باولو كويلو
كان رجل يشق طريقه عبر واد في جبال البيرينيه الفرنسية، عندما التقى راعياً عجوزاً، فشاركه طعامه وأمضيا وقتاً طويلاً يتحدثان عن الحياة، وفي أحد منعطفات الحديث، تطرقا إلى موضوع السماء.
قال الرجل: «لو أنني أؤمن بالسماء، لتعين علي القول إنني لست حراً، وأنه ما من شيء أفعله يعد مسؤوليتي».
شرع الراعي الغناء، ولما كان في ممر جبلي، تردد الصدى برقة.. لكنه توقف، وبدأ يلعن كل شيء، وعكس الجبل، صيحاته. فعادت إلى حيث كان الرجلان يجلسان.
قال الراعي: «الحياة هي هذا الوادي، والجبال هي ضمير السماء، وصوت الإنسان مصيره، ونحن أحرار في أن نغني أو نلعن، ولكن ما نقوم به ينتقل إلى السماء ويعود إلينا بالشكل نفسه، فالسماء صدى أعمالنا».
كلام عن التوبة
«فيربا سنوريوم»، مجموعة نصوص عن رجال أتقياء عاشوا في الصحراء قديماً، إذ تروي قصة ناسك صام عاماً بكامله، مكتفياً بلقيمات، مرة كل أسبوع. وعندما اكتملت توبته، تطلع إلى السماء ورفع يده متضرعاً وسائلاً تفسير فقرة في كتابه المقدس، لكن لم يتلق رداً.
حدث الناسك نفسه: «يا له من إهدار للوقت! قدمت تضحية كبيرة ولم تمنحني السماء رداً…». ثم خاطبه صوت: «هذا العام من الصوم جعلك تظن أنك الأفضل، والسماء لا تصغي لمن ركبهم الغرور..عندما كنت ناسكاً متواضعاً وفكرت في طلب عون شخص آخر، بعثت السماء بي إليك». وهنا تواصل الصوت، حاملاً إلى الناسك تفسير النص الذي يريده.
– البيان