*
قبل ان يصبح سيغموند فرويد، أبا علم النفس، قدم مساهمة قيمة كرائد لعلم النفس (السايكولوجي).
وقلة من العلماء قدموا انجازات ماتزال أسسها قائمة حتى اليوم، والنظريات الفرويدية التي لها علاقة وتأثير، لعبت دوراً مهماً في تطوير علم النفس الحديث، ما دفع مجلة التايم، لتسميته واحدا من أهم المفكرين في القرن العشرين.
وقبل ان يصبح شهيراً، كأب للسايكولوجي، تمرن وعمل في مجال الأمراض العصابية، وليصبح رائداً للأبحاث النفسية والعصابية، التي أشار اليها، سانتياغو رامونين رائد علم الأمراض العصابية في العصر الحديث.
ومن بين الأبناء الثمانية ولد فرويد في أيار عام 1856، في مدينة مورافين بالدولة التي تعرف اليوم: جيكوسلوفاكيا، وبعد أربعة أعوام انتقلت العائلة الى النمسا حيث والدة جاكوب فرويد وافراد أسرته، بحثاً عن فرص للعمل، وهناك انضم فرويد الى الجامعة وهو في سن الـ17، لدراسة الطب وفي العام التالي من دراسته، كان مهتماً بالأبحاث العلمية وأولها دراسة الأعضاء التناسلية لسمكة الانكليس.
وكانت النتيجة جيدة، ولكن فرويد لم يقتنع بها، وانتقل الى مختبر ايرنست بروكل في عام 1877، وهناك غيّر دراسته الى علم الأحياء والأنسجة العصابية، واستمر في تلك الدراسة ما يقرب من عشرة أعوام.
وكان بروكل إضافة الى كونه عالماً فيزيولوجيا، كان ايضاً مهتماً في تأثير الكهرباء على الأعصاب والعضلات وقد لعب دوراً كبيراً مع عدد من زملائه في دراسة حيوية الأعصاب والنشاط او ما يسمى ايضاً بـ”الطاقة” والتي لها علاقة بالنفس.
وقد امضى فرويد ستة أعوام في مختبر بروك، ودرس هناك ايضاً دماغ الانسان والذبذبات، وشمل هذا الميدان، دراسة أدمغة الضفادع وأنواع من الأسماك ومنها الانكليس تحت المجهر، وكان فرويد أول من توصل الى أن جذور العروق تنبعث من مادة رمادية لتصبح بعدئذ أصل جذور الأعصاب والأحاسيس.
وهذه الدراسة كانت الأولى من نوعها حول ارتباط التواصل بين الأعضاء، وكان هو الأول ايضاً في وصف عمل وطبيعة جزء من جذر الدماغ.
وبدأ علماء آخرون يبحثون في الموضوع. وبدأ في أواخر السبعينات من القرن التاسع عشر وما تلاه في بحث العلاقة بين المادة الرمادية وعروق الأعصاب، التي تنبعث منها.
وتواصلت تجارب فرويد حول الدماغ والأعصاب المرتبطة بالعمود الفقري للإنسان.
وقد وصف فرويد تجاربه هذه في محاضرة عام 1889، وهكذا توصل تقريباً الى اكتشاف الأعصاب وتوج عمله ذلك بالاعتراف به من قبل الأوساط العلمية، في أوائل 1890، اي بعد سبعة أعوام من المحاضرة التي ألقاها فرويد.
_______
*عن: الاوبزرفر/المدى