كشفت الدكتورة عائشة المغربي رئيس مجلس إدارة منظمة “فال للدفاع عن حرية الفكر والإبداع” أن اسم المنظمة اقترحه أحد الأعضاء المؤسّسين، إذْ تأسست قبيل الثورة بأيام فاعتبروها فألاً حسنًا. وتؤكد أن المرأة الليبية شاركت في ثورة 17 فبراير لكنها دفعت ثمنًا باهظًا وحوّلها البعض إلى ما يشبه “غنائم الحرب”.
انطلاق المنظمة
وعن انطلاقة المنظمة تقول الدكتورة عائشة المغربي أستاذة علم الجمال بجامعة الزيتونة: “تم التأسيس بعددٍ قليل من الأشخاص في طرابلس وبنغازي في أغسطس 2011، وأعدنا تأسيسها في يناير 2012”.
وتواصل بقولها: “في حفل الإشهار احتفينا بالشهداء والمفقودين في لوحات مزيّنة بصورهم مع الشموع والورود، وعزف طالب موهوب على الكمان، وعرضنا فيلمًا لأحد الطلبة بعنوان (هسهسة ضمير)، كما نظّمت أمسية شعرية مميزة، كانت انطلاقتنا إضاءة لاتجاهاتنا وبرامجنا مستقبلاً، ورفعنا شعار الأدب والفن باعتباره الطريق الأمثل للتغير، وكانت دعوة صادقة للانحياز للجمال والإبداع، والانحياز لحرية التعبير بوسائل سلمية. كنا نريد أنْ يسكت صوت الرصاص وأنْ نعلن السلام والحب”.
رؤية المنظمة
أما رؤية “فال” لوضع المرأة الليبية بعد الثورة فتقول المغربي: “نحن نسعى إلى نشر ثقافة المواطنة والمساواة ودسترة حقوق المرأة من هنا جاء إطلاق حركة “النساء قادمات”، على خلفية تراجع حقوق المرأة الليبية وبعض مكتسباتها بعد خطاب التحرير، حيث تحوّلت المرأة في ثورة فبراير التي شاركت فيها ودفعت ثمنًا باهظًا إلى ما يشبه غنائم الحرب، في وقت ننتظر فيه أن تكون شريكًا فاعلاً في القرار السياسي وفي البناء، بل تصاعد الأمر إلى تعرُّض الكثير من النساء الناشطات والمبدعات والقانونيات إلى العُنف من خطف وضرب وإهانة وتهديد بالقتل”.
انجازات فال
وتتحدّث المغربي عما أنجزته المنظمة فتقول: “من إنجازاتها أنها ساهمت في إطلاق حركة (النساء قادمات)، ووضعت أسس وأهداف وانطلاقة الحركة، وكان ذلك في تظاهرة كبيرة في المؤتمر التأسيسي الأول للحركة، يونيو 2012، ومنه انطلقت الحركة من ليبيا إلى تونس والمغرب وموريتانيا ودول أخرى، ولعل من أهم إنجازات المنظمة جائزة (فال للإبداع)، التي انطلقت في طبعتها الأولى في ديسمبر 2012 بطرابلس، وفوز نادرة العويتي، أما طبعتها الثانية 2013 فكان الاحتفال في بنغازي، ومنحت الجائزة إلى الفنان أحمد فكرون، والمبدع علي الوكواك، والشاعر عبدالسلام العجيلي، وعلى هامش الجائزة استحدثنا تقليدًا آخر بعنوان جائزة التميز منحت إلى صحيفة ميادين”.
مستقبل وأهداف
وعن مستقبل وجديد جائزة فال تقول: “نسعى إلى أن تستمر هذه الجائزة، ونبحث عن ممولين للاستمرار حتى تصبح تقليدًا ثقافيًا دائمًا”.
وعن الأهداف تضيف المغربي: “نسعى لمؤازرة المبدعين من أدباء وكتاب وفنانين ومثقفين، والدفاع عن حقوقهم وحرّيتهم في التعبير، وندعم الخطاب الثقافي باتجاه قيم الجمال والتسامح والحوار والتعددية، ونبذ ثقافة الإقصاء والتهميش والعنصرية، لخلق مجتمع يسوده القانون والمواطنة، ونناضل من أجل توجيه الخطاب الثقافي باتجاه مناصرة قضايا مثل احترام حقوق المرأة ومشاركتها في صنع القرار، ونسهم في نشر الثقافة الديمقراطية، وتنمية السلوك المدني والانتماء الوطني، بالإضافة إلى التعريف بالثقافة الليبية من آداب وفنون وآثار وتاريخ”.
وتستكمل بقولها: “نعمل على تنشيط الحركة الفنية والأدبية، وإثراء العمل الثقافي ومساعدة الأدباء والفنانين في نشر إبداعاتهم المختلفة، وصولاً إلى إثراء المشهد الثقافي وإغناء التجربة الإبداعية، من خلال اعتماد الخطوط الكفيلة بتطوير أساليب وتقنيات الإبداع العصري عبر تنظيم المواسم الثقافية والفنية”.
* الوسط الليبية