“توليبس” تؤسس لحركة ترجمة الشعر العربي


*خلود الفلاح


( ثقافات )
صدر العدد الجديد من مجلة توليبس الإلكترونية الفصلية للشعر برئاسة تحرير الشاعرة المقيمة في امريكا انتصار دوليب وهيئة تحرير: عبد الهادي السعيد، وحاتم الأنصاري، وأنور اليونسي، وسها السباعي، والحبيب الواعي، باللغتين العربية والانجليزية، تتصدر الغلاف الشاعرة الامريكية الراحلة سيلفيا بلاث.
أول عدد من توليبس تم إصداره في الأول من سبتمبر 2013 ، وعن هذه التجربة تقول رئيس تحرير المجلة :”انطلقنا من واشنطن بعد حملة إعلامية وإعلانية للموقع. استمرت المجلة في الصدور بشكل شهري حتى تم تحويلها إلى مجلة فصلية هُناك أقبال هائل عليها من قبل الكُتاب والقراء المهتمين بالشعر في العديد من الأقطار حول العالم، وكانت رغبتنا في تجويد المجلة بصورة عامة مما استدعى تمديد المدة بين كل عدد والذي يليه لأنها بدأت تتطلب مجهودا أكبر بكثير في عملية انتقاء الأعمال والمجهودات الخاص بالدعاية والتصميم والتنفيذ والإخراج. المجلة تصدر الآن فصليًا والنشر يتم بالدعوة فقط ونصّر على اتباع هذا المنهج في النشر لضمان دقة انتقاء الأعمال التي يتم تقديمها بصورة عالمية”.
وبسؤالنا لماذا مجلة مختصة بالشعر قالت الشاعرة انتصار دوليب: “الشعر فن يرسم الحقيقة كما لا يستطيع فن آخر، انفعال خام يربط بين الناس ويضمن التواصل بينهم بصورة صادقة، عدسة مكبرة للكون، أداة إضاءة وإيقاظ لدهشة الكوزمولوجيا والأنثروبولوجيا. الشعراء يكتبون ذاتهم وذوات الآخرين والكون. الأصوات في عقولنا التي يتم سحبها ورسمها كخط تحت الكلمات. نحن نقرأ الشعر وهو يقرأ أرواحنا. خلق جسر مختلف بين الثقافات بترجمة الشعر بطبقاته التفاعلية المؤثرة إلى عدة لغات أمر صعب جدا”، وأضافت انتصار دوليب: “في توليبس نحن نبرز الجمال المتضمن في توازن الفكرة أكثر من وجوده في مفردات اللغة. الأمتعة التي تحملها قصيدة ودلالاتها هي الأهم، ونحرص بقدر الإمكان عند نقل عمل من لغة إلى أخرى ألا ينتهي المتلقي إلى سماع واستيعاب جزء معين من العمل، بل القصيدة ككل وبالتالي تأدية الرسالة كاملة بفعل فريق مؤهل باتقانه اللغات المختلفة كلغة أم وبثقافة عالية متفردة تستطيع الامساك بالخيط الفاصل بين الترجمة المعقولة والترجمة الحاسمة والتامة بوضوح، ومن ثم محوه. نستطيع القول إننا نؤسس لحركة تروم المساهمة في سد النقص في مجال الترجمة الشعرية من وإلى العربية. سواء من الشعر التاريخي أو مما يكتب راهنا. بهذا يكون لها تأثير في التعريف بالحركة الشعرية الحالية في الشعر العربي، وتقريب الشعر العالمي المعاصر من القارئ والشاعر العربي”.
وحول إيمانها بقدرة الابداع على خلق حالة من السلم قالت:” الفنون بأنواعها رسائل شفافة تستسلم لها الأرواح الإنسانية، حيث يتم توظيف اللغة والقدرات البشرية لصفاتها الجمالية لخلق تأثيرات مختلفة وقوية سواء بالصورة أو الكلمة أو الموسيقى، الشعر غالبًا ما يضم كل تلك الفنون لذلك يكون وقعه أقرب إلى الروح وملامستها هينة باستخدام هذا الفن. يمكن جدا للفنون أن تخلق حالة من السلم، فهي مؤثر قوي وهذا أمر مشهود تاريخيًا، شرط أن يكون بعيدا عن المطامع والرغبات الخاصة التي تضبب المشهد وتفقد العمل الفني جمالياته ومؤثراته الإنسانية. الشعر كائن مسالم يتحرك بلطف حتى بين سطوره بحالة الترقب اللينة التي تنشأ بين توقعات القارئ. شرط انحيازه لنفسه وهدوءه، يعمل الشعر كمؤثر ذكي ودمث على النفس البشرية”.
من المعروف ان المشاريع الثقافية لا تحقق الربح لذلك تقف مسألة التمويل عائقا امام الكثير من المشاريع الطموحة وحول مدى استمرار المجلة في الصدور خاصة وان هناك خطة لطباعتها ورقيا فكان رد الشاعرة انتصار دوليب:”هذا الشهر سنصدر 100 نسخة ورقية كتجربة، ونود إصدراها إلكترونيا بصورة دائمة بالإضافة إلى الورقي، الأمر يعتمد على أمور التمويل”، وأضافت انتصار دوليب:”حتى الآن المجلة لا تعاني المجلة من مشاكل في التمويل، كانت تكلفة المشروع مرتفعة جدا في بداية الأمر خاصة بسبب البرنامج الذي تستخدمه المجلة وهو ما تستخدمه المجلات العالمية أمثال برايدال وأوبرا وغيرها، تتزايد أو تتناقص التكاليف حسب متطلبات العدد في الإخراج والتصميم وبالطبع في الدعاية والتسويق وتكاليف هوية وحماية الموقع غير النظام المدفوع لتوزيعها الإلكتروني حول العالم للتواصل مع الثقافات الأخرى عن طريق الشعر وللتعريف بالشعراء والمُترجمين المُميزين المشاركين في هذه الرسالة الجميلة. نميل لبدائل أخرى في التمويل عند تنفيذ المجلة ورقيًا لكن انتشارها الهائل يُبشر بحلول طيبة في الأفق القريب”.

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *