خولة السويدي: نهر الإبداع لا يتوقف تياره ولا يتجمد عند حد


حاورتها في أبوظبي : فاطمة عطفة *



بعد فوز روايتها «عشب وسقف وقمر، بالمركز الأول من الدورة الأولى لـ «جائزة الإمارات للرواية.. الفئة القصيرة»، قالت الكاتبة خولة السويدي، إنها أنجزت رواية مختلفة عن روايتها الفائزة، وهي تعيد قراءتها بعين ناقدة، ولم تكشف عن موضوعها أو اسمها لكنها، أشارت إلى أن روايتها الجديدة مكتوبة عن الزمن الجميل، دون أن تحدد ماهية هذا الزمن الجميل. وردت السويدي السبب في عدم تصريحها عن تفاصيل العمل الجديد الذي لم تذكر حتى دار النشر التي ستقوم بطباعته وتوزيعه، إلى الخجل الذي يجعلها لا تحب الحديث عن أعمالها.

وعن فوزها بالمركز الأول وماذا يشكل لها ككاتبة تقول: «هذا يشكل لي حافزاً قوياً على أن استمر وأطور نفسي، كما أنه في الوقت نفسه مصدر خوف، لأني أعتبر القادم يجب أن يكون أفضل وأجمل مما قدمته، وهذا الشيء يحتاج مني جهداً أكثر». وعن ما إذا كانت تتوقع أن تحصل على المركز الأول، تشير إلى أنها كانت واثقة من الفوز إذا لم يكن بالمركز الأول فسيكون بالمركز الثاني، وتوضح ذلك قائلة: «كان فقط لدي قلق من أن طريقة السرد عندي تختلف عن المألوف في طريقة كتابة الرواية الكلاسيكية، أما مصدر الثقة بالفوز فكان من خلال القراء الذين كانوا يتواصلون معي على الفيسبوك ويثنون على كتاباتي ويشجعونني على النشر، إضافة إلى أنني أعلم أني متمكنة من اللغة وأدوات الكتابة، والأهم المخزون الثقافي الذي أسست نفسي عليه من خلال قراءتي في الأدب العربي والعالمي»، وتضيف «الحمد لله تحقق ذلك وكنت سعيدة».
العشب والطفولة

أما عن اختيار العنوان بادئة بـ «العشب» فتقول: «من أيام الطفولة وأنا أحب العشب، وكنت أفرح باللعب على العشب في الحديقة، وهذا هو الدافع الأول لاختيار الكلمة. أما «السقف»، فهو الحاجز الذي يحرمنا من رؤية السماء. وهناك تجربة خاصة تتعلق بالسقف، وهي أني مررت بحالة صحية حرمتني من رؤية السماء والقمر والنجوم حوالي أسبوعين، ومعروف أن القمر، في دلالته الواقعية والتراثية والرمزية، محبوب في الشرق كله، وخاصة في البلاد العربية والإسلامية.. ومن هذه الكلمات الثلاث كان العنوان، وأنا مقتنعة به».

ردود فعل

وحول ردود الفعل لدى القراء على رواية «عشب وسقف وقمر»، سواء بالانتقاد أو الإعجاب تشير خولة قائلة: «جاءتني بعض آراء من القراء وفيها نوع من الجدل حول طريقة السرد في الرواية، منهم من أعجبه فيها روح القصص القصيرة، ومنهم من فضل أن يكون تكثيف في السرد، لكن لمست من أغلبهم الإعجاب بالعمل بشكل عام». 

نقد هدام

وتؤكد خولة أنها ترتاح لمن يوجه لها رأياً نقدياً مفيداً، فهي تستفيد من القراء لأن العمل الأدبي صدر إلى الناس، لكي تقرأه وتبدي رأيها فيه، سواء كان مع أو ضد، لكن في بعض الناس تكون طريقة النقد عندها جارحة موضحة ذلك: «عندما حضرت أمسية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، هاجمني أحدهم بطريقة غير بناءة قائلا: «أنت أي رواية كاتبتيها؟ القارئ لازم يحصل حبكة، وبداية ونهاية، ما فيها من الرواية الكلاسيكية شيء، وهي عبارة عن مقتطفات». وبما أن طبيعتي الخجل ولا أحب أن أتكلم أمام مثل هذا الحضور، لذلك لم أرد عليه، وأقنعت نفسي على أن أتقبل هذا الشيء. وأيضاً إحداهن، وهي مدرسة لغة عربية لم تكتفِ بأن تهاجمني قائلة «هذه ليست لغة عربية»! وطرحت علي كتباً أقرأها لأطور نفسي! تخيلي أن يوجد ناس يوجهون نقداً بهذه الطريقة، وهذا نقد غير بناء بل هو نقد هدام، وهذا آلمني لكن لم يهد من عزيمتي، بل أعطاني قوة لأن أقدم الأفضل في المستقبل».

كما تشير إلى أن شاعراً عربياً، قال في إحدى لقاءاته إن أعمالنا هذه – مثل معظم محاولات الشباب العربي- لا علاقة لها بالرواية الكلاسيكية كما يعرفها، وخاصة في الغرب الذي خصه بكل إعجاب وتقدير. وأكثر من ذلك، نصحني بقراءة نجيب محفوظ والحرب والسلام، دون أن يعرف شيئاً عن قراءاتي»، ولكن خولة السويدي تضيف، «أصحاب هذه الآراء لو اطلعوا على تطور الرواية في البلاد العربية وفي العالم، لاحتفظوا بآرائهم لأنفسهم، لأن نهر الإبداع لم يتجمد عند حد ولم يتوقف تياره على شكل معين».


* صحفية سورية تعيش في الامارات
( الإتحاد )

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *