتهِ مع القُطب التبريزيّ، حيث لا يعرف المرء هل يغمره ريح العشق أم ناره، بل يتضفّر الفرح والألم في سلّة واحدة، فالقلب يغرّد، موجَعاً، يختفي في كيانٍ، هو السرّ كان!
وقد أكد المترجم محمد عيد إبراهيم أن موريل مفروي لم تكتب أعمالاً أخرى، انما كانت مهتمة بالدراسات الشرقية من فترة طويلة، وهي روايتها الوحيدة.
وأضاف “الغرب عموما يهتم كثيرا بالصوفية، والرواية لذلك من نتاج هذا الاهتمام الذي أولاه المستشرقون عناية كبيرة في الماضي والحاضر معا”.
وقال: “يرى المستشرقون في الصوفية اسلام السماحة بديلا عن الاسلام السياسي المتطرف، في عرفهم”.
_______
*ميدل إيست أونلاين

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *