*
من كازابلانكا إلى القتل، فان عوامل سيناريو جيد جداً، هي نفسها على الدوام.
ومن المعروف ان جون يوركي- المسؤول عن عدد من أفضل الأعمال الخاصة بالتلفزيون البريطاني، ويعني ذلك، المسلسلات بالذات.
وفي فيلم كازابلانكا، أو في مكان آخر، “يحدث” شيء ما، قصة تمتلك عدة عوامل جيدة، وهذه العوامل تقدمك إلى الشخصية الرئيسة في العمل، ثم تدعوك للتعرف على بقية الشخصيات، وتتعاطف معها، ثم يحدث شيء ما لهم، فهناك قصة عن “جاك” الذي يكتشف ساق بنته الفاصولياء ويتعلم بوند بعض الخطط ليسيطر على العالم، وذلك الشيء الذي ذكرناه في الغالب “مشكلة” وأحيانا تتنكر هذه المشكلة بالفرصة، ويحدث جراء ذلك وتتغير حياة ذلك الشخص بشكل كبير: أليس تقع في حفرة الأرنب، ويتعلم سبوكز خطة إرهابي متطرف، وغودو لأيات.
وشخصياتك لها مشاكلها والتي عليك حلّها: فأليس يجب ان تعود إلى العالم الحقيقي، وعلى سبوكز أن يتوقف عن تفجير القنابل في مركز لندن، وعلى فلاديمير وايستراغون الانتظار، ولكنهما يواجهان مشكلة أخرى عليهما التغلب عليها.
وهكذا نجد القصة تتطور على مستويات متعددة، وهي تكشف عن نفسها على شكل وأسلوب الجريمة الكلاسيكية، أو حدث في المستشفى، حادثة قتل لمريض، أو ان الطبيب، يبدأ في البحث عن القاتل، ولهذا السبب نجد ان مثل هذه الأفلام التي تتضمن الجريمة ومطاردة الشرطة للمجرمين، تحقق نجاحاً باستمرار، وعادة يكون بطل القصة، واضحاً وقد يكون “بات مان” أي الرجل الخفاش أو قد يكون جيمس بوند، أو فيلم مثل إنديانا جونز، أو قد يكون الأمر صعباً في التعرف أو تحديد البطل، وتكون للقصة عدد من الشخصيات الرئيسة، ولكننا نجد دائماً شخصا ما من بينهم ينال اهتمام المشاهدين أكثر من غيره، ومن الطبيعي أن يكون في الفيلم شخصيات يتعاطف معها المشاهد، ولكنهم لا يؤيدون ما يفعلونه دائماً، وإن كانت احدى الشخصيات سيئة، فان هوليوود ترغب في إيجاد حجة ما للدفاع عنه.
إن التعاطف مع الشخصيات لا يكمن في السلوك أو التصرفات الجيدة، ولا يكمن أيضاً في تفهم تلك الشخصية وسلوكها ودوافعها، وإنما يكمن في قدرتها على الوصول إلى المشاهدين، وهكذا يحدث شيء ما للشخصية الأهم، ويدفعهم الكاتب إلى طرق وقوى وعالم لا يعرفونه، وعند ذلك نجد الشخصية الرئيسة شجاعاً أو خائفاً وجباناً، أو مدمناً على الخمر.. الخ، وهذه الصفات تعتبر عوامل معرقلة التي تمنع الشخصية من الوصول إلى الكمال، ولكنها تضفي عليها صفات واقعية. وهي تختلف بالتأكيد عن الرجل الخفاش أو بطل تيرمينيتر “الماحي”، أو جيمس بوند، أو كما قال هيتشكوك: “كلما ازداد نجاح الرجل السيئ كان الفيلم أكثر نجاحاً”.
وكان المخرج الروسي ستانيسلافسكي قد قال “ان الشخصيات تحركها الرغبات”، وقال الكاتب جيكوف، “قل لي ماذا تريد وأنا سأخبرك السلوك الذي ستتبعه”.
وفي بعض القصص السينمائية، نجد أن المشكلة تتعلق بشخص قريب من البطل، فقد يموت أو يصاب بمرض خطر “مثل فيلم العراب”، أو يبدو للمشاهد ان كافة الشخوص الأساسية ستموت كما في فيلم (E.T).
* ذروة الفيلم
إن ذروة الأفلام، تكون عندما تقترب المعركة أو الصراع ما بين بطل الفيلم وأعدائه وبالتأكيد، فان البطل يكون الفائز في النهاية.
وعادة ينتهي الفيلم بنهاية سعيدة، بعد حل كافة المشاكل، فإما يموت البطل، أو يتزوج الحبيبان، أو نجد نهاية سعيدة أخرى “لقاء الحبيبين”، دون الإشارة إلى زواجهما، مع إلقاء بعض الشك حول دوام علاقتهما.
إن كل فيلم عبارة عن رحلة إلى الغابة للعثور على سرّ ما، يكمن خارج النفس، وهذه الرحلة، تبدأ بتشكيل نفسها على شكل قصة، وقد تتحول إلى فيلم”.
__________
* عن الغارديان/ المدى